القدس المحتلة - أ ف ب، رويترز - اعلنت الاذاعة الرسمية الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ابلغ الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اول من امس انه لا ينوي سحب قواته من محيط القدس. وأوضحت الاذاعة ان باراك نقل نياته هذه الى الرئيس الفلسطيني بواسطة الموفد الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط دنيس روس الذي اجرى معه مساء امس الاثنين في القدس محادثات تناولت اعادة تنشيط عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وبحث الرجلان بشكل خاص في انسحاب اسرائيل المفترض من 1،6 في المئة من الضفة الغربية وفقا لاتفاق شرم الشيخ الذي وقع في الخامس من ايلول سبتمبر، مع العلم ان هذا الانسحاب كان ينبغي ان يتم قبل 20 كانون الثاني يناير من العام الجاري. وأشارت الاذاعة الى ان باراك طلب من روس ان يعلم عرفات بأن اسرائيل "مستعدة لإجراء تغييرات طفيفة على خريطة الانسحاب ولكن ليس من الوارد في اي حال من الاحوال ان يتم نقل أراض في منطقة القدس الى الفلسطينيين". ويطالب الرئيس الفلسطيني بأن تكون الاراضي التي سينسحب منها الاسرائيليون متصلة بالاراضي التي سبق وتسلمها الفلسطينيون، كما يريد عرفات ان يوسع سيطرته على بلدات قريبة من القدسالشرقية التي يريد الفلسطينيون جعلها عاصمة لدولتهم المرتقبة. واوضحت الاذاعة ان باراك طلب من روس "التدخل لدى الفلسطينيين ليفهموا ضرورة التوصل الى اتفاق نهائي حول وضع الاراضي الفلسطينية قبل ايلول سبتمبر المقبل". واضافت الاذاعة ان باراك طلب من روس ايضا ان يشرح للجانب الفلسطيني "اهمية التوصل الى اتفاق اطار في اقرب وقت ممكن". الى ذلك، افادت صحيفة "يديعوت احرونوت" في عددها الصادر امس ان الرئيس الفلسطيني اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بتشجيع المتطرفين الفلسطينيين على اغتياله عبر دفعه الى تقديم المزيد من التنازلات في مفاوضات السلام. ونقلت الصحيفة عن عرفات قوله خلال لقائه الموفد الاوروبي الى الشرق الاوسط ميغيل انخيل موراتينوس: "بسببه باراك يمكن ان يحاول المتطرفون الفلسطينيون اغتيالي". واضاف حسب ما نقلت عنه الصحيفة: "لقد حاول باراك اغتيالي ثلاث مرات في السابق عندما كان في الجيش الاسرائيلي ففشل، وهو يحاول الآن اغتيالي بواسطة شعبي". وحسب الصحيفة فإن عرفات يعتبر أن لا فرق بين باراك وسلفه اليميني بنيامين نتانياهو الذي اوصلت سياسته عملية السلام بكافة مساراتها الى الحائط المسدود. ورفض موراتينوس الذي يرافق رئيسة البرلمان الاوروبي نيكول فونتين في جولتها على عدد من دول الشرق الاوسط التعليق على الخبر الذي نشرته الصحيفة الاسرائيلية. وذكرت الانباء اول من امس ان باراك كلف روس ان يطلب من عرفات "التحلي بمزيد من الصبر" وعدم الاصرار على تنفيذ المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار، خصوصاً أن اسرائيل تتعهد مرة أخرى بالتوصل الى اتفاق اطار خلال شهرين. وقال الفلسطينيون إنهم ينتظرون ان ينقل اليهم المبعوث الاميركي للشرق الأوسط روس ردود اسرائيل فيما يخص بعض العقبات الرئيسية التي تعترض استئناف المفاوضات بين الجانبين. وقال وزير التخطيط نبيل شعث ان روس لديه اسئلة بسيطة للغاية تتعلق باعادة الانتشار في 1.6 في المئة من اراضي الضفة الغربية والالتزام بالتسوية الدائمة. واضاف انه اذا جاء روس من الجانب الاسرائيلي بالاجابات الصحيحة عن تلك الاسئلة فسيمكن عندئذ استئناف عملية السلام. وكان شعث يتحدث في اليوم الثاني للمهمة الجديدة التي يقوم بها روس في المنطقة، قبل لقاء الأخير مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي. وقال روس قبل اجتماعه مع ليفي: "سنناقش كل الجوانب التي تواجه صعوبات. وسنبحث في افضل السبل للتحرك إلى أمام. انا متأكد من ان الجانبين مصممان على ايجاد سبيل للمضي قدماً". وحض الجانبين على "توخي الجدية والموضوعية حتى يمكن حل القضايا الخاصة بالوضع الدائم". وقال ليفي: "ليس علينا ان نعتبر هذا التأخير نهاية الطريق بل سنلتزم بالعمل في تعاون حتى لو احتجنا شهراً آخر أو شهراً ونصف شهر لتحقيق تقدم. اعتقد ان هذه رسالة تتسم بالتفاؤل". وقال وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين لإذاعة الجيش امس: "نتوقع ان تكون الاشهر القليلة المقبلة صعبة لكنني امل واعتقد اننا سنصل في النهاية الى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين .. اتفاق تاريخي ننتظره منذ سنوات". وأضاف: "هدفنا هو تحقيق السلام في المنطقة في العام 2000، ومن الواضح ان ذلك لا يتوقف علينا فلو كان يتوقف علينا لفعلناه من قبل".