بدأت في اسرائيل حملة سياسية اعلامية ضد سورية، متزامنة مع القمة التي تعقد غداً في جنيف بين الرئيس الاميركي بيل كلينتون والرئيس السوري حافظ الأسد. ودعت لجنة اسرائيلية تطلق على نفسها اسم "السلام من أجل الاجيال"، وهي لجنة تنسيق بين أحزاب المعارضة اليمينية ومستوطني الجولان، الى التظاهر امام السفارة الاميركية في تل ابيب صباح يوم القمة. وساهم وزير الخارجية الاسرائيلي دافيد ليفي في هذه الحملة، على طريقته، برفض مطلب سورية الانسحاب الى حدود 4 حزيران يونيو 1967. وقال ان انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان سيطرح "مسألة سيادة لبنان من جديد". وشدد على ان خط 4 حزيران "لا وجود له ولم يكن مرة موضوع اتفاق دولي ولسنا نحن الذين سنقوم برسمه". واضاف: "قبل ان نبت خط الحدود ننتظر ردوداً من دمشق حول مسائل حاسمة مثل إزالة الأسلحة من بعض المناطق بعد الانسحاب وفتح الحدود ومشكلة المياه". استطلاع وتمثل التصعيد الاعلامي الاسرائيلي، في استطلاع للرأي نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" اظهرت فيه ان غالبية الاسرائيليين تشكك في رغبة سورية في السلام، وان 55 في المئة من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع لا يثقون في اتفاق سلام مع سورية، مقابل 42 في المئة عبروا عن رأي مخالف. ونشرت لجنة التنسيق بين احزاب المعارضة اعلانات دعائية في الصحف تحت عنوان "لا يمكن الوثوق بالأسد"، تضمنت مقتطفات من التصريحات والتعليقات السورية حول موقف اسرائيل المراوغ في عملية التفاو ض، على اعتبار أنها شديدة العنف ضد اسرائيل. ويصل الرئيس الاسد بعد ظهر اليوم الى جنيف لإجراء لقاء قمة مع الرئيس الاميركي كلينتون يوم غد، يستهدف البحث عن صيغة لاستئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية المجمدة منذ بداية العام الجاري. نيات طيبة وقال مسؤول سوري في اتصال هاتفي ل"الحياة" مع دمشق ان الرئيس الأسد غادر الى لقاء كلينتون ب"نيات طيبة" تتضمن "تطلع سورية الى الوصول الى هدف السلام وفق الأسس المتفق عليها". وزاد ان دمشق "مستعدة لمناقشة كل القضايا المتعلقة بالمسار السوري والاستماع الى اقتراحات الرئيس كلينتون" في هذا المجال. وكانت مصادر عدة قالت ان قمة الأسد - كلينتون، وهي الثالثة بينهما، جاءت بناء على طلب الرئيس الاميركي الذي ابلغ نظيره السوري بأنه يحمل "أخباراً طيبة" تتعلق بمفاوضات السلام السورية - الاسرائيلية التي جمدت على مستوى رئيس الوزراء ايهود باراك ووزير الخارجية فاروق الشرع بسبب رفض اسرائيل انعقاد لجنة "ترسيم" حدود الرابع من حزيران يونيو 1967. وقال المسؤول ان "التطلع السوري" الى المحادثات يأتي على أساس "ثوابت الموقف السوري والأسس التي سبق ان قامت عليها محادثات السلام"، ما يعني المطالبة بالانسحاب الكامل من الجولان الى خطوط الرابع من حزيران يونيو 1967. وكانت محادثات باراك - الشرع توقفت بسبب "تهرب" الأول من البحث في خط 4 حزيران وترسيم الحدود، بعدما انعقدت اللجان الثلاث التي تناولت مواضيع المياه والأمن وعلاقات السلم العادية. وهذه المرة الرابعة التي تستضيف جنيف قمة بين الأسد ورئيس اميركي بعد لقاءاته مع جيمي كارتر العام 1977 وجورج بوش 1990 وكلينتون في بداية 1994، اضافة الى لقائهما الثاني في دمشق في نهاية العام نفسه. الى ذلك أ ف ب اكد جيروم كوشلين المسؤول عن المراسم في جنيف ان القمة ستعقد في فندق "انتركونتيننتال" القريب من قصر الامم ومن المطار. ولا يزال من غير المؤكد انعقاد مؤتمر صحافي بعد القمة، واشار احد منظمي القمة الى ان من الممكن اصدار بيان ختامي.