} فور اعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية، دعا فلاديمير بوتين الى احترام ارادة 30 في المئة من الناخبين صوتوا لمنافسهم الشيوعي غينادي زيوغانوف، فيما طعن الأخير في صحة النتائج وتحدث عن "تزوير بالجملة". واكد وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان "تعديلات" ستدخل على السياسة الخارجية في ضوء نتائج الانتخابات. سهر الكثيرون من الروس ليتابعوا عملية فرز الأصوات التي حفلت بتطورات دراماتيكية. ففي الساعات الأولى، سجلت لبوتين نسبة تراوح بين 44 و46 في المئة من الاصوات، ما كان يعني انه سيخوض جولة ثانية في حال عدم حصوله على نسبة الخمسين في المئة. وعند منتصف الليل، اخذت حصة بوتين تتزايد بمعدلات سريعة، ما دفع عدداً من المحللين الى الحديث عما يسمى ب"الاحتياط الاداري" اي التأثير المباشر الذي يمارسه مسؤولو المحافظات والجمهوريات لتأمين فوز واحد من المرشحين. وزاد من الشكوك ان نسبة المقترعين لمصلحة بوتين كانت عالية جداً في الجمهوريات القومية حيث يلعب دوراً "متميزاً". واكد الزعيم القومي فلاديمير جيرينوفسكي الذي لم يتجاوز حاجز الثلاثة في المئة ان ملايين الاصوات "سرقت" منه لتحول الى سيّد الكرملين الا انه رفض تقديم اعتراض رسمي. وفي الوقت نفسه، ذكر زيوغانوف ان الاقتراع أظهر ان تأييداً واسعاً لقوى اليسار، الا انه قال ان قسائم اضافية نقلت الى عدد من المراكز واضيفت الى أصوات بوتين. وزار بوتين مركزه الانتخابي بعدما ظهرت دلائل على فوزه، واعلن ان انتصاره من الجولة الأولى هو "سلفة من الثقة" منحها اياه الشعب. ولفت الانظار ان الرئيس دعا الى توحيد المجتمع، واشاد ب"فضائل" شخصيات ذكرها بالاسم وهي رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف ومحافظ موسكو يوري لوجكوف اللذين قادا كتلة مناوئة ل"حزب السلطة" كما أشاد بزيوغانوف. وذكر ان حصول الأخير على نسبة عالية يعني ان "أصوات الاحتجاج كثيرة". واعترف بأن الزعيم الشيوعي "لم تكن لديه أدوات لإيصال آرائه عبر وسائل الاعلام". وعلى رغم ذلك، حصل على نسبة عالية. واكد انه سوف يتشاور مع خصوم الأمس عند تشكيل هياكل السلطة الجديدة. وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية صباح الاثنين ان بوتين حصل على 52.52 في المئة وتلاه زيوغانوف ب29.44 في المئة. وفوجئ المراقبون بأن الزعيم الاصلاحي غريغوري يافلينسكي لم يحصل على أكثر من 5.85 في المئة، على انه انفق ملايين الدولارات على حملته الدعائية. وتوقع المحللون ان يكون فشله بداية أفول نجمه. واكد زيوغانوف ان لجنة الانتخابات "تسرعت" في نشر الارقام. وذكر ان أنصاره يحصون الأصوات وفي حال اثبات "تزوير بالجملة" فإن جولة ثانية من الانتخابات قد تجرى لاحقاً. إلا ان المراقبين يرون ان تصريحات زيوغانوف هدفها "الاستهلاك داخل الحزب الشيوعي" وان اتصالات حثيثة تجرى حالياً مع بوتين لتشكيل حكومة ائتلافية. وأعلن النائب الأول لرئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف الذي يعد من أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة، ان الوزارة الحالية سوف تستقيل بعد تنصيب بوتين رئيساً للدولة في فترة ما بين 5 و8 ايار مايو المقبل، أي بعد شهر واحد من ظهور النتائج الرسمية للاقتراع. واثر اجتماع بوتين الى أركان الحكومة امس، أعلن ايغور ايفانوف ان تعديلات ستدخل على السياسة الخارجية تأخذ في الاعتبار "التغييرات الجدية" في العالم والتحولات التي ستطرأ على سياسة روسيا في ضوء نتائج الانتخابات.