الخلاف بين الرئيس عمر البشير والدكتور حسن الترابي مرشح للبروز مجدداً، في ضوء المعلومات التي افادت ان الهيئة القيادية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم التي يرأسها الترابي ستناقش في اجتماعاتها، التي بدأت مساء امس وتتواصل اليوم، قرار الحكومة الاستمرار في فرض حال الطوارئ المعلنة في 12 كانون الاول ديسمبر الماضي حتى نهاية العام الجاري، بعدما كان اجتماع القطاع السياسي في الحزب الذي يرأسه البشير أيد التمديد. وكان اثنان من كبار معاوني الترابي، وهما نائبه الدكتور علي الحاج ورئيس قطاع العلاقات الخارجية ابراهيم السنوسي، عادا من جولة شملت معظم ولايات البلاد الوسطى والشرقية والغربية حيث أجريا اتصالات مع القواعد الحزبية وعرضا أمامها أسباب الخلاف، الأمر الذي اعتبره انصار البشير بأنه نقل للصراع من العاصمة الى خارجها واشراك القواعد في الخلاف. وعلى الصعيد نفسه، بات مؤكداً ان الترابي لن يخاطب المسيرة التي دعت اليها ولاية الخرطوم بعد غد الاثنين. اذ نفى بيان لمكتب الترابي موافقته على القاء خطاب في المسيرة "لأسباب تتعلق بإصابته بانفلونزا منذ عودته من اداء فريضة الحج الاسبوع الماضي". وكان والي الخرطوم الدكتور مجذوب الخليفة المحسوب على البشير التقى الترابي ليل الاربعاء الماضي لدعوته الى القاء كلمة في المسيرة التي تنظم استنكاراً "لاعتداء على بعض المناطق في شرق البلاد". واعلن الوالي موافقة الترابي على تلبية الدعوة. ولا يقتصر الخلاف في اجتماع الهيئة القيادية على تمديد الطوارئ، وانما يشمل ايضاً تمثيل الولايات في اجتماع الهيئة. وترى مجموعة الامين العام الترابي ان ولاة الولايات الذين عيّنهم الرئيس اخيراً سيرجحون كفة انصاره في الهيئة القيادية ويطالبون بأن تمثل الولايات بقياديين منتخبين من قواعد الحزب. على صعيد آخر تعاملت اجهزة الاعلام الرسمية ببرود كبير مع نبأ الهجوم على مطار مدينة كسلا شرق البلاد والذي وقع فجر اول من امس. ونشرت الصحف خبراً مقتضباً عن بيان مصدر امني مسؤول. ووصفت الحادث بأنه "عملية تخريبية محدودة وبأن الطابور الخامس اطلق عيارات نارية يائسة على برج المطار". وزار وزير الدفاع الفريق عبدالرحمن سر الختم ووزير الداخلية اللواء عبدالرحيم محمد حسين ولايتي كسلا والبحر الاحمر حيث اجتمعا مع القيادات التنفيذية والعسكرية والسياسية. وقال سر الختم في مدينة بورتسودان الساحلية ان "معركة تحرير منطقة همشكوريب هي معركة بين الحق والباطل وسيطرد المعتدون خلال يومين". واستنكر بشدة ما جاء على لسان قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض من المطالبة بجعل بعض مناطق شرق السودان الحدودية منزوعة السلاح.