شكل اليوم العالمي للمرأة في المغرب تكريسا للانقسامات التي تعرفها الحركة النسائية، عبر الدعوة الى تظاهرتين منفصلتين اليوم الأولى في الرباط تحت شعار محاربة "الفقر والعنف والتفرقة" والثانية في الدار البيضاء دعت اليها تنظيمات اسلامية للدفاع عن المرأة في اطار الشريعة ومواجهة التيارات الملحدة. وقالت السيدة فاطمة المغناوي عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد العمل النسائي المغربي ان التنظيمات النسائية المدافعة عن الخطة الحكومية لادماج المرأة في التنمية تسعى الى تكريس واقع يعزز حقوق النساء في البلاد ويرفع الحيف عنهن خاصة من الناحية القانونية، مشيرة الى حالات الطلاق والعنف الممارس ضد النساء والصمت الذي يلف انتهاكات ضد النساء. واضافت في تصريح الى "الحياة": "ان الاقتراب من المحاكم والاطلاع على واقع امر فئات كثيرة من النساء المغربيات العاجزات امام قوة النصوص القانونية تجعل من الضروري التفكير بجدية في اعتماد الخطة التي توفر أكثر من مئة نص يرمي الى الرقي باوضاع النساء". واختارت مسيرة الرباط شعار "لنتقاسم الارض فلنتقاسم خيراتها" في شكل امراة ورجل يتقاسمان العالم بالتساوي. وقالت المغناوي ان هدف المسيرة التي تضم حوالي ستين تنظيما نسائيا تشمل منظمات حقوقية وهيئات سياسية ونقابات ومنظمات تربوية يكمن في"تشكيل جبهة موحدة بين نساء العالم للضغظ في اتجاه فرض العدل والمساواة والسلام والكف عن التمييز". في موازاة ذلك تنضم الى مسيرة الدار البيضاء حوالي عشر منظمات نسائية وأنصار حزب العدالة والتنمية برئاسة الدكتور عبدالكريم الخطيب وجماعة "العدل والاحسان" المحظورة التي يقودها الشيخ عبدالسلام ياسين. وقال محمد زيان وزير حقوق الانسان السابق الذي اعلن مشاركته في مسيرة الدار البيضاء ان الخطة الحكومية "لا علاقة لها بالنهوض بأوضاع النساء"، وقال ل"الحياة" ان ما تضمنته الخطة الحكومية "لا يحل المشاكل التي تتخبط فيها النساء ولا يطرح حلولا عملية"، مشيراً الى ان خطاب الحكومة يتضمن "كثيراً من الديماغوجية" في اشارة الى بعض بنود الخطة المرتبطة بالتعليم التي تعتمد على اقتراحات البنك الدولي. وقالت ناطقة باسم احدى المنظمات المشاركة في مسيرة الدار البيضاء انها تعتبر ان مسيرة الرباط "مناصرة لمشروع خطة ادماج المرأة في التنمية ودفاع عن المطالب الداعية الى تغيير الاحكام الشرعية والتمادي في اقصاء منظمات معنية بقضية المرأة والاسرة". وعلى رغم ذلك فإن المنظمات النسائية المشاركة في مسيرة الرباط لم تشر في شعارها الى خطة ادماج المرأة لتخفيف حدة المواجهة مع التنظيمات الاخرى التي تعارضها في شدة. ومما تنص عليه هذه الخطة التي اعلنتها الحكومة العام الماضي رفع سن الزواج من 15 الى 18 عاماً ومنع تعدد الزوجات الا في حالات معينة والمطالبة باقتسام ثروة الرجل في حال الطلاق.