دانت يوغوسلافيا المناورات التي يجريها حلف شمال الاطلسي في كوسوفو، واعتبرتها وسيلة لجأت اليها الولاياتالمتحدة لتصعيد التوتر في البلقان، فيما ذكرت مصادر بلغراد ان هجومين "ارهابيين" وقعا جنوب صربيا. وحذّرت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في رسالة مفتوحة الى الكونغرس، نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" امس، من اي تخفيض او وقف للالتزام الاميركي في كوسوفو. وكتبت اولبرايت: "اذا اجبرنا تشريع غير معد كما يجب، على الرحيل من كوسوفو او على تخفيض التزاماتنا المادية، فإن ضعفنا سيحضّ الفرقاء على التنافس وسرعان ما ينشب صراع جديد". واضافت: "ولأن الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش لا يزال في منصبه فالمنطقة معرّضة للانفجار. واذا رحلنا فالمعارك ستنشب مجدداً". وقالت ان "الولاياتالمتحدة لا يمكن ان تتمتع بالأمن ما لم تكن اوروبا آمنة … ولن يكون ذلك في حال اندلاع نزاع في البلقان". وشددت اولبرايت على ان الاتحاد الاوروبي يتحمل الجزء الاكبر من عبء عمليات حفظ السلام في كوسوفو. وقالت ان "مساهمتنا لا تتعدى ال15 في المئة من مجمل عدد القوات المنتشرة في كوسوفو و15 في المئة من النفقات غير العسكرية بهدف مساعدة الاقليم على الخروج من الحرب وتعزيز الاستقرار فيه". ومن جهة اخرى، نقلت وكالة انباء "تانيوغ" اليوغوسلافية عن قاضي التحقيق في مدينة فرايني جنوب صربيا سلافوليوب ميخائيلوفيتش ان شخصاً أُصيب بجروح اثر هجومين شنّهما الألبان في مدينة بويانوفاتس جنوب صربيا قرب الحدود الشرقية لكوسوفو. وقالت الوكالة ان "قذيفة صاروخية اخترقت شاحنة ولحسن الحظ لم تنفجر في تلك اللحظة، ولكنها انفجرت بجانب احد التلال القريبة من الطريق، مما أسفر عن اصابة مساعد السائق عدنان ماليتشي". وفي الهجوم الآخر، أُطلقت رصاصة على موظف جمارك صربي. واشارت الوكالة الى ان المهاجمين انطلقوا من الاراضي التي تسيطر عليها قوات حفظ السلام في كوسوفو. وجاء الحادثان بعد ايام من بيان اصدرته جماعة البانية محلية مسلحة، بعد محادثات برعاية الولاياتالمتحدة مع هاشم ثاتشي المسؤول السياسي لجيش تحرير كوسوفو السابق. واعلنت الجماعة معارضتها للمواجهات المسلحة ورغبتها في حل سياسي لمشاكل السكان الألبان في جنوب صربيا. ونقل تلفزيون بلغراد امس عن وزير الدفاع اليوغوسلافي الجنرال نيبويشا بافكوفيتش انه يعتبر المناورات التي يجريها حلف شمال الاطلسي في اقليم كوسوفو "انتهاكاً لسيادة يوغوسلافيا التي تجري قوات اجنبية مناورات في اراضيها من دون استشارتها". واوضح ان الحكومة اليوغوسلافية تعتبر هذه المناورات "تجاوزاً لقرار مجلس الامن الرقم 1244 والخاص بالوضع الراهن والمستقبلي في كوسوفو والذي لم يعط الحق لقوات حفظ السلام لمثل هذه التحركات العسكرية". وكان الناطق باسم قوات حفظ السلام الكولونيل هينينغ فيليب افاد ان قوات الحلف الاطلسي بدأت تنفيذ مناوراتها التي تحمل اسم "الرد الديناميكي - 2000" صباح اول من امس في كوسوفو. وتستمر حتى الثالث من نيسان ابريل المقبل بمشاركة حوالى 1500 عنصر "لن يُطلقوا رصاصاً حياً" بينهم وحدة من مشاة البحرية الاميركية مارينز.