أسمرا - أ ف ب - وجه زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق انتقادات حادة لدعوات معارضين الى تحقيق مصالحة مع حكومة الرئيس عمر البشير، للاستفادة من أزمتها الحالية مع مؤيدي الأمين العام للحزب الحاكم الدكتور حسن الترابي. وقال قرنق لوكالة "فرانس برس" في أسمرا أثناء حضوره اجتماع قادة المعارضة السودانية التي من المقرر أن يتحتم مساء أمس ان "المحيطين بالبشير متشددون، وقرروا للمرة الأولى تحويل المدارس الابتدائية مدارس قرآنية. حتى الترابي لم يتخذ قراراً من مثل هذا". وأضاف ان "كل نظام شمولي له مشاكله، ولأن هناك مشكلة جدية بين الترابي والبشير فإن ذلك لن يقود بالضرورة الى اصلاح النظام. وربما قاد الى مزيد من التشدد في موقف نظام الجبهة الاسلامية القومية". وتابع، منتقداً الدعوات الى بدء حوار مباشر مع حكومة البشير، "ان الجبهة الاسلامية لن تتحرك نحو المصالحة بسبب السلوك الحسن للتجمع الوطني الديموقراطي المعارض، لكنها قد تتحرك نتيجة لضغط من التجمع ومن المجتمع الدولي. هذا نظام شمولي لن يتحرك الا نتيجة ضغط". وقال ان الصراع الدائر في الخرطوم كبير "لكنني لا اعتقد بأن النظام بات أكثر ديموقراطية". وأضاف ان على "التجمع" استخدام كل خياراته لتحقيق أهدافه وحدد هذه الخيارات في الانتفاضة الشعبية والعمل المسلح والضغط الدولي والحل السياسي التفاوضي. وأوضح ان "هذه الأشكال من الضغط ستكثف حتى يتحرك النظام نحو الحل ... ويمكن أن يتم التفاوض مع الجبهة الاسلامية لاخراجها من السلطة كما حصل مع نظام التفرقة العنصرية في جنوب افريقيا الذي اخرج من السلطة عبر مفاوضات". وخصص قرنق أشد انتقاداته للدعوة الى مفاوضات مع الحكومة السودانية. وقال ان "هذا النظام غير ديموقراطي بطبيعته ولن يمكن أن يصلح نفسه أو يدخل عليه الآخرون اصلاحات". وشهدت اجتماعات المعارضة مناقشات حامية خصوصاً في شأن دعوة حزب الأمة الى استغلال فرصة الصراع بين طرفي النظام والتوصل الى اتفاق سياسي مع البشير. ونقلت الوكالة عن زعيم الحزب السيد الصادق المهدي دعوته الى "أخذ التغييرات في الخرطوم في الاعتبار، والتوجه نحو الحوار مع النظام حتى يعمل في اطار ديموقراطي". ولاحظ أن وضع علاقات المعارضة مع دول الجوار لم يعد جيداً، مما جعل من غير الممكن للتجمع مواصلة عمله المعتاد. ونقلت الوكالة عن مسؤول رفيع المستوى في المعارضة شارك في اجتماع أسمرا ان خلافاً بين اطراف التجمع بات يهدد بأن يصبح هوة بين الفصائل إثر مناقشات حامية مساء الثلثاء. وقال المصدر ان اعضاء آخرين في الاجتماع فوجئوا بكلام المهدي. وأوضح ان حديث المهدي جاء رداً على تقرير قدمه الدكتور منصور خالد المستشار السياسي لقرنق قال فيه ان التحسن في علاقات الحكومة السودانية مع دول الجوار "ما هو إلا حملة لتحسين الصورة"، واتهم الحكومة السودانية ب"الخداع لتحسين صورتها الدولية". ودعا الى عمل "لكشف طبيعة النظام خصوصاً لدى أميركا والدول التي أعاد السودان علاقاته معها أخيراً". وأوضح المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه ان المهدي رد بغضب واتهم خالد ب"اختلاق تقرير غير موضوعي ومليء بالأماني وبعيد عن الحقائق"