} عرقل الموقف الايراني المتمسك بعدم زيادة انتاج منظمة "اوبك" فوق مستوى 1.2 مليون برميل يومياً انعقاد الجلسة الثانية للاجتماع الوزاري التاسع بعد المئة والتوصل الى اتفاق ينهي المواجهة بين المنتجين والدول المستهلكة. وتأثرت الاسواق النفطية سلباً وعاد الخام الى الارتفاع قليلاً وحقق "برنت" 25.86 وكسب 18 سنتاً في عقود ايار مايو المقبل. واطلت الولاياتالمتحدة مجدداً على المؤتمرين عندما اتصل وزير الطاقة بيل ريتشاردسون مع وزير الطاقة القطري عبدالله العطية ليل الاثنين. استمرت الخلافات امس بين وزراء دول "اوبك" حول زيادة الانتاج بدءا من مطلع الشهر المقبل من اجل خفض مستوى الاسعار. وكان مؤتمر "اوبك" افتتح اعماله مساء اول من امس في مقر المنظمة في فيينا وانتخب وزير النفط الفنزويلي علي رودريغيز رئيسا للمؤتمر، ورئيس شركة النفط الليبية الوطنية عبدالله البدري نائباً له. وكان الرئيس السابق للمنظمة وزير النفط القطري عبدالله العطية تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون ليل الاثنين للتنسيق والتشاور حول المواقف المختلفة للوزراء من زيادة الانتاج. واكد العطية في كلمته الافتتاحية ان انخفاض مستويات الاسعار عام 1998 الى مستويات متدنية والارتفاع الكبير منذ بداية السنة الجارية "يؤثران سلباً في السوق النفطية الدولية والاقتصاد العالمي ما يشكل حالة عدم استقرار ليست في مصلحة احد". واضاف ان "اوبك" "كانت دائما القوة الصانعة للاستقرار في السوق، لكنها ليست وحدها المؤثرة في الاسواق" داعياً حكومات الدول المستهلكة الى التعاون مع المنتجين وخفض عبء ضرائبها على المستهلك. وحضر المؤتمر وزراء من خارج الدول الاعضاء في "اوبك" من بينهم وزراء روسيا والمكسيك وسلطنة عمان وانغولا. وكانت الخلافات على حجم زيادة الانتاج حالت دون التوصل الى اتفاق وانهاء اعمال المؤتمر. اذ تؤيد الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية زيادة الانتاج 1.7 مليون برميل يومياً، فيما تعارض ايران وليبيا حجم الزيادة المقترحة، وتعتبران انها قد تؤثر سلباً في الاسعار وتؤدي الى خفضها. وابلغ وزير النفط الايراني بيجان زانقانة نظراءه في دول المنظمة ان بلاده لن تتخذ قراراً تحت ضغط سياسي. وتعتبر اوساط الوفد الايراني ان الزيادات الموجودة حاليا في الاسواق من تجاوزات دول "اوبك" في شباط فبراير التي تراوح بين 1.1 و1.2 مليون برميل من شأنها خفض الاسعار حتى حزيران يونيو، وانه في حال زادت المنظمة انتاجها بنحو 1.7 مليون برميل في اليوم سيؤدي ذلك الى انخفاض كبير في الاسعار في الربع الثاني من السنة عندما يحدث انخفاض في الطلب. وتحبذ مجموعة من الدول، من بينها نيجيريا واندونيسيا، زيادة الانتاج ب1.5 مليون برميل. وترى هذه الدول ان الاقتراح بزيادة 1.7 مليون برميل، اذا ما اضيف الى زيادة الانتاج من خارج "اوبك" ب300.000 برميل سيؤدي الى ارتفاع العرض بأكثر من مليوني برميل مما يخفض السعر. وتتخوف هذه الدول، وخصوصا نيجيريا، من ان يشكل هبوط الاسعار خطرا على اوضاعها السياسية الداخلية الهشة. وكان البدري قال ل"الحياة" قبيل الجلسة الافتتاحية للمؤتمر "ان الفصل الثاني من السنة يشهد تقليدياً هبوطاً كبيراً في الطلب يُقدر بنحو 2.8 مليون برميل في اليوم، وهذا مستوى كبير. ونرى ان 25 دولاراً للبرميل سعر معقول وينبغي الحفاظ عليه. ونحن لا نعارض لكن علينا ان نناقش بين الاعضاء". وأبلغ وزير النفط العماني محمد الرمحي "الحياة" ان بلاده تخشى تأثيراً سلبياً من اي زيادة كبيرة في الانتاج على الاسعار". وقال: "ان زيادة بمستوى 1.5 مليون برميل... معقولة، واذا بقيت التجاوزات في انتاج الدول ضمن مستوى 1.7 مليون برميل، لن يكون التأثير سلبياً، ولكن اذا زادت على هذا المستوى سيكون ذلك مقلقاً". واضاف الرمحي ان عُمان "لن تزيد انتاجها لان ليست لها طاقة لزيادة انتاجها الحالي وهو بمستوى بين 880 و890 الف برميل في اليوم". وكان اجتماع "اوبك" الاول شهد حشداً من الصحافة المصورة الاميركية "وذلك للمرة الاولى منذ 1973" حسب خبير في المنظمة، لان "موضوع ارتفاع سعر الغازولين في الولاياتالمتحدة يُشغل الرأي العام الاميركي بشكل كبير". وعن التوقعات بالنسبة لانهاء وزراء "اوبك" اعمالهم، قال مسؤول دولة كبرى في المنظمة: "نحن هنا حتى نتوصل الى اتفاق ولا شيء يمنعنا من البقاء في فيينا، حتى نهاية الاسبوع".