قالت مصادر اميركية ان محادثات وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين مع العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس في مراكش عرضت الوضع في منطقة شمال افريقيا ودور الاممالمتحدة لإنهاء نزاع الصحراء، اضافة الى قضايا الأمن الاقليمي في المغرب العربي والنزاعات الافريقية. كذلك تناولت المحادثات قضايا السلام في الشرق الأوسط والخليج والتعاون الثنائي في ضوء معاهدة التعاون العسكري المبرمة بين الرباطوواشنطن. وفسرت المصادر المفهوم الأمني الاميركي للقارة الافريقية بأنه يرمي الى "تأهيل الدول الافريقية لاستحقاقات ما بعد الحرب الباردة، وتحديداً عبر إنهاء النزاعات ودعم مهمات حفظ السلام من دون المشاركة المباشرة للقوات الاميركية فيها". وأجرى المسؤول الاميركي جولة أولى من المحادثات على انفراد مع العاهل المغربي قبل عقد جلسة موسعة، شارك فيها من الجانب المغربي الفريق الركن حسني بن سليمان قائد الدرك، والفريق الركن عبدالحق القادري مدير الوثائق والمستندات المخابرات العسكرية والفريق الركن عبدالعزيز بناني قائد منطقة الجنوب التي تشمل المحافظات الصحراوية، اضافة الى الوزير المكلف ادارة الدفاع عبدالرحمن السباعي، وكاتب الدولة في وزارة الخارجية الطيب الفاسي الفهري، وفؤاد علي الهمة كاتب الدولة في الداخلية، ومحمد رشدي الشرايبي. ومن الجانب الاميركي ايلينا نوسكي نائبة وزير الدفاع المكلفة شمال افريقيا، والكولونيل تيرير رئيس ديوان وزير الدفاع، وادوارد غابرييل السفير الاميركي في الرباط. واللافت ان واشنطن أبدت منذ مجيء الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الى الحكم العام الماضي اهتماماً متزايداً بمعاودة ترتيب العلاقات المغربية - الجزائرية، خصوصاً لجهة الافساح في المجال امام خطة الشراكة مع المغرب والجزائر وتونس التي تحتاج الى انفراج سياسي. الى ذلك، قللت مصادر مطلعة من مخاطر تردي الوضع الأمني في المنطقة، في ضوء تصريحات لقياديين في "بوليساريو" عن امكان معاودة حمل السلاح. ورفضت الربط بين زيارة كوهين للمغرب وتلك التي قام بها محمد عبدالعزيز زعيم بوليساريو لنيويورك. لكنها أوضحت ان واشنطن تبدي اهتماماً بتطورات قضية الصحراء. وتنظم جامعة جورج تاون الاسبوع المقبل ندوة عن ملف الصحراء يشارك فيها موفدون سابقون للامم المتحدة الى الصحراء وخبراء استراتيجيون اميركيون.