سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدفعية الاحتلال تقصف أحياء سكنية في النبطية والإقليم... وسيارتين للصليب الأحمر وأطباء بلا حدود . لبنان: التحضيرات الإسرائيلية تتواصل لانسحاب وشيك من مثلث عرمتى - الريحان استكمالاً لخطة جزين
قال قادمون من الشريط الحدودي المحتل الى بيروت إن "جيش لبنان الجنوبي" الموالي لإسرائيل ووحدات من جيش الاحتلال باشرت منذ يوم أمس تحضيراتها للانسحاب من مثلث جبل الريحان، الجرمق، عرمتى وتوقعوا أن يتم عملانيًا على دفعات في اليومين المقبلين على أن ينتهي في النصف الثاني من هذا الأسبوع.. وأكد القادمون ل"الحياة" أن معظم عائلات جنود وضباط "الجنوبي" بقيادة اللواء أنطوان لحد، تستعد لمغادرة المنطقة المشمولة بالانسحاب الى عمق الشريط الحدودي خصوصًا وأنهم تبلغوا من ضباط في قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال أن قرار الانسحاب اتخذ ولا مجال للعودة عنه مهما كانت الأسباب والذرائع. وأكد القادمون نقلاً عن العناصر اللحدية أن الانسحاب من مثلث الريحان - عرمتى - الجرمق يأتي استكمالاً لخطة الانسحاب من جزين وجوارها الذي حصل في حزيران يونيو الماضي، مشيرين الى أنه لم يعد من مبرر لبقاء المواقع المشتركة ل"الجنوبي" وجيش الاحتلال في هذه المنطقة التي تعتبر ساقطة بالمعنى العسكري للكلمة. وفي هذا السياق قال خبراء عسكريون ل"الحياة" إن انسحاب إسرائيل من جبل الريحان سيضطر الى تعزيز مواقعها في قلعة الشقيف والمنطقة المجاورة وقد تضطر الى الاستعانة بالطيران لحمايتها أو من خلال اللجوء الى استخدام كثافة النيران من مدافعها المركزة في داخل الأراضي اللبنانية على مقربة من الحدود الدولية لمنع عناصر المقاومة من التسلل الى عمق الشريط خصوصًا أنها باتت تتمتع بقدرات عسكرية وأمنية تسمح لها بالتوغل لضرب المواقع العسكرية الإسرائيلية. واعتبر الخبراء أن مجرد الإعلان عن الانسحاب من هذه المنطقة، يعني أن إسرائيل سائرة على طريق الانكفاء الى البقعة الجغرافية التي احتلتها في اجتياحها الأول لجنوب لبنان في آذار مارس 1978، إذ لم يبق من المواقع التي وضعت يدها عليها في اجتياحها الثاني للبنان في حزيران يونيو 1982 سوى قلعة الشقيف والمرتفعات المحيطة بها إضافة الى جزء من قضاء حاصبيا. ورأى هؤلاء في قرار الانسحاب رسالة إسرائيلية جديدة تتوخى تل أبيب بواسطتها تأكيد عزمها على الانسحاب من لبنان في تموز يوليو المقبل، استناداً الى ما أعلنه رئيس وزراء إسرائيل إيهود باراك في حملته الانتخابية، والذي تبناه لاحقاً مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر، مشيرين الى أن إعادة الانتشار ستؤدي من وجهة النظر الإسرائيلية الى التخفيف من الخسائر البشرية التي تتكبّدها تحت ضربات المقاومة، إضافة الى أن الوضع العسكري ل"الجنوبي" لم يعد يسمح له البقاء في معظم المواقع العسكرية... سيما وأن أبرز رموزه اضطرت الى مغادرة المنطقة الى الخارج بعدما حصلت على تسهيلات مكنتها من الحصول على سمات دخول الى كندا والولايات المتحدة الأميركية وعدد من دول أميركا اللاتينية. وفي الوضع الميداني، خرقت قوات الاحتلال تفاهم نيسان ابريل حين استهدفت الأحياء السكنية في مدينة النبطية وبلدة اللويزة في إقليم التفاح بقذائف من عياري 155 و120 ملم مما أدى الى تضرر عدد من المنازل في النبطية أصحابها من آل بيضون وإصابة سيارتي هشام بيضون ووائل رمّال وجرار زراعي لصاحبه حسيب دياب، فيما احترقت سيارة تابعة لجمعية "أطباء بلا حدود" لدى إصابتها قرب مركز الصليب الأحمر اللبناني في المدينة إضافة الى تضرر سيارة للصليب الأحمر. وكان القصف الذي تعرضت له أحياء اللويزة السكنية أدى الى تضرر سبعة منازل. وطاول القصف أيضًا أحياء بلدتي حبوش وكفررمان السكنية وأطراف عربصاليم ومجرى نهر الزهراني وطريق عام حومين الفوقا حبوش. وتفقد رئيس الصليب الاحمر اللبناني العميد الركن سليم ليون المركز المصاب ورئيس البعثة الدولية للصليب الاحمر في لبنان هنري فورنييه والنائبان ياسين جابر ومحمد رعد اللذان دانا "استهداف المؤسسات الإنسانية وتساءلا عن معنى السلام المزعوم الذي تتشدق إسرائيل بالحديث عنه؟"، ولفتا الى أن الممارسات الإسرائيلية لن تُثني شعبنا عن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وحقه في المقاومة. وعن الحديث عن انسحاب من عرمتى والريحان توقع رعد حصوله في الفترة المقبلة وذلك "ضمن سياسة العدو للتقليل من خسائره وخسائر جماعة لحد". واستنكر الصليب الأحمر الاعتداء واعتبره "خرقاً فاضحًا للأعراف الدولية ولاتفاقات جنيف". وطلب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر القيام بما يلزم لضمان احترام الاتفاقات لجهة حماية المدنيين من التعرض الى هجمات عشوائية وكذلك الى زيادة احترام إشارة الصليب الأحمر اللبناني ومقراته وحماية أفراده العاملين ميدانيًا. وفي البقاع الغربي تعرضت مرتفعات الجبور وأبو راشد والسريرة وجبل الظهر للقصف بأكثر من 30 قذيفة سبقه تحليق للمروحيات الإسرائيلية، فيما جابت طائرات حربية أجواء البقاع والجنوب وبيروت خارقة جدار الصوت مرات عدة. وأعلنت المقاومة الإسلامية سلسلة عمليات استهدفت مواقع السويداء والطهرة وضهور الكسارة وعرمتى وبئر كلاب وتحدثت عن تدمير دشم وتحقيق إصابات مباشرة.