حضر العاهل المغربي الملك محمد السادس للمرة الاولى منذ اعتلائه العرش صيف العام الماضي مناورات عسكرية جرت في الرشيدية شرق جنوبي البلاد على الحدود مع الجزائر اول من امس. وقالت مصادر عسكرية مغربية ان المناورات التي نظمت في حضور الفريق الركن عبدالعزيز بناني قائد المنطقة الجنوبيةالمحافظات الصحراوية، ميزها استخدام معدات عسكرية حديثة تشمل الدبابات والمدرعات والاليات الميكانيكية. وكان الملك محمد السادس القائد الاعلى للقوات العسكرية يرتدي البذلة العسكرية، وجال في سيارة جيب على مواقع المناورات بعدما شاهدها عن بعد بواسطة منظار. واشاد بالضباط والجنود المشاركين في العمليات التي نفذت عبر صحاري تحيط بها الجبال شرقاً، وزار مرصداً عسكرياً في المنطقة، واستمع الى شرح عن المناورات عبر مجسم صغير لميدان التدريب، كما حضر حفلة غداء اقيمت تحت خيمة نصبت في الصحراء في حضور شقيقه الامير رشيد المسؤول عن القوات البحرية ووزراء وضباط كبار في الجيش والدرك الملكي والأمن. وزار الملك محمد السادس امس ورزازات حيث توجد مواقع عسكرية اخرى قبل ان ينتقل الى مدينة اغادير حيث سينظم عرض عسكري كبير. وتعتبر قاعدته العسكرية في اغادير بين اهم القواعد في المغرب الى جانب قاعدة بن جرير شمال مراكش وهي تضم مركز القيادة العامة في الجنوب الذي يشمل محافظات الصحراء. وقالت مصادر عسكرية ان التدريب الذي تنفذه القوات المغربية ارتدى هذه المرة طابعاً خاصاً في حضور ملك البلاد. اللافت ان منطقة الرشيدية تبعد مئات الكيلومترات عن تندوف جنوب غربي الجزائر حيث يقيم مقاتلو جبهة "بوليساريو". وسبق للقوات الجزائرية ان نفذت مناورات في محاذاة الشريط الحدودي مع المغرب قبل فترة قصيرة. ويفصل الصحراء عن الحدود الجزائرية عازل من بضعة كيلومترات، تدعو "بوليساريو" لايواء اللاجئين الصحراويين فيه شرق الجدار الامني الذي اقامته القوات المغربية. لكن مصادر مغربية ترى ان المناورات الحالية روتينية، ولا علاقة لها بتطورات قضية الصحراء التي يلتزم ضمنها المغرب وقف النار وتنفيذ خطة الاستفتاء. على صعيد آخر سلم مبعوث مغربي اول من امس رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس الى الرئيس الجزائري السيد عبدالعزيز بوتفليقة، وقالت مصادر رسمية في الرباط ان السيد عبدالسلام زنيند كاتب الدولة في وزارة الخارجية المكلف بالقضايا المغاربية والعربية والاسلامية اجتمع مع رئيس الحكومة الجزائرية السيد احمد بن بيتور في حضور سفير المغرب في الجزائر عبدالرزاق الدغمي. وصرح ان الرسالة تندرج في اطار رسائل موجهة الى قادة عواصم افريقية عدة تهم الملفات الافريقية. وكان الملك محمد السادس تلقى اول من امس رسالة تعزية من الرئيس الجزائري بمقتل 35 شخصاً في اصطدام بين قطار وجرار زراعي في القصر الكبير شمال الرباط. وعبر بوتفليقة عن مشاعر "التضامن والتعازي والمواساة". وبدأ مسؤولون مغاربة في غضون ذلك تحركات في اتجاه الدول الافريقية، ضمن خطة للاعداد للقمة الافرو اوروبية التي اعلن وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى ان العاهل المغربي الملك محمد السادس سيحضرها شخصياً، لكن خلافات على طبيعة مشاركة منظمة الوحدة الافريقية لا تزال تهيمن على خطوات الاعداد للقمة المرتقبة.