عقد رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود اجتماع عمل مساء امس في قصر بعبدا مع رئيس الحكومة سليم الحص، خصص القسم الاكبر منه للتحضير لجلسة مجلس الوزراء الاسبوعية المقررة اليوم، للبحث عن مخرج قانوني يسمح بمعاودة تطبيق مرسومي الاعدام اللذين كان ينبغي تنفيذهما الاثنين الماضي، وأرجئا لامتناع الحص عن توقيعهما. وكان لحود طلب في ضوء ذلك من الاجهزة القضائىة المختصة، بواسطة وزير العدل جوزف شاول، التريث في تنفيذ العقوبتين في حق المحكومين فادي احمد مرعش ومحمد الحسين. وعلمت "الحياة" ان استبعاد عدول الحص عن قراره برفض التوقيع نزولاً عند رغبة مجلس الوزراء، سيفسح في المجال امام مخرج لا يحتاج الى موافقة المجلس، وقد اخضع لاستشارات قانونية للحؤول دون الطعن في مرسوم تحديد موعد تنفيذ العقوبتين ومكانه. وقالت مصادر وزارية ان المخرج يقضي بأن يعهد الحص الى نائبه ميشال المر بوكالة حصرية، ولمرة معينة، اثناء غيابه خارج لبنان، للإنابة عنه في التوقيع. مشيرة الى ان هذه الوكالة استنسابية ستحدد المهمام التي يتولاها نائب رئيس الحكومة في غياب الحص، بذريعة ان لا شيء اسمه رئيس من دون ان ينوب عنه احد في صلاحياته في حال غيابه، لئلا يؤدي ذلك الى شل عمل المؤسسات. وكان الحص بحث في هذه المسألة مع المر الذي كان وقّع المرسومين نيابة عن رئيس الحكومة والذي قال ان الضجة لا تثار على جوهر حكم الاعدام المبرم، انما على اجراءات التنفيذ، فلماذا النقاش في شأن المرسوم ومن وقّعه وكيف؟ وتحدث عن تعديل يجب ان يدخله المجلس النيابي على مادة في قانون العقوبات في شأن اجراءات الاعدام، لجعلها تتم بقرار من وزير، وعندها تحل المسألة جذرياً. وقال انه وقّع المرسومين "تحمّلاً لمسؤولياتي وعن اقتناع" بعدما عرضهما عليه الامين العام لمجلس الوزراء. ورفض الحديث عما يثار عن صلاحيات نائب رئيس الحكومة التي لا تنتقص من صلاحيات رئيس الحكومة. وأضاف "اما اذا كان توقيعي صحيحاً ام لا، فأمر يناقشه رجال الفقه والقانون". وفي الاطار نفسه، رأى المكتب السياسي ل"حركة أمل" بعد اجتماعه امس برئاسة النائب محمد عبدالحميد بيضون "ضرورة لأن تعد الحكومة نظاماً داخلياً لمجلس الوزراء يصدر بقانون لأن اهمية ذلك تنعكس في مبدأ ان تفسير الدستور منوط بالمجلس النيابي، وتالياً فإن صدور قانون يحدد طريقة عمل مجلس الوزراء والصلاحيات، ومنها صلاحيات نائب رئيس المجلس، هو السبيل الوحيد الى خفض التوتر". وأضاف "ان اعتبار مجلس الوزراء مؤسسة لا ينحصر في ايجاد مقر له بل ينطلق من تكريس اساليب العمل وجعل الصلاحيات مستقلة عن الاشخاص والمصالح الفردية والضيقة". على صعيد آخر، زار رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين الرئيس لحود وقدر له مواقفه، معلناً "دعم سياسته القوية والحكيمة في قيادة الدولة ومواجهة التحديات". وأشار الى "أن اللقاء تناول ما يواجهه لبنان نتيجة لتفاعلات الاحتلال الإسرائيلي ومشاريع الانسحاب وتم التركيز على ثوابت الموقف اللبناني واتحاد المسارين السوري واللبناني". وأمل بأن يحظى الرئيس لحود في جولته العربية من القادة العرب بالدعم والمساندة لتطلعات لبنان وحاجاته تعبيراً عن التضامن العربي الذي عبرت عنه مواقف القادة العرب وزياراتهم للبنان ومؤتمر وزراء الخارجية العرب فيه". برقيات والتقى رئيس الجمهورية وزير الطاقة القطري عبدالله عطية، وتلقى برقية تهنئة من العاهل المغربي الملك محمد السادس لمناسبة عيد الأضحى أعرب فيها عن تفاؤله "بمستقبل أمتنا العربية والإسلامية" متمنياً "ترسيخ وحدة لبنان واستكمال إعماره وضمان استقراره وازدهاره وتحريره من مغتصب أرضه". كذلك تلقى برقية من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لدى عبور طائرته في الأجواء اللبنانية، تمنى له فيها وللشعب اللبناني "المزيد من الرفعة والهناء". وابرق ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الامير عبدالله بن عبدالعزيز الى الرئيس الحص مؤكداً وقوف المملكة حكومة وشعباً بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز مع لبنان في السراء والضراء. وقال "ان موقفنا ثابت ومعروف منذ اللحظة الاولى لوقوع الاعتداء الاسرائيلي الغاشم".