يستعد طرفا النزاع في افغانستان للدخول في مفاوضات غير مباشرة في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية بوساطة منظمة المؤتمر الإسلامي. ويمثل حركة "طالبان" في المفاوضات وفد يرأسه وزير الإعلام السابق في حكومة الحركة أمير خان متقي، فيما يمثل التحالف المعارض لها وفد برئاسة وزير الخارجية الدكتور عبدالله. ولن تكون المفاوضات وجهاً لوجه بل في غرفتين متجاورتين يتنقل الوسطاء بينهما. وقالت مصادر في "المؤتمر الاسلامي" ل"الحياة" في جدة ان وفد المنظمة سيكون رفيع المستوى وتقوده ايران بصفتها ترأس الدورة الحالية للمنظمة. ويشارك في عضوية الوفد ممثلون للسعودية وتونس وباكستان وغينيا. وأضافت المصادر ان اجتماعات منفردة ستعقد مع قادة الفصائل الافغانية المتناحرة في مقر المنظمة الثلثاء المقبل، بهدف "استكشاف امكانات جمع الاطراف الافغانية ووضع خطة عمل شاملة من اجل السلام في افغانستان". وكان موعد بدء الاجتماعات تأجل يوماً واحداً من الاثنين الى الثلثاء، بعدما تعذّر حصول بعض قادة الفصائل الافغانية على تأشيرات لدخول السعودية. وقال بيان صدر عن المنظمة وحصلت "الحياة" على نسخة منه امس، إن ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان سيشارك في الاجتماعات بصفة مراقب. وافيد ان ممثل انان سيكون مبعوثه الخاص الى افغانستان فرانسيسك فيندريل. وأوضح البيان ان وفد منظمة المؤتمر الاسلامي زار الشهر الماضي الدول المجاورة لافغانستان اضافة الى السعودية. واجرى محادثات رسمية مع حكوماتها سعياً الى التعرف على آرائها بشأن استئناف جهود سياسية في مساعي تسوية عن طريق المفاوضات مع الفرقاء الافغان كافة. كما التقت الوفود بصورة غير رسمية ممثلين عن الفصائل الافغانية. وعشية المفاوضات، اجرى وفد من "طالبان" برئاسة نائب وزير الخارجية في حكومة الحركة عبدالرحمن زاهد محادثات في إسلام آباد امس، مع وزير الخارجية التركماني شيخ مرادوف الذي يزور باكستان للبحث في مسألة الصراع الأفغاني ومد أنابيب الغاز التركماني الذي جمد بسبب استمرار الحرب في افغانستان. ومعلوم أن تركمانستان تحظى بعلاقات طيبة مع "طالبان". وكانت استضافت جولة محادثات فاشلة بين طرفي النزاع الافغاني العام الماضي. ويعتقد مراقبون سياسيون أن باكستان تمارس ضغوطاً على الحركة من أجل تقديم بعض التنازلات للمعارضة، أملاً في أن يخفف ذلك من عداء المجتمع الدولي لها ويسكت ولو على المدى القريب واشنطن، التي تملك سلسلة مطالب تشترط على "طالبان" تحقيقها. لكن مصادر قريبة من "طالبان" أبلغت "الحياة" أن الحركة لن تقبل المساومة على نظام الإمارة الإسلامية ومنصب أمير المؤمنين الذي يتولاه زعيمها ملا محمد عمر. وهو السيناريو نفسه الذي تكرر في مفاوضات عشق آباد وأدى إلى انهيارها لاحقاً. وبالتأكيد فإن مثل هذا الشرط لن تقبل به المعارضة التي ترى فيه حكماً نهائياً لمصلحة الحركة، ما يحوّل ممثلي المعارضة إلى "موظفين لدى الإمارة".