رام الله الضفة الغربية - "الحياة"، أ ف ب - أثار امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن امس الامال مجدداً بإمكان التوصل الى تفاهم مع اسرائيل حول اتفاق واي ريفر. وقال "ابو مازن" في حديث لاذاعة "صوت فلسطين": "نحن في طريقنا الى تحديد مواعيد" لتطبيق اتفاق واي ريفر. واضاف: "سمعنا اكثر من موعد ولا نستطيع ان نعتمد شيئا من هذه المواعيد لكن اللجنة المكلفة هذا ستحدد المواعيد ونأمل ان يتم هذا خلال ال 72 ساعة المقبلة". وذكرت مصادر متطابقة ان اللجنة المشتركة الاسرائيلية - الفلسطينية كانت على موعد لاستئناف اجتماعاتها مساء امس في القدس بعد توقف استمر نحو عشرة ايام اثر الأزمة التي نشبت بين الطرفين حول تنفيذ الاتفاق. وقال صائب عريقات رئيس الجانب الفلسطيني في اجتماعات اللجنة ل "الحياة" ان المرحلة الثالثة من الانسحابات الاسرائيلية بموجب اتفاق اوسلو يجب ان تتم قبل الشروع في مفاوضات الوضع النهائي، واشار الى الاجتماع الذي كان مقررا عقده مساء امس قائلا: "سنلتقي مجددا اليوم امس لنستمع الى ردود من الجانب الاسرائيلي". واضاف رافضا الدخول في تفاصيل: "اذا جاء الاسرائيليون بنفس المقترحات القديمة، فلن يكون هناك اتفاق. نحن نصر على تطبيق كامل للاتفاق". وكانت الاذاعة الاسرائيلية ومصادر فلسطينية اكدت الثلثاء ان "ابو مازن" التقى الاثنين سرا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الذي سبق ان اقترح على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قبل نحو اسبوعين دمج الانسحاب الثالث بمقتضى اتفاق واي ريفر في مفاوضات الوضع النهائي. وقال مسؤول فلسطيني لصحافيين في غزة مساء الثلثاء طالبا عدم ذكر اسمه ان "ابو مازن" نقل الى باراك عندما اجتمعا ليل الاثنين رسالة مفادها ان الفلسطينيين يرفضون اقتراحه المتعلق بالدمج. ولكن نقل عن باراك قوله امس خلال اجتماع لمجلس الوزراء المصغر انه ما زال يأمل ان يوافق الجانب الفلسطيني على اقتراحه. وقالت صحيفة "الايام" في عددها الصادرامس ان الجانب الفلسطيني وافق على استئناف اللقاءات بعد ان علم بنية الجانب الاسرائيلي "عرض مقترحات جديدة بشأن تنفيذ الاتفاق". وكان آخر اجتماع عقدته اللجنة المكلفة وضع جدول زمني لتنفيذ الاتفاق في الاول من شهر اب اغسطس الجاري انتهى الى طريق مسدود وباتهام القيادة الفلسطينية حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بالتنصل من الاتفاق الذي رعته الولاياتالمتحدة وجرى توقيعه في شهر تشرين اول اكتوبر الماضي. واستناداً الى تقرير اوردته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الصادرة امس فان الاتفاق المرتقب ينص على جدول زمني للانسحابات يمتد من ايلول سبتمبر حتى كانون الثانييناير المقبل. وتوقعت الصحيفة تزامن تطبيق البنود العالقة في مذكرة واي التي جمدتها حكومة اسرائيل السابقة مع زيارة لوزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الى المنطقة. واضافت ان مسودة الاتفاق تشمل ايضاً موافقة اسرائيل على البدء ببناء الميناء الفلسطيني في غزة وفتح الطريق امام حركة تجارة اوسع بين الاردنوالفلسطينيين. وقالت "هآرتس" ان من المحتمل عقد لقاء بين عرفات وباراك للمصادقة على الاتفاق. وتنص مذكرة واي ريفر على انسحاب اسرائيلي جديد من 13 في المئة من باقي مساحة الضفة الغربية، لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو لم ينفذ سوى 2 في المئة منها. ويفترض ان تقوم حكومة باراك بتنفيذ باقي الانسحابات وتطبيق بنود اخرى عالقة من اتفاق الحكم الذاتي الانتقالي وتسريع البدء في مفاوضات الحل النهائي. وكان عرفات اعلن قبوله باقتراح اسرائيلي للبدء بتطبيق الاتفاق في الاول من ايلول سبتمبر المقبل من دون الموافقة على التعديل الذي يريده باراك.