جهاز ألعاب جديد يجمع بين الفيديو والكومبيوتر والانترنت. هذه هي محطة الألعاب الجديدة التي عرضتها أخيراً شركة الصناعات الألكترونية اليابانية "سوني". يقوم الجهاز الجديد بعرض صور مجسمة لألعاب الفيديو تضاهي بدرجة وضوحها الأفلام السينمائية. إضافة الى ذلك تستطيع المحطة الجديدة أن تربط اللاعب بشبكة الانترنت وبجهاز الكومبيوتر وتعزف أيضاً الموسيقى وتعرض الأفلام. ويرفع الجهاز الجديد الكومبيوتر من فوق المناضد ويضعه على شاشة التلفزيون. جهاز الألعاب الجديد "محطة الألعاب2" PlayStation2 سيكتسح العالم. هذه هي توقعات خبراء ألعاب الفيديو، الذين يشيرون الى قوة التشغيل في جهاز الألعاب الذي يضاهي أسرع المعالجات الصغرية الموجودة في السوق، مثل "بنتيوم3" من "أنتيل". وتتفوق سرعة شريحة رسوم الغرافيك في الجهاز على أسرع المحطات المتوفرة. والفرق شاسع في قوة المعالج الصغرى البالغ 33 ميغاهيرتز في محطة ألعاب "سوني" التي طرح قبل خمس سنوات ومعالج المحطة الجديدة ويبلغ 300 ميغاهيرتز. هذا يمنح الجهاز الجديد أداءا أقوى أكثر من عشر مرات ويتيح له عرض ألعاب تجمع بين قوة الخيال ودقة الواقع. وسينفتح للاعبين لأول مرة عالم الواقع المجسم المتكون من ثلاثة أبعاد. ويتيح ذلك، على سبيل المثال تصميم ألعاب جديدة لمعارك بين سكان المريخ والأرض في أجواء مجسمة واقعية مشحونة بدخان المعارك وغيوم الغبار والأتربة المتطايرة. كيف استطاعت "سوني" تحقيق ذلك؟ يكمن السحر في تقدير خبراء الألعاب الكومبيوتر في لندن في قوة شريحة الكومبيوتر تشيبس. ويذكرون أن "سوني" التقطت أقوى شريحة كومبيوتر يمكن بناؤها بمعظم الدارات التي يمكن الاتيان بها، وتكمن براعة الشركة اليابانية في توفير ذلك بسعر مناسب للمستهلكين. ويرى الخبراء أن "سوني" تخوض بجهاز الألعاب الجديد مقامرة ضخمة لن تنجح إلاّ في حال رواجه الكبير في الأسواق. ويرجحون أن بيع خمسة ملايين من الجهاز الجديد لن يوفي نفقات التطوير التي ستبلغ حينذاك 100 دولار للجهاز الواحد، لكن بيع 50 مليون جهاز سينزل الكلفة الى 10 دولارات للجهاز الواحد. والطريق ممهدة أمام الجهاز الجديد الذي يستطيع أن يتعامل مع ألعاب محطة سوني القديمة PlayStation. وقد ساعدت تلك المحطة التي باعت خمسة ملايين وحدة على إنشاء جمهور لألعاب الفيديو خارج نطاق الأطفال والمراهقين. أصبح الجهاز مألوفاً في كثير من المنازل واحتل موقعاً الى جانب التلفزيون والفيديو. وفي مؤتمر عقد الاسبوع الماضي في طوكيو ذكر مسؤولون في شركة "سوني" أن "محطة الألعاب" الجديدة ليست مجرد نسخة موسعة عن لعبة "سوني" المعروفة. وقالوا أنها ترفع الكومبيوتر من فوق المناضد وتضعه على شاشة التلفزيون. وتصلح "محطة الألعاب" لكثير من الاستخدامات التفاعلية المنزلية وتتيح الاتصال بين مختلف الأجهزة داخل المنزل. وتتوقع الشركة اليابانية أن تصبح المحطة الجديدة التي أنفقت على تطويرها 168 مليون دولار من أهم أركان عائلة أعمالها. وتتطلع "سوني" الى أن تعيد اللعبة الجديدة المكانة الاولى التي احتلتها سنوات عدة في عالم ألعاب الكومبيوتر. ويرى المراقبون أن الجهاز الجديد يطرح تحدياً كبيراً على شركة اليابانية المنافسة "سيغا"، التي هيمنت على أسواق ألعاب الفيديو طوال التسعينات. وتشير ردود الأفعال الى أن المحطة الجديدة ستفجر حرب ألعاب الفيديو بشكل لم يحدث له مثيل في هذه السوق التي شهدت حروباً عدة. وقد مر تاريخ سوق ألعاب الفيديو بدورات متعاقبة وفق ظهور واندثار أجهزة جديدة. وتوالت أجيال عدة منذ ميلاد "أتارى" Atari في عام 1977، التي حققت مبيعات بلغت بليوني دولار. ثم جاءت "ننتندو" Nintendo بألعابها اليدوية في الثمانينات، وبعدها "سيغا" Sega، التي سيطرت على السوق قبل ظهور محطة ألعاب "سوني"، التي سيضمن نجاح النسخة الجديدة لها استمرار سيطرة الشركة اليابانية على الأسواق.