فجّر الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة في المغرب انشقاقات داخل المنظمات المغربية غير الحكومية المدافعة عن حقوق النساء، وزاد من الخلافات المتنامية بينها بسبب الموقف من الخطة التي طرحتها الحكومة برئاسة عبدالرحمن اليوسفي لادماج المرأة في التنمية. وانطلقت حرب البيانات والاتهامات المتبادلة بين المنظمات الداعمة للمشروع الحكومي والمناهضة له، متراوحة بين الترويج لافكار الغرب للطرف الأول والحنين الى العودة الى الماضي ومايمثل بالنسبة إلى أوضاع المرأة للطرف الثاني. ميدانياً برز الانشقاق في دعوة التنظيمات النسائية الى مسيرة لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، لكن كل مجموعة اختارت توقيتاً ومدينة مغايرين. وبينما دعت اللجنة المغربية للمسيرة العالمية للنساء الى مسيرة حاشدة الاحد المقبل في العاصمة الرباط يتوقع ان يشارك فيها حوالي 200000 امرأة، دعت المنظمات المناهضة للخطة الحكومية الى مسيرة موازية في اليوم نفسه في الدار البيضاء. وبدت مطالب التنظيمات النسائية المغربية متناقضة ازاء التعاطي مع شؤون النساء في المغرب، واتخذت المنظمات النسائية المساندة لخطة ادماج المرأة في التنمية شعاراً لها "نتقاسم الأرض فلنتقاسم خيراتنا"، ولوحت منافستها بشعار يحن اكثر للاقتراب من الرجل يحمل عنوان "النساء شقائق الرجال". وجاء في بيان للجنة المغربية للمسيرة العالمية للنساء 2000 ان مسيرة الرباط ترمي الى لفت الانتباه الى "استمرار مظاهر العنف والفقر والميز في اوساطهن"، كذلك هي تعبير عن "تضامن النساء المغربيات مع باقي نساء العالم ضحايا نفس المعاناة واحتجاجهن على المؤسسات المالية والسياسية الاقتصادية للدول الغنية ازاء الدول الفقيرة". وبالموازاة مع ذلك، اختارت المنظمات المعارضة للخطة، وهي منظمة تجديد الوعي النسائي والهيئة المغربية لحماية الاسرة ومنظمة الهدى للعمل النسائي والمنظمة المغربية للتربية ورعاية الأسرة ومنظمة البلسم لتأهيل المرأة ورعاية الطفولة ومنظمة الامل النسوية ومنظمة البشرى النسوية للتنمية الثقافية والاجتماعية والرياضية، عدم الانضمام الى مسيرة عام الفين في الرباط احتجاجاً على "مناصرتها لمشروع خطة ادماج المرأة في التنمية ودفاعها عن المطالب الداعية الى تغيير الاحكام الشرعية والتمادي في اقصاء منظمات معنية بقضية المرأة والاسرة". واتهمت تلك المنظمات نظيرتها المشاركة في مسيرة الرباط بأنها "تروج لخطط ترمي إلى اخضاع نظامنا الاجتماعي والأسري الى تصورات غربية لا دينية منطلقة من ارضية بكين". وزادت ان المسيرة المنظمة في الرباط "تندرج في اطار مسيرة دولية موجهة من قبل جهات اجنبية" لم تسمها. وتدعم التنظيمات المشاركة في مسيرة الرباط الخطة على اعتبار انها شاركت في وضعها، اما المنظمات المشاركة في مسيرة الدار البيضاء فهي تميل الى التيار الاسلامي في مواجهة الخطة على اعتبار انها "مناهضة للشريعة الاسلامية وجاءت تحت ضغوط غربية". ودعت هيئات سياسية مغربية تشمل انتماءات مختلفة الى "الحوار الهادئ لحل الجدل القائم وتسوية الخلافات دون السقوط في منطق الحسابات الضيقة" في انتظار تشكيل الحكومة لجنة تضم العلماء والفاعلين السياسيين بغية ايجاد ارضية توافقية حول ما جاء في المشروع الحكومي حول المرأة. وشهد يوم أمس مشاركة كثيفة للصحافيات المغربيات في مختلف المنابر الاعلامية، وتولت صحافيات شابات رئاسة التحرير في الاذاعة والتلفزيون المغربي ووكالة الانباء الرسمية والصحافة المكتوبة. واشرفت الصحافيات على تقديم حوارات ساخنة ترتبط بخطة ادماج المرأة في التنمية واوضاع النساء في البلاد في ضوء المعطيات التي تفيد بتفشي الامية وتزايد اعداد ضحايا العنف.