غزة، القدسالمحتلة - أ ف ب، رويترز- دعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس الى تدخل دولي لتحريك المفاوضات مع اسرائيل بعد فشل لقائه اول من امس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك. وقال عرفات للصحافيين اثر اجتماع مع وزير الدفاع الالماني رودولف شاربينغ: "لقد طلبنا تدخلا اميركيا واوروبيا وعربيا". وأكد الرئيس الفلسطيني ان لقاءه مع باراك لم يفض الى اي نتيجة. وشكر في هذه المناسبة لضيفه الالماني المساعدة الاقتصادية التي تقدمها بلاده للفلسطينيين. ومن جهته وعد شاربينغ باستمرار هذه المساعدة بدون ان يقدم أي تعهد بالتدخل في المفاوضات. وكان اللقاء بين عرفات وباراك قد انفض في اجواء ازمة واعلن كل من الجانبين عزمه على اتخاذ اجراءات احادية اثر فشلهما في دفع مفاوضات السلام. فبعد لقاء ايريز بقليل اعلنت منظمة التحرير الفلسطينية ان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ستعلن في ايلول سبتمبر المقبل "على ابعد تقدير" بغض النظر عن نتائج المفاوضات مع اسرائيل حول الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية. من جهة اخرى حاولت اسرائيل اعطاء انطباع بأن الازمة في المفاوضات مع الفلسطينيين ليست جدية. وقال حاييم رامون الوزير بمكتب رئيس الوزراء ايهود باراك للقناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي ان "الازمة شهادة على ان هناك عملية سلام جارية. في الماضي كان هناك توقف كامل ولم يكن اى شيء يحدث". وأضاف في اشارة الى خطوات السلام التي تجددت منذ تولي باراك السلطة في تموز يوليو الماضي: "هناك مفاوضات الان على مسارين في وقت واحد وهو أمر لم يكن يحدث منذ نصف عام مضى". وفشل الاسرائيليون والفلسطينيون خلال قمة عقدت الخميس في تضييق هوة الخلافات العميقة بشأن مسألة الارض وهي جوهر محادثاتهم كما فشلوا في تمهيد الطريق امام الوفاء بالتزام التوصل الى اطار لاتفاق سلام شامل في 13 شباط فبراير الجاري. وقال رامون: "اتصور اننا لن نتوصل اليه بحلول 13 من فبراير ولكنه قيل بالفعل انه ليس هناك مواعيد مقدسة وحتى اذا حدث تأخير بضعة اسابيع فإننا ما زلنا نبذل جهداً حقيقياً وجاداً ولم يسبق له مثيل للتوصل الى اتفاق دائم". وأضاف: "ان المواعيد المستهدفة هي التي تجعل المفاوضات مكثفة للغاية. ماذا يجري الان؟ مفاوضات مكثفة مع الفلسطينيين بشأن قضايا هي محور الصراع". وكانت قمة عرفات - باراك تهدف كذلك الى تمهيد الطريق امام انسحاب اسرائيل من 1.6 في المئة اضافية من اراضي الضفة الغربية. ويريد الفلسطينيون الحصول على اراض محيطة بالقدسالشرقية العربية التي يريدونها عاصمة دولتهم المستقبلية وترفض اسرائيل ذلك. وبعد القمة قال باراك انه لن يطرح اقتراحه تسليم المزيد من الاراضي للتصويت داخل الحكومة غدا الاحد انتظاراً لانتهاء الخلاف. وقال مستشارون لباراك ان مفاوضات التوصل الى اطار اتفاق للسلام الدائم ستستأنف غدا كما هو مقرر لها. وقال داني ياتوم مستشار باراك الامني البارز للاذاعة الاسرائيلية: "لا اعتقد بأن هذه ازمة بالمستوى الذي يمكن ان توصف فيه بأنها اكبر ازمة. هناك خلافات. وربما يمكن وصفها بأنها أزمة صغيرة". واقر ياتوم بوجود خلافات مع الفلسطينيين على درجة المشاركة الاميركية في عملية السلام. وواشنطن هى الوسيط الرئيسي في عملية السلام في الشرق الاوسط ومبعوثها الخاص دنيس روس في المنطقة الان في محاولة لاعطاء دفعة للمفاوضات.