لكل "عرس" ياباني في لبنان "قرص". ولكل ما يحدث مع عناصر "الجيش الأحمر الياباني"، ماساو آداتشي وكوزو أوكاموتو وكازيو توهيرا وهارو واكو وماريكو ياماموتو، أهتمام من لبنانيين كثرلم يكفوا مذ اوقفتهم السلطات اللبنانية قبل ثلاث سنوات ودانتهم وسجنتهم في رومية وبعبدا سجن النساء، عن مناصرتهم. فحين تقدمت طوكيو بطلب لاستردادهم، اطلقوا لجنة لدعمهم، تظاهرت واعتصمت واعلن بعض اعضائها استعدادهم للتنازل عن جنسيتهم اللبنانية اذا سلم اوكاموتو ورفاقه. وامام هذه الحال، جرت امور عدة متوازية، سياسية وقضائية وانسانية. فالقضاء درس ملف الاسترداد ورفع تقريراً الى الحكومة التي رفضت تسليم اليابانيين، ولجنة اللجوء السياسي قررت التريث في اعطائهم حق اللجوء الى حين انتهاء محكوميتهم في 7 آذار مارس الجاري بعدما درست الملفات الفردية، وتبين لها ان بعضهم شارك فعلاً في مقاومة اسرائيل. اما اليابانيون فساروا في هدي اصدقائهم اللبنانيين الى التنصر والاسلمة ليخرجوا على دينهم البوذي الا واحداً واكو أبى ان يحذو حذو رفاقه. وبعدما تنصرآداتشي وتكلل عريساً في رومية واللبنانية أمية عبود، كان أمس، موعد تسلم اوكاموتو وتوهيرا وياماموتو وثائق تثبت اسلامهم من مدير الشؤون الدينية بالوكالة في دار الفتوى الشيخ احمد الكردي في مكتب آمر السجن المقدم رفيق زويهد. وبعدما استغرق دخول الصحافيين وقتاً استدعى الضابط اوكاموتو وتوهيرا، لكن امية عبود التي لم تزل عروساً، على ما يناديها ضباط لم تدخل مع الصحافيين المكتب بل اكتفت بمقابلة زوجها من خلف القضبان. في المكتب الذي دخلاه متأبطين بنسختين من القرآن الكريم، جلس الشيخ والى جانبه مترجم فاوكاموتو وتوهيرا، ورجال الامن والصحافيون يطوقونهم. بدأ الشيخ الكلام "اشهد ان لا اله الا الله"، فأعاده المترجم بالانكليزية لتوهيرا الذي قاله بدوره باليابانية لاوكاموتو. تعثرت شفاه اوكاموتو، على رغم ان الشهادة تقال كما هي في اللغات الثلاث، ما حدا بالشيخ الى تلقينه اياها كلمة كلمة مباشرة وتبعهما في الترداد توهيرا. ثم شرح لهما معاني الاسلام والعقيدة، وسلمهما الوثيقتين واعطاهما نسختين من القرآن وكتباً دينية بيمينيهما وسجادتين للصلاة ومسبحتين. واذ تحدث الشيخ عن ان اوكاموتو اختار اسم احمد "وهو من اسماء الرسول"، وتوهيرا اسم باسم "وهو البهجة والفرح بالاسلام"، فان اوكاموتو كان اسمه احمد حين نفذ عملية اللد، وباسم اسم احد اصدقائه الذي قضى في العملية. وفي بعبدا أخرجت ماريكو من خلف باب حديد اسود، الى غرفة مجاورة تعتبر مخفراً. كانت تضع نقاباً حجاباً وترتدي سترة سوداء وكلها خفر. تسلمت وثيقتها من الشيخ وكتباً بيمينها وثياباً بيضاً للصلاة. اما اسمها فاصبح "مريم"، وهي التي لم تخلع نقابها مذ اعتنقت الاسلام السبت الماضي، على ما اوضحت آمرة السجن.