أفادت معلومات تلقتها "الحياة" من مصادر عدة أن حزب الامة السوداني المعارض بقيادة السيد الصادق المهدي يتجه نحو تشكيل جبهة جديدة تصبح ركناً ثالثاً في المعادلة السياسية السودانية الى جانب الحكومة السودانية و"التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض الذي خرج منه الحزب أخيراً. وقالت مصادر معنية بالشأن السوداني إن بوسع حزب الامة، أكبر الاحزاب السودانية وفقاً لآخر إنتخابات ديموقراطية في البلاد، تشكيل تجمع جديد يقوم التحالف فيه على توافق فكري في مقابل "التجمع" المعارض الذي بني التحالف فيه على فكرة إسقاط نظام الرئيس عمر البشير. وأشارت المصادر الى تلميحات من المهدي صدرت أخيراً الى ضرورة قيام جبهة عريضة للديموقراطية والسلام. ويعتقد أن مثل هذا التحالف يمكن أن يضم قيادات جنوبية بارزة تعمل حالياً على إقامة تحالف سياسي جنوبي على خلاف مع زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان"، كما يمكن أن يضم رئيس مجلس الجنوب السابق المنشق عن الحكومة الدكتور رياك مشار، وكوادر ومجموعات إسلامية كانت ضمن الحكم السوداني في مراحل سابقة، وأحزاب كانت في المعارضة في الخارج وتسجلت وفقاً لقوانين التوالي السياسي وتننشط حالياً في الداخل، اضافة الى قوى في الاقاليم والعاصمة. وتركز فكرة التحالف أيضاً على برنامج للسلام وتحقيق الديموقراطية بين قوى تؤمن بالمسألتين، ما يمكن ان يجعلها أكثر توافقاً في طرحها من "التجمع". ولا يستبعد أيضاً أن يستفيد التحالف الجديد من الاجواء السائدة في الخرطوم حالياً لجهة حرية العمل السياسي ووجود خلاف داخل النظام. وتقول المصادر أن تجربة حزب الامة في التجمع ستجعله يركز على تجنب صيغ التحالف غير المتكافئ وتمثيل النقابات والتنظيمات العسكرية التي تمثل بوابة خلفية لزيادة تمثيل الاحزاب الصغيرة. على صعيد آخر، أعلن مكتب رئيس التجمع السيد محمد عثمان الميرغني أنه عقد إجتماعاً مع قرنق "أسفر عن إتفاق في وجهات النظر". وأوضح المكتب في بيان أن لقاء الميرغني وقرنق "تطرق الى مجمل القضايا المطروحة على الساحة السياسية وأكد أهمية العمل الجاد من أجل التوصل الى حل سلمي". وأعلن الناطق الرسمي بإسم القيادة العسكرية المشتركة للمعارضة عبدالرحمن سعيد في بيان أصدره مساء أمس ، أن قوات المعارضة إستولت على حامية في شرق السودان من الجيش الحكومي. وأوضح أن حامية أودي تقع قرب همشكوريب التي تشهد مواجهات بين الجيش السوداني منذ أربعة أيام. وأوضح سعيد أن الميرغني تقدم بشكوى الى مصر وليبيا ودول "إيغاد" "دان فيها إعتداء قوات النظام غير المبرر على مواقع المعارضة الذي تزامن مع إجتماعات هيئة قيادة التجمع التي ناقشت مشروع الحل السياسي".