القدس المحتلة - أ ف ب - اعتبر صائب عريقات رئيس الفريق الفلسطيني لمفاوضات المرحلة الانتقالية مع اسرائيل امس ان جولة المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية التي انتهت للتو في واشنطن كانت "صعبة وشاقة" وغير مثمرة. وفي غضون ذلك، قالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان رئيس حكومة الدولة العبرية ايهود باراك تعهد للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بقبول اعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد فى ايلول سبتمبر المقبل اذا لم يتم التوصل الى اتفاق اطار وفق الجدول الزمني المعلن. وقال عريقات في حديث الى اذاعة "صوت فلسطين" ان الجولة التي عقدت مابين 21 و 28 اذار مارس الجاري في قاعدة عسكرية قرب العاصمة الاميركية "كانت صعبة وشاقة ولم يتم خلالها التغلب على الفجوات العميقة في مواقف الطرفين". وتشمل اجندة هذه المفاوضات خصوصاً التوصل الى اتفاق اطار حول التسوية النهائية بحلول 13 ايلول سبتمبر المقبل وتنفيذ مرحلة اعادة الانتشار الثالثة من اراضي الضفة الغربية. واضاف عريقات الذي عاد والوفد المرافق صباح امس: "رغم اقرار الوفد الاسرائيلي تنفيذ المرحلة الثالثة والاساسية من اعادة الانتشار في حزيران يونيو المقبل الا انه لم يطرح اي نسبة محددة لحجم الانسحاب ولم يقر بما ورد في اتفاقات اوسلو في ما يتعلق بهذه المرحلة". وعن مفاوضات اتفاق الاطار قال عريقات: "لم يحصل اي تقدم في ما يتعلق باتفاقية الاطار حول التسوية الدائمة". واكد ان المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية ستستأنف في واشنطن من 6 الى 16 نيسان ابريل المقبل. وكانت وزارة الخارجية الاميركية اكدت اول من امس ان المفاوضات التي اجراها الفلسطينيون والاسرائيليون على مدى ثمانية ايام في قاعدة بولينغ الجوية جنوبواشنطن كانت "مثمرة" وان كانت الخلافات لا تزال قائمة بين الجانبين. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس فولي للصحافيين ان الجولة كانت "تمهيداً للمرحلة المقبلة" من دون ان يوضح ما اذا كانت الجولة المقبلة ستشهد مفاوضات حقيقية ام ان المفاوضين سيستمرون في تبادل الافكار بهدف التوصل الى اتفاق اطار للوضع النهائي للاراضي الفلسطينية وترتيبات المرحلة النهائية من الانسحاب من الضفة الغربية. وبثت اذاعة الجيش الاسرائيلي امس ان باراك ابلغ عرفات خلال لقائهما في مطار بن غوريون في تل ابيب في السابع من اذار مارس انه لن يعارض قيام الدولة الفلسطينية فى ايلول سبتمبر المقبل اذا لم يتم التوصل الى اتفاق اطار بشان التسوية النهائية حتى ايار مايو المقبل. واشارت الاذاعة الى ان باراك تعهد ايضاً ان يكون الانسحاب العسكري الاسرائيلي الثالث من الضفة الغربية الذي نصت عليه اتفاقات اوسلو لعام 1993 "اكبر بكثير من نسبة واحد فى المئة" وهي النسبة التى كانت حكومة بنيامين نتانياهو اليمينية السابقة تعهدت بها. واستناداً الى الاذاعة نفسها فان هذه النسبة قد تصل الى حدود 10 فى المئة من مساحة الضفة الغربية. يشار الى ان السلطة الفلسطينية تسيطر حالياً جزئياً او كلياً على 41 فى المئة من الضفة الغربية. ولم يشأ داني ياتوم مستشار باراك ردا على اسئلة الاذاعة ان يؤكد او ينفى هذه المعلومات واكتفى بالقول: "لست على علم بوجود تعهدات تتعلق بالدولة الفلسطينية". لكن ياتوم قال ان الانسحاب الثالث "لن يكون بالضرورة مقتصراً على واحد فى المئة وان نسبته لم تحدد بعد". وكانت اسرائيل حذرت فى الماضي الفلسطينيين من اعلان قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد وذلك بعد ان اكد عرفات في اكثر من مناسبة ان هذه الدولة سترى النور خلال السنة الحالية باتفاق او من دون اتفاق مع اسرائيل على الوضع النهائي. يشار الى ان عرفات احجم العام الماضي بفعل ضغوط من اتجاهات عدة عن اعلان قيام الدولة الفلسطينية في ايار مايو مع انقضاء مهلة السنوات الخمس للمرحلة الانتقالية.