شهدت المعارك المستمرة في شرق السودان منذ أكثر من أسبوعين، نقلة نوعية أمس بعد تنفيذ قوات المعارضة السودانية هجوماً على مطار مدينة كسلا، كبرى مدن المنطقة المتاخمة لأريتريا. واعترف ناطق رسمي بوقوع الهجوم ، لكنه قلل من أثره. وظلت هجمات المعارضة طوال السنوات الخمس الماضية التي انطلقت خلالها من أريتريا أو من مناطق متاخمة لها داخل السودان، محصورة في هجمات على مناطق نائية أو غير معروفة على نطاق واسع واعتمدت اسلوب حرب العصابات، الا أن الهجوم على كسلا التي تبعد نحو 45 كيلومتراً من أريتريا يرسل إشارة قوية الى الخرطوم. وترددت معلومات أفادت أن الحكومة عاجزة حالياً عن حشد قوة كافية لرد هجوم المعارضة لأسباب عدة أبرزها حال الخلاف الداخلي التي تمنع تقدم متطوعين بأعداد كبيرة، وتوقعها هجوماً آخر على جبهة الحدود مع أوغندا. وقال الناطق الرسمي باسم القوات المشتتركة للمعارضة الفريق المتقاعد عبدالرحمن سعيد إن "القوات الخاصة للتجمع الوطني الديموقراطي وقوات المقاومة الداخلية أغارت على مدينة كسلا للمرة الاولى خلال عملياتها في الشرق واستهدفت مطار المدينة يبعد نحو 10 كيلومترات الذي يستخدم حالياً لنقل تعزيزات". وأوضح أن قوات التجمع "تمكنت من تدمير طائرة نقل عسكرية من نوع "أنطونوف" وتدمير مخازن ذخيرة ومحطة وقود". وزاد أن القوات "انسحبت الى مناطقها بعدما سيطرت على المطار ومنطقته العسكرية ونقطة خارجية". واعتبر أن العملية هدفت الى توجيه "إنذار لقادة النظام يؤكد قدرة قواتنا على الوصول الى أي مكان تختاره". ويعتقد أن الهجوم استمر لساعات فجر أمس. وفي الخرطوم أقرّ ناطق باسم الجيش السوداني بوقوع الهجوم، لكنه قلل من أثره ونفى تعرض أي من الطائرات السودانية لأضرار. وقال الناطق أن المهاجمين "موتورون أحدثوا أعمال تخريب محدودة في مطار كسلا ثم لاذوا بالفرار. هذه تصرفات مهزوم في المعارك، لأنها أعمال تخريب من دون هدف". وقال إن قوات المعارضة "دخلت مدينة كسلا لإحداث بلبلة. لم تقع خسائر في الارواح والحادث غرضه إعلامي". وزاد أن الجيش السوداني "طارد المهاجمين ومشّط المنطقة". وأوضح أن الناطق الرسمي باسم الجيش "سيصدر بياناً في وقت لاحق اليوم أمس". وتشارك في قوات التجمع أحزاب الاتحادي والشيوعي و"قوات التحالف" والتحالف الفيديرالي وموتمر قبائل البجا، لكن يعتقد على نطاق واسع أن قوات "الجيش الشعبي" تمثل الثقل الحقيقي لهذه القوات. وهذه هي المرة الثانية التي يقع فيها هجوم في الشرق حين يكون وفد أريتري رفيع المستوى في الخرطوم. وتنفي أريتريا اي علاقة بهجمات المعارضة التي تؤكد إنها تنطلق من داخل السودان.