بدأ العد التنازلي لمبادرة وزارة الثقافة بالاشتراك مع مركز المعلومات في تطوير المتحف الاسلامي عن طريق توثيق وتسجيل مقتنياته على أجهزة كمبيوتر حديثة، وتحويل النظام في المتحف نفسه من العمل اليدوي الى العمل الآلي. وتطوير المتحف لن يتوقف عند هذا الحد، بل ان مقتنيات المتحف ستكون متاحة على شبكة الانترنت، ويصبح في إمكان اي شخص مشاهدتها، وكل المعلومات والبيانات عنها في اي وقت يريد. وبدأ العمل في هذا المشروع العام 1994 تحول خلالها هذا المتحف الذي يحوي أهم الآثار الاسلامية الى خلية نحل في قلب منطقة باب الخلق في وسط القاهرة. قصة هذ المتحف راحت في العام 1880 1297ه عندما بدأت الحكومة المصرية تجمع التحف الموجودة في المساجد والمباني الاثرية. وصدر قرار بحفظها في الجانب الشرقي من مسجد الحاكم. ومضت السنوات سريعاً، وصدر قرار بحفظ هذه الآثار في متحف اطلق عليه "دار الآثار العربية" في داخل المسجد نفسه. وكان العام 1321 ه - 1903م وتحديداً شهر كانون الثاني ديسمبر بداية لنقل هذه الآثار الى المتحف الحالي الموجود في منطقة باب الخلق، واطلق عليه اسم متحف الفن الاسلامي. ويحوي المتحف مقتنيات صنعت في البلاد العربية والاسلامية، ويضم اكبر مجموعة من التحف في العالم الاسلامي بأكمله. وعلى رغم ان هذا المتحف كان يحوي وقت افتتاحه 7028 تحفة فقط، الا انه يحوي حالياً ما يزيد على 000.100 تحفة من مختلف البلاد الاسلامية. بدأ الفن الاسلامي في مصر بعد قرنين من دخول العرب مصر، إذ اصبحت اللغة العربية هي اللغة الاولى. وازدهر الفن الاسلامي في عهد بن طولون الذي ساهم عصره في استقرار الاوضاع الاقتصادية في مصر، ومن ثم الفنية. ونقل الكثير من الآثار الى مصر من العراق وغيرها من الدول العربية. وبسقوط الدولة الطولونية عادت مصر الى العباسيين، الذين قسموا العالم الاسلامي الى دويلات، فاستقل الاخشيديون بمصر. لكنها لم تدم طويلاً 567 ه. وفي عهد الفاطميين زاد الاهتمام بالفن الاسلامي، وشيدت مدينة القاهرة لتكون عاصمة لمصر شمال مدينة القطائع. وشيد الجامع الازهر، وثلاث ابواب حول القاهرة: هي باب النصر، وباب الفتوح، وباب زويلة. واحدث الفاطميون ثورة في الفن الاسلامي، إذ بدأ النحت على البلّور الصخري، والمعادن والمنسوجات، والاخشاب، والاقمشة. واهتمت الدولة الايوبية بالفنون الاسلامية، فشيدت سوراً حول العواصم الاسلامية الاربع وهي الفسطاط والعسكر والقطائع والقاهرة وفي عهد المماليك شيدت مساجد عدة، وظهر الاهتمام بالخزف والنحت على الاخشاب وشهد عهد العثمانيين رواجاً في الفن الاسلامي. وفي جولة داخل المتحف، يجد الزائر ان الارضية من الفسيفساء. أما المقتنيات في القاعة الاولى فهي من الطراز الاموي. وبعضها احضره الامويون من سورية ويأخذ اشكالاً مختلفة، منها الحيوانات والطيور. وتحتوي القاعة الثانية على تحف من العصر الاموي. اما القاعة الثالثة فتحتوي على فنون اسلامية من العصر العباسي، وكان العباسيون احضروا عدداً من التحف من بغداد وتحوي القاعات الست والعشرون تحفاً من العصور الفاطمية، والايوبية، والمملوكية. وتتفاوت المقتنيات بين تحف خشبية، ومعدنية وخزف مصري، واندلسي وايطالي بالاضافة الى منسوجات من ايران وتركيا، ومخطوطات وجلود، وغيرها من المقتنيات التي لا تقدر بمال. يقول مدير المتحف السيد فاروق عسكر ان التطوير الذي يشهده المتحف سينقله الى الألفية الجديدة. وتؤكد مديرة المشاريع في مركز دعم القرار في مجلس الوزراء السيدة اجلال بهجت أن توثيق التحف تم عن طريق تصويرها واضافة المعلومات اليها وبثها على شبكة الانترنت، ويمكن تسجيلها على اسطوانات مدمجة تجعل من السهل لاي شخص الحصول عليها وارسالها.