} حمّل قادة حلف شمال الاطلسي النظام الحاكم في يوغوسلافيا مسؤولية عودة التوتر الى كوسوفو. وحذروا من مغبة تفجير صراع جديد في البلقان، فيما وصفت بلغراد نشاطاتها العسكرية في الاقليم بأنها عادية واتهمت القوات الدولية في كوسوفو باللجوء الى "القرصنة" ضد الصرب. واصلت القوات الدولية في كوسوفو لليوم الثالث على التوالي امس الثلثاء، عمليات البحث عن اسلحة وملاحقة مثيري اعمال العنف في مدينة ميتروفيتسا شمال غربي الاقليم. وأفاد الناطق باسم القوات الدولية فرانسيس ميغيرلين انه "تم العثور على مزيد من الاسلحة اضافة الى اعتقال العديد من الصرب والالبان المشتبه بمشاركتهم في اعمال العنف التي وقعت في ميرتوفيتسا وضواحيها". واعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون ان الحلف "يراقب عن كثب المناطق المضطربة في اقليم كوسوفو وحوله، وسيتخذ اجراءات حازمة ضد كل من يعمل على اثارة التوتر واي طرف من الاطراف المعنية". واشار الى ان وزارة الداخلية اليوغوسلافية "حركت اربع فرق من قوات الشرطة الخاصة نحو منطقة جنوب صربيا الى الشرق من كوسوفو بلديتي بويانوفاتس وبريشيفو التي يقم فيها حوالي مئة الف الباني". والى ذلك، قال السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة ريتشارد هولبروك ان الحكومة اليوغوسلافية "هي المسؤولة من اثارة التوترات" في كوسوفو. وكانت معلومات صحافية افادت امس ان مجموعة تضم حوالي مئة من الشباب الصرب المدججين بالسلاح، تمركزوا في الشطر الشمالي من ميتروفيتسا وهم "مزودون باجهزة ارسال لمراقبة تحركات القوات الدولية". وفي بلغراد، نفى ضابط في الجيش اليوغوسلافي الاتهامات الاميركية والاطلسية. وقال "ان النشاطات المعتادة هي فقط التي تجري في المنطقة". وتم تعيين الجنرال فلاديمير لازاريفيتش قائداً للفيلق الثالث في الجيش اليوغوسلافي خلفاً للقائد السابق الجنرال نيبويشا بافكوفيتش الذي عين رئيساً لاركان القوات المسلحة اليوغوسلافية. ويعتبر الفيلق الثالث مسؤولاً، ضمن خطط الجيش اليوغوسلافي، عن الوضع العسكري في كوسوفو. وكان انسحب من الاقليم بموجب اتفاق "كومانوفو" مع حلف شمال الاطلسي الذي انهى الضربات الجوية ضد يوغوسلافيا ووفر المجال لانتشار قوات حفظ السلام الدولية. وأفاد الجنرال لازاريفيتش ان الجيش اليوغوسلافي "وقف شامخ الرأس امام الشعب والتاريخ. واحبط المخططات الاطلسية الرامية الى استعباد الشعب الصربي". ومن جهة اخرى، وصف وزير الدولة في حكومة صربيا جورو لازيتش عمليات التفتيش التي قام بها الجنود الاميركيون في الشطر الشمالي من ميتروفيتسا بأنها "استخدمت اساليب القرصنة لتخويف الصرب وارغامهم على النزوح عن ديارهم في المدينة". واوضح ان هذه العمليات شبيهة بتلك التي نفذها الاميركيون في مناطق تواجدهم في كوسوفو و"تم خلالها تدمير ما لا يقل عن ألف منزل للسكان الصرب".