تتجه أنظار السوق النفطية من الاجتماع الوزاري لمنظمة "اوبك" في فيينا الى الرياض حيث سيعقد الجمعة "اجتماع المنتجين والمستهلكين" بحضور غالبية وزراء "اوبك" ووزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون. وسيبحث المجتمعون في عرض ستقدمه "اوبك" عن الطلب المتوقع والاسعار الملائمة للطرفين. أكد الأمين العام لمنظمة "اوبك" ريلوانو لقمان ان المنظمة حريصة على مراقبة التطورات في السوق النفطية بدقة "لأنها تريد تجنب حدوث أي فائض في المعروض قد يؤدي لاحقاً الى انخفاض كبير في الأسعار خصوصاً ان هناك حالياً في السوق فائضاً يراوح بين 1.2 مليون و1.3 مليون برميل يومياً". جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده لقمان أمس في فيينا في ختام الاجتماع الوزاري الذي عين أميناً عاماً جديداً للمنظمة هو وزير النفط الفنزويلي علي رودريغز الذي سيتسلم منصبه في كانون الثاني يناير 2001 لمدة ثلاث سنوات. كما عين المؤتمر رئيساً جديداً، هو وزير النفط الجزائري شكيب خليل ورئيساً مناوباً لقمان باعتباره مستشاراً للرئيس النيجيري للشؤون النفطية، ورئيس وفد نيجيريا لدى "اوبك". وتم الاتفاق على عقد اجتماع لوزراء المنظمة في 17 كانون الثاني المقبل، لمراقبة السوق وتطوراتها، وحدد الوزراء موعد مؤتمرهم العادي المقبل في 16 آذار مارس 2001. وقال لقمان: "ان آلية الأسعار، التي وضعت لتجنب ارتفاع السعر الى أكثر من 28 دولاراً للبرميل وانخفاضه الى أقل من 22 دولاراً للبرميل، "ليست تلقائية" أي انه ليس بالضروري ان ترفع المنظمة انتاجها إذا ما تجاوزت الأسعار 28 دولاراً، لكنها وسيلة من بين وسائل مختلفة، للعمل على استقرار السوق". وشرح مصدر رفيع في "أوبك" ل"الحياة" ان آلية السعر في الواقع، تهدف بدرجة أكبر الى حماية السعر الأدنى وهو 22 دولاراً للبرميل، تحسباً من تراجعه الى مستويات أدنى، لا تتمناها دول المنظمة. واستبعد لقمان ان يتخذ الاجتماع المقبل في كانون الثاني اجراءات لخفض الانتاج تحسباً للربع الثاني من السنة، حيث ينخفض الطلب على النفط، لأن الموعد "قريب جداً". لكنه قال: "ان مهمة هذا الاجتماع ستقضي بأن ينظر الوزراء في أوضاع السوق النفطية ويدرسوا ما يجري فيها". ورأى ان سعراً بمستوى 30 دولاراً للبرميل ليس عالياً ولم يؤثر سلباً في الاقتصاد الدولي، لكنه أكد مجدداً ان "أوبك" تحرص على عدم ارتفاع الأسعار النفطية بشكل كبير. الى ذلك تركزت الأضواء في فيينا، على أهمية اجتماع المستهلكين والمنتجين الذي يعقد في الرياض الجمعة لمدة يومين، وقال لقمان: "ان من شأن الاجتماع ان يشكل منبراً مهماً للحوار بين المستهلكين والمصدرين خصوصاً ان غالبية وزراء "اوبك" ستحضر الحوار للمرة الأولى اضافة الى وزير الطاقة الأميركي بيل ريتشاردسون". وأكد لقمان ان "أوبك" ستقدم للمستهلكين توجهاً شاملاً نحو ضرورة تناول موضوع الطلب على النفط، الى جانب تقديم المصدرين ضمانة عن تزويد وتأمين العرض النفطي، لأن بعض اجراءات الدول المستهلكة تهدف الى خفض الطلب على النفط. وأكد وزير النفط السعودي علي النعيمي ل"الحياة" ان اجتماع الرياض سيكون اطاراً مهماً للحوار بين المستهلكين والمصدرين للوصول الى هدف مشترك هو استقرار السوق النفطية واستقرار الأسعار. وقال انه كان يتمنى ان يتخذ هذا الحوار شكلاً مؤسساتياً، لكن عدداً من الدول، غير جاهز لذلك.