أسهب المؤرخون وعلماء الاجتماع في الكتابة عن شعب الفولان/ الفلان/ فولبي/ فولا/ بُلي/ بولو/ فولو/ فول/ فلاتة الخ... وصل الى درجة الاعجاب باعتبارهم بقّارة بادية، صُفر السُحنة، حُمر بلون الذهب أو بيض في اصلهم الذي تحدروا منه. وكان دورهم مفتاحياً في غرب الاطلسي الذي تمظهروا فيه غبّ مجيئهم من المشرق في تاريخ اختلفت في تحديده المصادر الغربية. فهناك من قال ان الفولان انساحوا من جنوبموريتانيا عام 700م، نحو مملكة التكرور في فوطار تورو، ثم بقوا قرابة ثلاثة قرون، وشرعوا في احماء نشاطهم الجهادي الاسلامي فانداحت دويلاتهم في اتجاه الشرق. وقال آخرون انهم اسلموا في القرن الثاني عشر الميلادي وتحدثوا بلسان التكرور وشايعوهم في تحالف سياسي اسلامي. ومن الباحثين من قال بأن الفولان كشعب رُصدت لغتهم فولفولدي بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر. ولكن نسّابة الفولانيين يعودون بأصلهم الى تاريخ بعيد في الشرق. ولاحظ المؤرخون ان على رغم ان الفولان اضحوا ملوكاً اقوياء ورواد حضارة الا انهم يعيشون في غرب الاطلسي كغرباء وأنهم مبعثرون في شتات امتد من غرب الاطلسي الى شرق المحيط الهندي في اكثر من 15 قطراً. وقدرت موسوعة إنكارتا الصادرة عام 1999 بأن 15 الى 20 مليوناً يتحدثون لغة الفولان. تبارى جمع من علماء الاجتماع والإناسة في البحث عن اصل الفولان فتباينت رؤاهم. فعالم الآثار الفرنسي هنري لوت يرد اصلهم الى العالم القديم، وعوّل على دراسة النقوش والرسومات الصخرية التي عثر عليها في نهاية الخمسينات في صحراء تاسيلي في جنوبالجزائر. فالرسوم تضمُّ قطعاناً من الأبقار في رَبْع مأهول بالرعاة، بيض البشرة يشاطرهم آخرون من السود. ويقول لوت بأن الملامح التي تنتظم فخذ الوودابي، الفولاني المقيم في النيجر حالياً تنطبق على النقوش الصحراوية. يعود تاريخ النقوش الى نحو 4500ق. م. الى 2500 ق.م. ويقول لوت بأن هؤلاء الرعاة هم اسلاف الفولان وان المَحَلَ الذي طرأ على الحزام الصحراوي الخصيب دفع بالفولان نحو الغرب بحثاً عن مراع لأبقارهم. وعرفت ابقار الفولان باسم زيبو وهي واسعة وهلالية القرون وهي ايضاً افخاذ يعرفها رعاتهم بأسمائها. ويعتقد الجغرافي الألماني هنريتش بارث ان الفولان احتلوا كل شمال افريقيا قبل مجيء البربر حوالى 3000 ق. م. اذ هاجروا الى تلك الاصقاع عبر الصحراء الوسطى. اما المستشرق الفرنسي موريس دي لافوس وصف الفولان بأنهم "صانعو حضارة غرب أفريقيا" ويقول بأنهم انحدروا من اصل يهودي سرياني، اذ انخزعت جماعة من بني اسرائيل عند خروج موسى من مصر، في اتجاه الغرب فاتجهوا جنوباً من برقه في رحيل متواتر. وعندما بلغوا ماسينا في غرب الاطلسي طبّقوا نظاماً وضعه النبي يوسف في مصر احتل الرعاة بموجبه موضع الصدارة السياسية وحكموا مدة ثلاثة قرون واختلطوا فيها بغيرهم. وحكم اسلافهم بلاد التكرور 200 عام وتزوج قائدهم ابنة الأمير المحلي واتخذوا لغة التكرور لساناً لهم متأثرين بنظام الطوائف والطبقات التكرورية. ويورد الشيخ انتا ديوب، المؤرخ الافريقي السنغالي، في كتابه "الأصول الزنجية للحضارة المصرية" بأنه يسود اعتقاد بأن البول الفولان نشأوا في غرب افريقيا حين ظل المور فيها على اتصال بالزنوج، ولكن يجب البحث عن مهد الفولان على رغم المظاهر في موقع آخر. وقال بأن الفولان قدموا على الارجح من وادي النيل من مصر. ويضيف بأن الفولان من القبائل التي خرج منها فراعنة في مجرى التاريخ وأن عدداً من فراعنة مصر تلقبوا باسم "الكا والبا" وان ذلك ينسجم مع وجود فخذ الفولان الكارا. وان تاريخ نشأة فرع الفولان في تاريخ مصر يمتد من الأسرة الثامنة عشرة توت عنخ آمون/ حتشبسوت... الخ حتى العصر المتأخر في الوجه البحري. وقال آخرون بأن الفولان من الرعاة الهكسوس الذين حكموا مصر نسبة للتشابه في الملامح لا سيما دور الفولان في افريقيا ودور الهكسوس في مصر. ويرى مؤرخ الحضارات الفرنسي فرناند بروديل في مؤلفه "تاريخ الحضارات" ان الفولان جاؤوا الى غرب الاطلسي مهاجرين مع المور وأطلق عليهم فولان البربر المسلمين. ويرجح فرنسي آخر، لابوريه، بأن الفولان تحدّروا من أصل اثيوبي وهم من اصل أبيض وبرز اللون الأسود في اجيالهم المتأخرة. غبّ اختلاطهم لاحقاً برزت فيهم الملامح النجروية. بينما تعود فلورا شو، زوج اللورد فريدريك جون لوكارد، بأصل الفلاتة الى الهند، وتقول بأن "دلالة أصول الفولان تكمن في انهم احد العناصر الرئيسية التي انتقلت من منطقة الى اخرى منشئة للحضارات". وتزعم بأنهم "قبيلة غجرية هندية تحركت الى المنطقة الاستوائية من شمال افريقيا". وعوّل باحثون غربيون ايضاً على مورفولوجيا اللغات الدرافيدية الهندو فارسية اذ قالوا بأن لغة الفولفلدي تشبه اللغات الدرافيدية، وانهم لاحظوا تشابهاً بين الفولان والبدو الرعاة في بلاد فارس إيران وخلصوا من تلك الملاحظة بأنهم قدموا من ايران. ويقصد بالجنس الدرافيدي سكان جنوبالهند قبل وصول الجنس الآري الى الهند. ويقول بعض المؤرخين النمسويين والاميركيين بأنه لا احد يعلم حقاً اصل الفولان ولكن بعض علماء الاجتماع بناء على اساطير الفلانة التي حددت مهدهم في الشرق زعموا بأنهم نتاج اختلاط بين اليهود والأفارقة. وقالوا بأن الفولان هم سلالة انحدرت من يهود مصر هاجروا نتيجة للاضطهاد الروماني هناك. ويزعم بالمر بأن الفولان شعب حديث النشأة، وتمظهروا للمرة الأولى في القرن الحادي عشر وان توجههم غرباً ارتبط بظروف سياسية وانهم اتخذوا لغة التكرور وأعرافهم. ويقول بأن الفولان هم ابناء مخلطون لنساء من البربر وجنود سود وأنهم اخذوا العادات الرعوية من البربر. وعزى الديبلوماسي والمؤرخ الهندي مادهو بانيكار هيمنة الفولان وبروزهم الريادي باعتبارهم اصحاب الدور الطليعي الذي ينهض به الغريب وسط المحليين. وقال ان سبب ذلك يعود لأنهم "ليسوا زنوجاً" وانهم كغزاة حاميين قامت على اكتافهم "الدولة المنظمة والحضارة بين الزنوج". وأوضح ان الفولان يتميزون عن الزنوج ويظهرون "فولانيتهم" وحتى الذين ربطتهم أواصر المصاهرة في مواقع اخرى حافظوا على ولعهم الخاص بالتماهي مع عنصرهم الفولاني. وحصرت البروفسورة اليزابيث إسيشي، استاذة التاريخ الافريقي، شعوب افريقيا من ذوي الملامح القوقازية البشرة الفاتحة والأنف الأفتى والشعر غير الاجعد في البربر والطوارق وقدامى المصريين والفولان. وقالت عن الفولان في غرب الاطلسي انهم في رحيل وحلٍ قصير الأجل، ريثما يشدون رحالهم الى تيه جديد. ومن سمات تاريخ غرب افريقيا التوسع الفولاني الهائل نحو الشرق. وقُدر ان من اصل ستة ملايين فولاني ظهروا هنالك للمرة الأولى، لم يبق منهم في ذلك الربع المهجري سوى 3 في المئة في فوطا جالون. وان "التروبي" أو "التروب" تحولت الى طبقة إرثية تُعنى بالاضطلاع بشؤون العقيدة الاسلامية ويعتقدون بأنهم أبناء آدم المصطفين وهم وحدهم تروبي الفولان يتمسكون حقاً بشرع الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم. وقالت ان الفولبي عبر تمظهر دولهم الجهادية استصحبوا مفهوم الاصطفاء الإلهي تبعاً للدور الريادي الذي لعبوه وانهم ينتسبون الى الفاتح العربي عقبه بن نافع الفهري. اعتبر بالمر المترجمين الفينيقيين في ليكسيتاي أي العريش المصرية من اسلاف الفولان. ويرجح ريتشارد بيرتون ان بعض الذين كانوا مع البحار القرطاجي هانو اثناء رحلته الى المحيط الأطلسي وغرب افريقيا عام 480 ق. م. وعددهم 30 ألفاً، هم بقية بدو الصحراء الذين عزم فرعون مصر التخلص منهم بابتعاثهم الى المجهول وهم اسلاف الفولان نسبة لأنهم يقولون بأن اسلافهم اتوا من الشرق من أعالي البحار التي عدها الشيخ أنتا ديوب وادي النيل. اما توكسير في كتابه "قيم وتاريخ الفولان" يقول بأنهم من "اصل يهودي وعربي. وإن لم ينحدروا من العدنانيين، فربما كانوا من اليمن". ويميز الألماني ليو فروبنيوس بين نوعين من المهاجرين الفولانيين: المهاجرون غرباً او العائدين شرقاً في موجة تذبذبت بين الشرق والغرب وهم اسلاف الفولان الذين وصلوا في زمان بعيد الى الغرب من شرق افريقيا، بينما بقيت بطون اخرى في منتصف الطريق المهجري. وإن القطاعات التي انفصلت عن الموجة الأولى انشطرت بين الاحتفاظ بنقائها العرقي الخالص وبين اختلاطها مع موجة الفولبي السود، وإن ما بقي من الموجة المختلطة حول غرب غينيا والسنغال استداروا على اعقابهم وعادوا مجدداً الى الشرق. ووصفهم غربيون بما اطلقوا عليه "النقاء الايديولوجي الفولاني" وانهم كانوا في وقت سابق شديدو التمسك بالنقاء العرقي حتى اذا ما اعتنقوا الاسلام في اقصى غرب الاطلسي انتقلت عصبيتهم الى ذلك الاتجاه الديني حين اقاموا سلسلة من الدويلات الاسلامية المتطرفة. ويعود مؤرخون افارقة بأصل الفولان الى بلاد النوبة في شمال السودان وأثيوبيا وأبعد من ذلك شرقاً. اما عن اصل الفولان في المصادر العربية يشير حسن عيسى عبدالظاهر الى انهم ابناء "فلان بن العيض بن اسحق" ويورد هذا على سبيل الاحتمال. وقال عنهم انهم يعملون غالباً برعي الأبقار والجهاد، ولا يرتبطون بأرض غير مأهولة بالاسلام بعل يعملون على تأهيلها او الهجرة منها حال عجزهم". وقال محمد سليمان الطيب في مؤلفه "موسوعة القبائل العربية" انهم عرب بيد ان الدعاية الفرنسية ردت اصولهم الى اليهود. أما أحد نسابة الفولان الشيخ محمد بلو 1781 1837م. يذكر في كتابه "إنفاق الميسور" قال لهم "أمير التوروز التروبي اتيتمونا بالدين ونحن جاهلون به، فخلفوا لنا من يعلمنا، فخلفوا لهم عقبة بن ياسر او عقبة بن نافع او عقبة بن عامر، فجلس يعلم الدين والشرائع فزوجه ابنته بج مغ بوجيمانغو فولد منها أربعة اولاد ثم سار لبلاده حتى وصل مصر وخلف بنيه عند امهم، فشبوا وتكلموا بلسان غير لسان ابيهم وأمهم". ويقول الشيخ عبدالله بن فودى في كتابه "تزيين الورقات" "تزوج عقبة ابنة ملكهم بجّ منغ فولد الوفلانيين جميعاً" ولذلك يجمع الفولان في غرب الاطلسي بأن جدهم هو عقبة بن نافع وان اخوالهم هم التروبي الذين نسبوا الى "روم بن عيفي" اي الى اسحاق بن ابراهيم. ويردون الفولان الفوطيين الى اسماعيل بن ابراهيم اي عدنانية. ويلخص الباحث السوداني الطيب عبدالرحيم الفلاّتي ان الفولاتيين الأوائل ابناء عقبة من أم رومية. وهناك الفلاتة بنو الروم بسبب المصاهرة والفلاتة ابناء المجاهدين في فتوح الاسلام والفلاتة الجعفريون وهم من التروبي نسبة الى صفية بنت جعفر بن أبي طالب. نعود الآن الى أنساب العرب الذي ان كان نسابة العرب اشاروا الى الفلاتة او الفولان فنجد الآتي: فلان: بطن من العرب ذكره المرتضى الزبيدي في تاج العروس ج9 ص302. فلان: بطن من العرب: عمر رضا كحاله، معجم قبائل العرب الحديثة والقديمة ج3، ص926. لم يرقعه الى جذم عربي محدد. بنو فلان: من ولد زاهر بن يحابر من رهط الحارث بن عبدالله بن سعيد بن قيس بن المكشوح بن زاهر بن يحابر بن مراد بن أدُد بن عريب بن كهلان بن سبأ بن قحطان ابن حزم، جمهرة انساب العرب، ص407. أشار عمود النسب المذكور الى قيس بن المكشوح وهو احد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الى اليمن. ويقال ليحابر مراد ومراد جد قبيلة مذحج اليمانية المعروفة التي جاءت الى مصر اثناء الفتوح. ولزاهر جد فخذ بنو فلان المذكورون هنا ولد يُدعى صفوان بن عسال بن الربض بن زاهر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبناء أخ بنو فلان هم سعدُ العشيرة بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ وهم جُعفي وعائذالله وأويس الله وأنس الله وأمهم من كنانة بن خزيمة العدنانية. الفلته: عشيرة من النفعه من برقه من قبيلة عتيبه ذكرهم فؤاد حمزه قلب جزيرة العرب، ص181 وينسب لقبيلة عتيبه حليمه السعديه مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم. الفلته: فرقة من الفريجة، من الروالة من الجلاس من ضنأ مسلم من قبيلة عنزه وهي من العدنانية العزاوي، عشائر الشام، ص74. الفلاة: فرع من الفريجة من الروالة من عَنَزَة قبائل بدو الشام، ص74. فليتة: فخذ من سويد من مالك من بني هلال بن عامر من العدنانية مركزها جنوب الاصنام الجزائر، كحاله ج3، ص927. الفليته: من فخذ الأبي جامل من العقيدات الشامية من زبيد وجدهم عمرو بن معد يكرب الزبيدي، يمانية وصفي زكريا، عشائر الشام، ص568. الفلاتين: فصيلة من بطن المحاميد من فخذ الموركة من قبيلة اليقوم من حواله من الأزد الطائي اللامي، المنتخب، ص445. الشرفاء فلالة: يزمع نسبها الى الدوحة النبوية. اذ انتقل اجدادهم الى الصحراء المغربية من عهد مولاي اسماعيل وتمركزوا في وادي نون والتزموا مهنة التوجيه الديني والاصلاح بين الناس وتمسكوا بالمذهب المالكي والطريقة القادرية. وتخصص علماء فلالة في علوم القرآن والنحو والفقه. حمداني ماء العينين، قبائل الصحراء المغربية، ص152. الفُليته الأشراف: من فروع الأشراف ويقال لهم الأمراء ويعرفون بسادة فُليته في وادي فاطمة بالحجاز حمد الجاسر، معجم قبائل المملكة العربية السعودية، ج1، ص17. الفلاية: من الروس من المنيع من الفدعان من عَنَزَه المصدر السابق، ج2، ص544. الفلاتية: من عشائر تهامة ومنهم الشُّمة والملاحة والفقهاء والعوارضة المصدر السابق، ج2، ص553. آل فلوان: من الصديد من الجرباء من شمّر المصدر السابق، ج2، ص762. وذكر ابن خلدون في تاريخه الفلاة وفليته فقال عن الأولى "... أعراب الفلاة من المعقل" ج 7، ص316. والمعروف ان المعقل ثلاث افخاذ تحالفت قبل وصولها الى الصحراء المغربية مع بطون هلال. والمعقل كانوا بادية في الحجاز ومنهم معقِل من ذرية جعفر بن أبي طالب ومعقل في بني الحارث بن كعب وهم من كهلان وثالثهم معقل من قضاعة من بني عليم بن جناب بن حلوان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. وقضاعة من القبائل ذات البأس وكانت حليفة للروم قبل الاسلام وتنسب تارة الى عدنان وأخرى الى قحطان وحمير. هل يمكن رصد الجغرافيا الفولانية داخل جزيرة العرب؟ الاجابة هي نعم، ونعطي مثالاً واحداً فقط من عدة امثلة لا يتسع المجال لذكرها. يقول انتا ديوب "ان قبائل الطورو توجد في جبال النوبة بالسودان وان التكرور كانوا هناك قبل هجرتهم الى غرب الاطلنطي واتخذت فوطا تورو اسمها بعد وصولهم اليها". وبالعودة لانساب العرب نجد ان التكارنة اصلهم من تكريت ويتحدرون من فرع زويع من شمّر الطائية ويقال لهم الفلوجيين كحالة، ج4، ص1330. ويحدثنا الشيخ محمد بلو في "إنفاق الميسور" ان "التكرور علم على الاقليم الغربي من الجنوب السوداني، وهذا الاسم من الحرمين الحجاز والقدس ومصر والحبشة، ومندرس في محله، حتى لا يعرفه اهل هذه البلاد اصلاً" ص27. اننا نجد قبائل "الطوارة" في سيناء وعرب الفوط جوار بحيرة طبرية تحدث عنهم بوركهارت في كتابه "رحلات في نجد". وذكر نعوم شقير قبائل الطواره في سيناء وهم تحالف من قريش وحرب الخولانية القضاعية وبلي والحويطات وجذام والترابين. وفي انساب العرب الطورة والنسبة اليهم "طويري" فخذ من فهم المنسوبة الى حرب فولان القضاعيتين، وقال عنهم ابن خلدون انهم انتقلوا مع رياح وسُليم الى افريقيا ج2، ص630. والطورة ايضاً بطن من بني سعد من عتيبة التي وصلت هي الاخرى الى افريقيا. وعرف ايضاً قبيل من بني جعفر بن أبي طالب "الطيار" ب"بنو طوري" الأنساب المنقطعة، احمد عبدالرضا كريم، ص296. وهناك عرب اليطوريين الذين سيطروا على الاجزاء الوسطى والغربية في الشام حوالى 115 ق. م. وأشير اليهم في العهد القديم أخبار الأيام الأول 8: 18 19. وكانوا بدواً في شمال الأردن وعلى خلاف مع بعض اسباط بني اسرائيل وامتد نفوذهم الى بحيرة طبرية. ونجد في اريتريا في مصوع صحراء "سحار" تسكنها بادية منها الشيحو والطورة. والمعروف تاريخياً ان اسم سحار/ صحار هو قبيل قضاعي وان بلي وجهينة عرفا باسم قضاعة و"بنو الصحراء" أو "صحار" اذ كانت جهينة حاضرة وبادية. ويقول النسابة السوداني عثمان حمد الله في كتابه "دليل العارف": "فلانة بالنون من قبيلة حمير العربية وبعضهم جدهم عقبة بن ياسر ومنهم في مايرنو جنوب سنار السلطان محمد طاهر... وهم من نسل الشيخ عثمان بن فوده" ص123. وذكر من الفلانة/ الفلاتا/ الفلانا خزام او خزيمة جدهم السلطان شلنقو الذي جاء من الطائف ومن اجدادهم سعد الدين الخزامي... والخزميين بدار خزامة النقرة بالمغرب ص17. وخُزام أحد فروع قبيلة بلي القضاعية حمد الجاسر، ص174. وماذا عن بقية المسميات مثل فول/فولبي/فولا/ فيلا/ بولو/ فولو وهالبولاريين وهي عبارات تستخدم تبادلياً ويقصد بها الفلاتة. هل يمكننا ملاحقتها في جزيرة العرب أيضاً؟ الاجابة هي نعم ولكن تفصيل ذلك يأتي في مقام آخر في كتابنا "الفولان جاءت من جزيرة العرب، اطلس البحث عن بلو العربي" بالاضافة الى العلاقة بالروم وباليهود، ان وجدت، وهل ضم التحالف الفولاتي عناصر يهودية او تهودت في زمان سابق وما هي الأسباب التي دعتهم الى الهجرة غرباً وما هي المواقع الاخرى التي انتشر فيها الفولان قبل بلوغهم غرب الاطلسي؟ وهل الفولفلدي لغة كانت للتكرور ام جاءت معهم من الشرق؟ * كاتب سوداني.