لا صبر على اللعب، وصبر العالم نفد بانتظار محطة الألعاب الجديدة من سوني. تمثل "بلاي ستيشن-تو" جيلاً جديداً من آلات الترفيه الكومبيوترية. ومضى أكثر من عام على الوعود بطرحها في الأسواق. عرضت الآلة أخيراً للجمهور للمرة الأولى في طوكيو، لكنها لن تصل الأسواق العالمية قبل الخريف، وربما الشتاء. بيع من محطة ألعاب "سوني" الاولى نحو 70 مليون. معظم الذين اقتنوها يمارسون في انتظار المحطة الجديدة لعبة انتظار اللعبة. وقد ينفد صبر بعضهم فيسافر من أجلها الى طوكيو، حيث يتوقع أن تطرح منها مليون آلة بدءاً من الشهر الحالي. لعبة الألعاب و"بلاي ستيشن-تو" PlayStation2، ليست مجرد آلة للعب، بل هي اسلوب حياة. هذا ما يقوله عنها خبراء الألعاب في لندن. فهي تزاوج الفيديو والسينما والكومبيوتر والانترنت، وتقوم بعرض صور مجسمة لألعاب الفيديو تضاهي بدرجة وضوحها الأفلام السينمائية، وتستطيع أن تربط اللاعب بشبكة الانترنت وبجهاز كومبيوتر، وتعزف أيضاً الموسيقى، وتعرض الأفلام. باختصار ترفع محطة الألعاب الجديدة الكومبيوتر من فوق المناضد وتضعه على شاشة التلفزيون وتربط الاثنين بالانترنت. ويتوقع خبراء ألعاب الفيديو أن تكتسح "بلاي ستيشن-تو" جميع الألعاب قبلها، باستثناء محطة "بلاي ستيشن" الاولى من سوني، التي ستتوافق معها. قوة التشغيل في المحطة الجديدة تضاهي أسرع المعالجات الصغرية الموجودة في السوق، مثل "بنتيوم3" من "أنتيل". وتتفوق سرعة شريحة رسوم الغرافيك في الجهاز على أسرع المحطات المتوفرة، وتبلغ 75 مليون "بوليغون" مضلع في الثانيه. والفرق شاسع في قوة المعالج الصغرى البالغ 33 ميغاهيرتز في محطة ألعاب "سوني" التي طرحت قبل خمس سنوات ومعالج المحطة الجديدة ويبلغ 300 ميغاهيرتز. وتبلغ قوة ذاكرة المحطة الجديدة 32 ميغابايت. وتتمتع بقوة حوسبة تفوق جميع محطات الألعاب الموجودة. وتزيد سعة جهاز تشغيل الأقراص عن 24 مرة أقراص "سي دي-روم" و4 مرات أقراص الفيديو "دي في دي-روم". هذا يمنح الجهاز الجديد أداءاً أقوى أكثر من عشر مرات ويتيح له عرض ألعاب تجمع بين قوة الخيال ودقة الواقع. لعبة الفيديو Be on Edge التي عرضت مع المحطة في طوكيو تفتح للاعبين للمرة الأولى عالم الواقع المجسم المتكون من ثلاثة أبعاد. وتتيح عرض أجواء مجسمة لا مثيل لها. رهان سوني ويقوم تصميم المحطة الجديدة على جهاز تشغيل أقراص الفيديو الرقمي "دي في دي"، لذلك يمكن استخدامها كجهاز لعرض الأفلام والتسجيلات الصوتية. ويوسع هذا أسواق المحطة ويجتذب لها جمهور الراشدين. وعلى خلاف محطة "دريم كاست" من "سيغا" لا يوجد في محطة سوني مودم. فهي تستخدم بطاقة خاصة يمكن إضافة مودم لها لوصلها بالهاتف والانترنت. وتبرر "سوني" ذلك بأنه يوفر حرية اختيار المودم الذي يتغير مع تطور الصناعة من دون أن تلتزم بمودم محدد. ويكمن سحر المحطة الجديدة في قوة شريحة الكومبيوتر تشيبس. هذا هو رهان شركة "سوني"، التي التقطت أقوى شريحة كومبيوتر يمكن بناؤها بمعظم الدارات التي يمكن الاتيان بها. وتكمن براعة الشركة اليابانية في توفير ذلك بسعر مناسب للمستهلكين يبلغ في طوكيو 39 ألف و800 ين، أي ما يعادل 362 دولار. ويتوقع أن لا يزيد سعر المحطة عن 400 دولار في الأسواق العربية. وأكبر ضمانات نجاح المحطة الجديدة توافقها مع ألعاب محطة سوني القديمة PlayStation التي تملك جمهوراً واسعاً خارج نطاق الأطفال والمراهقين، واحتلت موقعاً الى جانب التلفزيون والفيديو، وتحولت الى جهاز مألوف في كثير من المنازل حول العالم. ستعزز هذه المكانة المحطة الجديدة التي تتسع لكثير من الاستخدامات التفاعلية للأسرة وتتيح الاتصال بين مختلف الأجهزة داخل المنزل. وتتوقع الشركة اليابانية أن "بلاي ستيشن-تو" التي أنفقت على تطويرها 168 مليون دولار من أهم أركان مجموعة أعمالها. وتتطلع "سوني" الى أن تعيد اللعبة الجديدة المكانة الاولى التي احتلتها سنوات عدة في عالم ألعاب الكومبيوتر. ويرى المراقبون أن الجهاز الجديد يطرح تحدياً كبيراً على الشركة اليابانية المنافسة "سيغا"، التي هيمنت على أسواق ألعاب الفيديو طوال التسعينات. وتشير ردود الأفعال الى أن المحطة الجديدة ستفجر حرب ألعاب الفيديو بشكل لم يحدث له مثيل في هذه السوق التي شهدت حروباً عدة. ومر تاريخ سوق ألعاب الفيديو بدورات متعاقبة وفق ظهور واندثار أجهزة جديدة. وتوالت أجيال عدة منذ ميلاد "أتارى" Atari في عام 1977، التي حققت مبيعات بلغت بليوني دولار. ثم جاءت "ننتندو" Nintendo بألعابها اليدوية في الثمانينات، وبعدها "سيغا" Sega، التي سيطرت على السوق قبل ظهور محطة ألعاب "سوني"، التي ستضمن في حال نجاح النسخة الجديدة لها استمرار سيطرة صناعات ألعاب الفيديو اليابانية على الأسواق العالمية.