تواجه موسكو حالياً متاعب وقلاقل متصاعدة في شمال القوقاز قد تصبح سبباً أو ذريعة لإعلان حال الطوارئ في المنطقة، وربما لتأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة في كانون الأول ديسمبر المقبل. وكرر روسلان اوشيف رئيس جمهورية انغوش أمس طلبه من الكرملين وضه الجزء الشرقي من جمهورية اوسيتيا الشمالية الذي كان تابعاً للانغوش قبل الحرب العالمية الثانية تحت الإدارة الفيديرالية بحجة أن سلطات اوسيتيا تعرقل عودة النازحين الانغوش إلى ديارهم في هذه المنطقة. يذكر ان نزاعاً مسلحاً وقع بين هذين الاقليمين القوقازيين العام 1993 أسفر عن مقتل مئات المدنيين وأفراد من قوى الأمن ونزوح حوالى 30 ألفاً كانوا يقيمون في شرق اوسيتيا. وقد تعرضت قبل أيام قافلة الانغوش العائدين إلى بيوتهم لاطلاق النار من عناصر مسلحة من اوسيتيا، ما عطل عملية إعادة توطينهم. وتوقع اوشيف "أحداثاً خطيرة" في حال رفض طلبه واستمرار عرقلة عودة النازحين. وصرح فياتشيسلاف ميخايلوف، وزير القوميات الروسي، أمس ان الوضع لا يستوجب فرض "حال الطوارئ" في المنطقة الشرقية من اوسيتيا، وانه "بامكان الشعبين الاوسيتي والانغوشي حل المشاكل الناشئة بينهما". وفي شأن الانذار الذي وجهته أمس السلطات الشيشانية إلى موسكو والذي هددت فيه ب"إنزال ضربات وقائية" على مواقع وأهداف روسية، قال ميخايلوف إن مثل هذه المواقف "الاستفزازية لن تؤدي إلى إلغاء اللقاء المقرر بين بوريس يلتسن والرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف". وصدرت التهديدات الشيشانية بعد استيلاء القوات الروسية على موقع محصن ومبان تقع داخل الحدود الشيشانية كانت الميليشيا الشيشانية غير الخاضعة لسلطة الرئيس مسخادوف اتخذته قاعدة لشن هجماتها على مواقع الشرطة الداغستانية المحلية والوحدات الروسية المرابطة في هذه المنطقة. أما جمهورية القره شاس - شركسيا، فلا تزال تشهد تظاهرات واعتصامات ينظمها أنصار الجنرال فلاديمير سيميرنوف الذي فاز برئاستها، بعد أن "علقت" موسكو نتائج الانتخابات بعد الاضطرابات التي شهدتها وبعد تأزم العلاقات بين سكان الاقليم الذين ينتمون إلى قوميات عدة.