اكد المفوض الاوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتن استعداد الاتحاد الاوروبي للمساهمة على جميع الصعد في دفع عملية السلام وذكر في حديث خاص الى "الحياة" وجود "رغبة هائلة" لدى الجانب الاوروبي للمساهمة في اعمار جنوبلبنان وهضبة الجولان السورية وتعزيز دعائم الاقتصاد الفلسطيني، بعد تحقيق الحل السلمي. ويزور المفوض باتن عواصم الشرق الاوسط طوال الاسبوع المقبل لرصد الافكار وجمع الاقتراحات بغرض ادماجها في تقرير مشترك يقدمه بالتعاون مع المندوب السامي الاوروبي الى المجلس الوزاري الاوروبي في اجتماعه المقبل في العاشر من نيسان ابريل في بروكسيل. ويبدأ المفوض باتن جولته بعد غد الاثنين في غزة بعد ان يكون توقف في القاهرة للمشاركة في افتتاح القمة الافريقية - الاوروبية. وقال باتن ل"الحياة" انه سيعاين سير المشروعات التي يمولها الاتحاد الاوروبي في قطاع غزة وبشكل خاص مستشفى غزة الذي سيسلم في وقت لاحق الى وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين اونروا. وكانت تقارير اوروبية انتقدت صيغ انفاق موازنة بناء المستشفى من دون صوغ آليات تمويل التجهيزات وموازنة التسيير. وعقب باتن بأن المفوضية "تتعلم الدروس لكن ما يهمها اليوم هو افتتاح هذا المشروع الحيوي وفتح ابواب تقديم الخدمات الصحية الى نحو مليون نسمة في قطاع غزة. وقال السفير الفلسطيني في بروكسيل شوقي الارملي ان المستشفى "يعد في نظر الفلسطينيين ضمن اكبر وانجح المشروعات التي مولها الاتحاد الاوروبي في فلسطين". ويتوقف المفوض الاوروبي باتن في مطار غزة حيث قررت المفوضية وضع ترتيبات تضمن استعجال الاجراءات القانونية التي من شأنها تيسير توسعة مطار غزة وبناء هياكل موقتة لشحن البضائع الفلسطينية في انتظار بناء المستودعات النهائية. وتبلغ كلفة مطار الشحن في غزة 25 مليون يورو توفرها الخزانة الاوروبية. وقال باتن في تقريره الى زملائه في المفوضية ان مطار الشحن "سيسهل اندماج الاقتصاد الفلسطيني ويزوده منافذ نحو الاسواق الاقليمية والدولية ويشجع حركة الاستثمار المباشر". كما سيعاين المفوض الاوروبي الاماكن المخصصة لبناء مرفأ غزة الذي وافقت هولندا وفرنسا على تمويل مشروع بنائه. وسينتقل المفوض باتن الثلثاء من غزة الى الاردن ثم يعود لعقد محادثات مع المسؤلين في الحكومة الاسرائيلية الاربعاء. وينتظر ان يزور كلاً من دمشق وبيروت يومي الخميس والجمعة. وقال باتن انه سيثير مع الجانب الاسرائيلي مشكلة عدم احترامه "قواعد المنشأ"، اذ تقوم اسرائيل بتزوير شهادات التصدير وتصدر منتجات المستوطنات من الخضروات والنبيذ وغيرها تحت علامة "صنع في اسرائيل" وهو امر مخالف لقوانين التجارة ومقتضيات اتفاقية الشراكة الاوروبية - الاسرائيلية التي لا تشمل المستوطنات اليهودية.