القاهرة، اوتاوا - "الحياة"، رويترز - أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان هاري جونستون في ختام زيارة استمرت أربعة أيام للخرطوم أنه طالب الحكومة السودانية بوقف الهجمات على المدنيين في مناطق القتال، وتحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان. ووصف جونستون زيارته للسودان بأنها كانت "بناءة للغاية"، لكنه قال إنه لم يلاحظ "تغييرات حقيقية" في الخرطوم. وعقدت في مقر وزارة الخارجية المصرية امس جلسة محادثات مصرية - اميركية ركزت على الملف السوداني، ورأس الجانب المصري فيها مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية الدكتور مصطفى الفقي ورأس الجانب الاميركي جونستون. وقال مسؤول الملف الافريقي الوزير المفوض في وزارة الخارجية المصرية رضا بيبرس ان الاجتماع "ساده جو من الصراحة التامة والوضوح"، مشيراً إلى ان المبعوث الاميركي عرض نتائج المحادثات التي اجراها في الخرطوم. وأضاف "تم أيضا تناول المبادرات المطروحة على الساحة السودانية وكيفية التنسيق بينها". وأكد بيبرس ان المبعوث الاميركي اعرب عن تأييده وحدة السودان، وتفهم واشنطن لأهمية الدور المصري واهمية السودان بالنسبة لمصر. وأوضح جونستون انه ابدى ملاحظات للحكومة السودانية في شأن انتهاكات حقوق الانسان وقصف المدنيين في جنوب البلاد. وابدى جونستون اعجابه بلجنة حقوق الانسان في السودان وبعض الاصلاحات الاخرى، داعياً الى الانتظار "لنرى ما اذا كانت كل الاصلاحات ستتم في المستقبل القريب خصوصاً في مجال حقوق الانسان والمساعدات الانسانية". وأوضح جونستون في بيان صدر في القاهرة، التي وصل إليها أمس لإجراء محادثات تتعلق بالأوضاع السودانية: "خلال اجتماعاتي مع وزير الخارجية مصطفى عثمان إسماعيل ووزير العدل علي محمد عثمان ياسين، أعربت عن قلق الحكومة الأميركية وإدانتها الحكومة السودانية بقصف أهداف مدنية". وشملت زيارة المبعوث الأميركي للسودان، وهي الأولى من نوعها منذ قصف طائرات أميركية مصنع أدوية سودانيا في 1998، اجتماعاً مع الرئيس عمر البشير. وأكدت واشنطن وقتها أنها قصفت المصنع لأنه ينتج عناصر غازات سامة، الأمر الذي نفته الخرطوم. وأضاف جونستون انه حض الحكومة السودانية على احترام حقوق الإنسان. وقال: "أعربت أيضاً عن قلقي البالغ من الحظر المستمر على رحلات الاغاثة الذي يزيد الأحوال الإنسانية في الجنوب سوءاً، وطلبت من الحكومة الوفاء بالالتزامات التي قطعتها على نفسها في السابق والسماح بحرية دخول هيئات الاغاثة وعدم التعرض لها". وقال إنه أثار موضوعات أخرى مثل خطف النساء والأطفال والرق، وان الحكومة تعهدت بتحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان. وأضاف: "خلال اجتماع مع اعضاء لجنة حكومية للقضاء على خطف النساء والأطفال، أُبلغت انه أمكن التعرف على 700 شخص تعرضوا للخطف أُعيد منهم مئة إلى أسرهم". وزاد انه حض حكومة البشير على عقد محادثات جادة في إطار عملية السلام التي ترعاها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد لإنهاء الحرب الأهلية في السودان، وأنه سيطلب من "الجيش الشعبي لتحرير السودان" السير في الاتجاه ذاته. ونظم طلاب جنوبيون مسيرة إلى السفارة الأميركية ليسلموا جونستون طلباً يدعو الولاياتالمتحدة لتأييد حق تقرير المصير لجنوب السودان. وقال الطلاب إن الشرطة احتجزت أربعة من زملائهم بعد المسيرة، إلا أن الشرطة لم تؤكد ذلك. على صعيد آخر، أصدر وزير الخارجية الكندي لويد اكسوورثي، الذي يتهم غالباً بأنه متساهل ازاء السودان، بياناً تضمن انتقاداً للخرطوم لقصفها مستشفى ومدرسة ابتدائية في جنوب البلاد. وأوضح البيان ان "قصف الحكومة السودانية المتواصل والمتعمد لأهداف مدنية يستوجب التوبيخ ويبين بوضوح للعالم أن هذه الحكومة غير مهتمة بالأمن الإنساني لمواطنيها". ووقع أول الحادثين اللذين يشير إليهما اكسوورثي حين قصفت القوات المسلحة السودانية مدرسة ابتدائية في جبال النوبة في الثامن من شباط فبراير الماضي ما أدى إلى مقتل 14 طفلاً ومدرساً. وأفادت صحيفة سودانية ان الحكومة أبلغت جونستون ان الأمر كان خطأ.