قلل وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد الذي اجتمع مع الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ومسئولين عراقيين آخرين في الثمانينيات لطمأنتهم على الدعم الامريكي بالرغم من استخدامهم الاسلحة الكيمياوية ضد مواطنيهم في حلبجة من أهمية ما كشف عنه مؤخرا من معلومات عن الاجتماعات. وذكرت تقارير عن وثائق أميط اللثام عنها مؤخرا أن رامسفيلد اجتمع مع مسئولين عراقيين عام 1984 بعد أن أدانت واشنطن علانية استخدام بغداد الاسلحة الكيمياوية ضد إيران ومتمردين أكراد. وكانت مهمته تخفيف صدمة الادانة وتشجيع العراق على تحقيق انتصار على إيران. وقال رامسفيلد إن مثل هذه الدبلوماسية أمر عادي في التاريخ. وأن الولاياتالمتحدة أبقت علاقاتها مع دول لا تتصرف بالطريقة التي نريدها أن تتصرف بها.واضاف رامسفيلد ومع ذلك لدينا علاقات دبلوماسية واتصالات (بتلك الدول) بشأن مجموعة مختلفة من الموضوعات. وليس ذلك غريبا في ذلك الوقت أو حاليا. وقال رامسفيلد للصحفيين إنه لا يتذكر أي مذكرات أو توجيهات مكتوبة عن رحلاته إلى العراق. وأن المفاجأة الوحيدة هي أن شخصا ما وصل إلى حقيبة قديمة عمرها 20 عاما وخرج منها بوثيقة. وقال رامسفيلد: إن هناك حالات مازالت الولاياتالمتحدة تقول فيها علانية وسرا لاحدى الدول إنها تعترض على سلوكها. لكن قد يكون لدينا تواصل جيد جدا معها على مستوى أو آخر. وحصلت العراق التي كانت قبل الثمانينيات تدور في فلك التأثير السوفييتي على دعم أمريكا في الثمانينيات بعد أن سحبت إدارة الرئيس السابق رونالد ريجان دعمها لايران التي زاد عداؤها لامريكا بعد الثورة الايرانية 1979. وعلى سبيل المثال احتجز متشددون إيرانيون دبلوماسيين أمريكيين كرهائن في السفارة الامريكية في طهران عدة شهور خلال تلك الفترة. وفي تلك الاثناء قطع الاتحاد السوفيتي علاقاته مع العراق. وبادر النظام العراقي إلى الهجوم عام 1980 على إيران. واستمرت الحرب ثماني سنوات واستخدم نظام صدام فيها الاسلحة الكيمياوية بشكل مكثف وبعلم واشنطن. وأدانت إدارة ريجان بعد تعرضها لضغوط من الاممالمتحدة استعمال الاسلحة الكيميائية. لكنها واصلت علاقات تعاون سرية مثمرة مع بغداد في مجالات التجارة والطاقة والمصالح السياسية. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن توم بلانتون مدير أرشيف الامن القومي وهي منظمة خاصة نشرت تلك الوثائق: كان لدى صدام أسلحة كيمياوية في الثمانينيات ولم يؤد ذلك إلى أي اختلاف في السياسة الامريكية تجاهه.