يصل وزير النفط الايراني بيجان زانقانة الى الرياض اليوم في بداية "جولة تشاور خليجية"، تشمل أيضاً ابوظبي ومسقط، ويجري خلالها محادثات تهدف الى تنسيق مواقف الدول المنتجة قبل اجتماع المجلس الوزاري لدول "اوبك" في 27 آذار مارس الجاري في فيينا. وقال السفير الايراني في الرياض محمد رضا نوري ل"الحياة" ان زانقانة سيناقش مع نظيره السعودي وزير النفط علي النعيمي "سبل تفعيل التعاون السعودي - الايراني بغية المحافظة على استقرار اسعار النفط". وكانت اسعار الخام تجاوزت امس مستوى 30 دولاراً للبرميل، للمرة الاولى منذ حرب الخليج الثانية. ص 11 و13 وعزا السفير الايراني ارتفاع الاسعار ووصولها الى "مستوى معقول" إلى التعاون الايراني- السعودي العام الماضي. وقال: "نتطلع الى استمرار التعاون حتى تتواصل الفوائد التي تجنيها كل الدول المنتجة للنفط وليس طهرانوالرياض فقط". وسألته "الحياة" هل سيتفق البلدان على زيادة محددة للانتاج فأجاب: "لدي ثقة كاملة بأنهما سيتوصلان الى ما يؤدي الى استقرار السوق، خصوصاً ان التنسيق والتشاور بينهما متواصل على اعلى المستويات في كل المجالات، بما في ذلك الشؤون النفطية". ويعتقد خبراء النفط في لندن ان ايران لا تملك قدرة على زيادة الانتاج، لذلك فان من مصلحتها الحفاظ على المستويات الحالية. وربما لجأت دول رئيسية منتجة الى محاولة ارضاء طهران ووافقت على زيادة طفيفة في الانتاج اقل مما كانت تريد، من أجل الحفاظ على الاجماع داخل "أوبك". وتحاول السعودية ان تلعب دوراً توفيقياً بين ايران والمكسيك التي لمحت الى أنها قد تتحرك من جانب واحد اذا فشلت "أوبك" في التوصل الى اتفاق على زيادة ملموسة في الانتاج. وقال جيوف باين من "ستاندارد بنك" في لندن رويترز: "يحاول الجميع الحفاظ على ارتفاع الاسعار لاطول فترة ممكنة. لكنهم يختلفون على مدى استمرار الوضع". واضاف: "لا يجرؤ صقور الاسعار على عدم التوصل الى اتفاق لأن هذا يعني اطلاق حرية الانتاج... وفي هذه الحالة هم اكبر الخاسرين". وفي ابوظبي لم يصدر اي بيان رسمي عن زيارة وزير النفط الايراني. وافادت مصادر رسمية ان زيارته "غير مؤكدة". وكان وزير النفط الاماراتي عبيد الناصري استقبل امس نائب وزير الطاقة الاميركي روبرت جي الذي حض على زيادة الانتاج بعد قليل من اعلانه أمام مؤتمر نفطي "ان الولاياتالمتحدة تقدر الزيادة المطلوبة في انتاج أوبك بنحو 5.2 مليون برميل يومياً". وفي واشنطن قال وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون انه يواصل جهوده الديبلوماسية مع "اوبك" ومنتجين آخرين لزيادة الامدادات الى الاسواق. وابلغ شبكة تلفزيون "ان بي سي" ان الولاياتالمتحدة ستبذل المزيد من الجهود لتكثيف "ديبلوماسية الطاقة" مع اعضاء "اوبك" والمنتجين من خارجها، وقال: "ان الرئيس كلينتون يشترك فيها على نحو مكثف". وبعد وقت قصير من المقابلة اعلنت وزارة الطاقة ان ريتشاردسون اجتمع مع ولي العهد القطري ووزير الطاقة فيها. وتوقع حدوث مزيد من الاضطراب في الاسعار حتى اجتماع "اوبك" المقبل. وشدد على ان الرئيس كلينتون لا يزال يدرس احتمال الافراج عن نفط من الاحتياط الاستراتيجي.