كشف ديبلوماسي غربي ان إجتماعاً "مهماً" يضم الوسيط الدولي في قضية الصحراء الغربية جيمس بيكر والاطراف المعنية بخطة التسوية، سيُعقد في الخامس عشر من أيار مايو المقبل في العاصمة الفرنسية. ولمّح الى امكان ان تشكل باريس محطة بارزة على طريق تسوية النزاع على غرار محطة هيوستن عام 1998، التي تُوجت بابرام اتفاقات بين المغرب وجبهة "بوليساريو" برعاية اميركية مع إبقاء الجزائر وموريتانيا طرفين غير مباشرين في التسوية. واكد الديبلوماسي الذي رفض كشف اسمه، اهمية المحادثات التي ستستضيفها باريس، مشيراً الى إمكان "إبرام اتفاق نهائي أو الوصول الى قرار نهائي" بين أطراف النزاع المجتمعين في العاصمة الفرنسية بحلول منتصف أيار. وتأتي أهمية إجتماع باريس برعاية وزير الخارجية الأميركي السابق بيكر، كونه يتزامن مع اقتراب موعد إنتهاء مهمة بعثة الاممالمتحدة في الصحراء مينورسو آخر أيار. لكن المصدر الديبلوماسي أكد ان هناك "تكتماً كاملاً حول الموضوع". وأشار الى "صعوبة الوصول الى نتيجة بسبب تباعد مواقف الطرفين". ولم يستبعد ان تكون الاطراف المعنية بعملية السلام في الصحراء "على اتصال" الآن مع الأممالمتحدة في محاولة لتقريب وجهات النظر في شأن "خطة مبدئية" لتحريك عملية التسوية قبل بدء جولة بيكر في المنطقة. ويصل بيكر في الثامن من أيار الى العاصمة الجزائرية حيث يلتقي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وسينتقل في اليوم التالي الى تندوف، جنوب غربي الجزائر، للاجتماع مع زعيم "بوليساريو" السيد محمد عبدالعزيز. وقال الديبلوماسي الغربي ان الوسيط الدولي سيحل في المغرب في العاشر من أيار وسيقابل الملك محمد السادس وعدداً من المسؤولين. واضاف المصدر ذاته ان جولة بيكر "مهمة، إذ ستوضح موقف الأطراف من خطة التسوية في الصحراء الغربية". وذكّر بأن السؤال الأول الذي وجهه بيكر الى أطراف النزاع خلال جولته الاولى في المنطقة كان "هل تريدون حلاً سياسياً بديلاً لخطة التسوية الدولية؟" وان الاطراف ردت بالنفي. وزاد ان الوسيط الدولي قرر في اعقاب هذ الجواب مواصلة النقاش، واتفق على الاستمرار في الترتيبات التي قادت الى اتفاق هيوستن. وتابع الديبلوماسي الغربي ان السؤال الذي سيطرحه بيكر خلال جولته على المنطقة سيكون "هل تريدون مواصلة خطة التسوية أم ترغبون في حل سياسي؟". ورأى ان جواب الاطراف "معروف منذ الآن وهو على الارجح الاستمرار في الخطة". لكنه أضاف ان المواقف "ستكون جميعها تكتيكية"، معتبراً ان القضية "كلها مسألة مناورات في عملية التفاوض". لكنه اكد ان صعوبات تواجه الاستمرار في خطة التسوية "التي لا بد ان تصل الى طريق مسدود في حال استمرار الخلافات"، مشيراً الى المشاكل المرتبطة بالاف الطعون التي قدمت الى لجنة تحديد الهوية التابعة للامم المتحدة في الصحراء الغربية. وتحدث الديبلوماسي المعروف باطلاعه على ملف الصحراء، عن "حيف كبير واخطاء مقصودة" خلال تحديد هوية المتحدرين من اصول صحراوية، وأقر بأن عدداً كبيراً من هؤلاء أُقصوا من عملية الاستفتاء "في شكل مقصود". وأوضح أن الاممالمتحدة "إذا حاولت إصلاح الخطأ عبر عملية الطعون ستكون كأنها تعترف بالفشل وعدم الحياد، وهذا ليس أسلوبها". وحمّل الاممالمتحدة "مسؤولية المساهمة في تعقيد قضية الصحراء وخلط الاوراق"، مشيراً الى ان "الامين العام كوفي أنان والدولة الكبرى الولاياتالمتحدة ادركا الآن ان تنفيذ الخطة سيصل الى طريق مسدود". وقال ان "أنان يريد ان يتخلص الآن من الخطة وهو يلوّح بالتسوية السياسية. وتقريره ترجمة غير مباشرة لهذا الكلام". ورأى ان الموقف الاميركي "يُساند مساندة تامة موقف كوفي"، موضحاً ان التقرير الأخير الذي رفعه أنان الى مجلس الامن هو "تقرير اميركي". ولمّح الى ان "جهود إنقاذ عملية السلام في الصحراء تظل أميركية في ظل جولة الوسيط الدولي الاميركي في المنطقة". واكد الديبلوماسي ان المعادلة التي تؤسس لاتفاق محتمل بين اطراف النزاع تتلخص في الرد على اسئلة من نوع: الى أي مدى يمكن المغرب ان يذهب في سياسة اللامركزية او الجهوية والحكم الذاتي؟ وما الثمن الذي ستحصل عليه الجزائر من تنازل بوليساريو عن مطالبتها بالسيادة على الصحراء؟ ولفت الى عودة الافكار في ملف الصحراء في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، لكنه نبّه الى تجاذب مصالح البلدان الكبرى في شأن الموقف من النزاع في الصحراء الغربية ولم يستبعد "ان تُنصبَ أفخاخٌ لطرف على حساب الآخر".