بغداد، واشنطن - أ ف ب، رويترز - اكد نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز أمس ان الولاياتالمتحدة لم تدعم العراق في حربه مع ايران 1980 - 1988 واصفاً وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت بأنها "متخصصة في الكذب والتزوير". وكان المسؤول العراقي يتحدث بعد حضوره تجمعاً حاشداً في بغداد في ذكرى مرور سنة على الحرب الجوية التي شنها حلف الأطلسي على يوغوسلافيا. وقال للصحافيين ان اولبرايت "المعتادة على الكذب وتزوير الحقائق قالت انها تعتذر عن مساندة اميركا العراق في حربه ضد ايران. متى ساندته في الحرب؟ فلتعط دليلاً على مزاعمها". وكانت اولبرايت اعلنت في 17 آذار مارس الجاري، لدى تخفيف الحظر الاقتصادي الاميركي المفروض على ايران، ان الولاياتالمتحدة ساندت بغداد خلال حربها ضد طهران. وقال نائب رئيس الوزراء العراقي: "هل نسيت ايران غيت؟ وهل نسيت الاسلحة الاميركية الاسرائيلية التي قدمتها اميركا لايران؟ اميركا لم تساعد العراق في الحرب، كانت لدينا علاقات ديبلوماسية وتجارية طبيعية، لكن اميركا كانت تخطط في الخفاء من اجل اطالة الحرب والاضرار بشعبي العراقوايران". وشدد على ضرورة "ان لا يُخدع الايرانيون بمثل هذه الأكاذيب". ودعا طارق عزيز البلدان الخاضعة لحظر او تواجه "اعتداءات" اميركية الى توحيد جهودها وحض "الشعوب التي تتعرض للعدوان والحصار" على "التضامن والوحدة لإفشال الاهداف الاميركية"، معتبراً ان "الهيمنة الاميركية خطر يهدد العالم كله، وعلى الشعوب الاكثر تضرراً دفع حكوماتها الى المباشرة باتخاذ الخطوات الجريئة للحفاظ على استقلالها ومصالحها الوطنية". وزاد المسؤول العراقي خلال التجمع الذي نظمته "منظمة الصداقة والسلم والتضامن" ان العراق متضامن مع قيادة يوغوسلافيا، واصفاً هذا البلد بأنه "الوحيد المستقل عن حلف الاطلسي في اوروبا، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، والوحيد الذي حافظ على نظامه السياسي التقدمي". الى ذلك، أكدت واشنطن انها لا تتوقع "رداً ايجابياً" سريعاً من طهران على عروضها التي طرحتها للحوار، لدى اعلان تخفيف الحظر الأميركي على ايران. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جيمس روبن ليل الأربعاء: "تحتاج ايران بعض الوقت كي تهضم هذا، ولا ننتظر أي رد ايجابي سريع". ورداً على سؤال عن تصريحات للناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي الذي انتقد "عدم صراحة" الولاياتالمتحدة، قال روبن ان واشنطن سجلت "تصريحات مختلفة" ايرانية خلال الأيام الأخيرة. وكانت اولبرايت اعلنت تخفيفاً للحظر الأميركي على استيراد بعض المنتجات غير النفطية الايرانية، كالسجاد والفستق والكافيار، لدعم فوز الاصلاحيين في الانتخابات النيابية الايرانية التي اجريت في شباط فبراير الماضي. وجددت الوزيرة نداءها الى فتح حوار بين البلدين اللذين لا يقيمان علاقات ديبلوماسية منذ عشرين سنة، مذكّرة بأن واشنطن تتهم طهران بدعم "الارهاب" في الشرق الأوسط وبالسعي الى امتلاك أسلحة الدمار الشامل.