أكد رئيس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة محمد دحلان أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك لا يريد تنفيذ استحقاقات الاتفاقات المرحلية مع الفلسطينيين وأن سبب الازمة القائمة معه هي طريقة تعامل الحكومة الاسرائيلية مع الفلسطينيين. وكشف دحلان ان باراك رفض اقتراحاً من الرئيس ياسر عرفات ان يشارك المبعوث الاميركي دنيس روس في اجتماعات لجنتي القضايا الانتقالية والنهائية. وقال دحلان، وهو أحد أبرز المفاوضين الفلسطينيين، في حديث خاص ل"الحياة" أن باراك "كسر الثقة التي كانت عرجاء أصلاً" مع الفلسطينيين، موضحاً أن لدى رئيس الحكومة الاسرائيلية خطة "ينفذها منذ فوزه في الانتخابات وهي أنه لا يريد اعطاء الفلسطينيين استحقاقات المرحلة الانتقالية تماماً كما لم يرد سلفه بنيامين نتانياهو مع اختلاف الاسلوب". وزاد: "تعتقد الحكومة الاسرائيلية أنها ليست مجبرة على اعادة أراض للفلسطينيين بنسبة تصل الى 50 أو 60 أو 70 في المئة من المناطق التي تحتلها وهي - من وجهة نظر باراك - تستطيع أن تتفاوض عليها ضمن صفقة للحل النهائي يدفع فيه الفلسطينيون الثمن". وأشار دحلان الى أن باراك أوضح بما لا يدع مجالاً للشك أنه يريد دمج استحقاقات المرحلة الانتقالية، وخصوصاً مسألة الانسحاب من 1،6 في المئة والمرحلة الثالثة والاخيرة من اعادة الانتشار التي نصت عليها اتفاقات أوسلو والتي يتوجب على الدولة العبرية بموجبها اعادة جميع أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة الى الفلسطينيين، باستثناء الاراضي التي لها علاقة بقضايا مفاوضات "الوضع النهائي" في مفاوضات التسوية الدائمة، وهذا ما رفضه الرئيس الفلسطيني بشدة. ويصر الفلسطينيون على وجود "ازمة عميقة" مع الحكومة الاسرائيلية الحالية في الوقت الذي يحاول فيه المسؤولون الاسرائيليون التقليل من حدة المواجهة التي شهدها لقاء قمة عرفات - باراك أول من أمس الخميس. وفي ما يتعلق بمفاوضات "التسوية الدائمة" قال دحلان: "لدينا جدول أعمال وتواريخ محددة تم الاتفاق عليها في ما يتعلق بالمفاوضات النهائية من قبل الطرفين، ولن نرضى أن تكون هذه المفاوضات بدون نهاية أو ان تكون نهايتها مفتوحة، وهنالك الثالث عشر من شهر ايلول سبتمبر المقبل موعداً نهائياً للتوصل الى اتفاق نهائي وهذا ما يجب أن يحصل". وكانت مصادر فلسطينية أكدت ل"الحياة" أن باراك طلب خلال لقائه مع عرفات أول من أمس ارجاء موعد التوصل الى "اتفاق اطار" لهذه المفاوضات وليس انهاء المفاوضات نفسها في حلول التاريخ المذكور. ووصف التصريحات الاسرائيلية بشأن تواصل المفاوضات حول "التسوية الدائمة" وتحديد يوم غد موعداً لاجتماع آخر بأنه "محض افتراء وكذب، لأن هذا الموضوع لم يندرج أصلاً على جدول أعمال اجتماع القمة بين عرفات وباراك". وكشف دحلان أن الرئيس الفلسطيني عرض على باراك دعوة المبعوث الاميركي الخاص للعملية السلمية الذي يزور المنطقة حالياً دنيس روس لحضور جلسات اجتماعات لجنتي التفاوض "الانتقالية والنهائية"، الا أن رئيس الحكومة الاسرائيلي رفض مشاركة روس بشكل قاطع. وقال: "نحن ندرك أن باراك يحاول استبعاد الدور الاميركي نهائياً عن المفاوضات وبأقصى قوته لأنه - من وجهة نظره - يرى ان الفلسطينيين والاسرائيليين يستطيعون حل المشاكل من دون الاميركيين". ورأى دحلان الذي اجتمع حتى ساعة متقدمة من مساء أول من أمس الخميس مع روس وعرض هو وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عليه حقيقة الموقف الاسرائيلي أن الاميركيين لا يميلون بالضرورة الى الموقف الاسرائيلي المتعلق باقصائهم. وأضاف في رده على سؤال: "لا أعتقد بأن الاميركيين يوافقون على ابعادهم عن سير المفاوضات والدليل هو اجتماعنا بروس مساء أول من أمس ولقاؤه مع الرئيس الفلسطيني المقرر مساء الجمعة، واعتقد أنها مستمرة في دورها - وان كان محدوداً - ولن تتخلى عنه".