} طغى على النشاط الرسمي امس في لبنان موضوعان: متابعة تطورات عملية السلام في الشرق الاوسط، ومشروع قانون الانتخاب. تسلّم رئيس الجمهورية اللبنانية أميل لحود رسالة من نظيره الروسي بوريس يلتسن تتعلق بالوضع في المنطقة نقلها اليه الموفد الرئاسي الروسي فاسيلي سيريدن الذي يقوم بجولة شرق أوسطية استهلها بزيارة بيروت لمناقشة المواضيع المتعلقة بالتسوية السلمية. وكشف سيريدن ان "الرسالة تتضمن انطباعات الرئيس يلتسن وأفكاره عن التسوية في الشرق الاوسط، وتقويمه لأوضاع بعض مساراته". وأكد اهتمام بلاده بلبنان خصوصاً "ان لروسيا دوراً نشيطاً في محادثات السلام". وأشاد بالدور الذي أدته الولاياتالمتحدة في العودة الى استئناف المفاوضات. وقال "دورنا ليس المنافسة مع أميركا والاطراف الآخرين وانما المشاركة في هذه التسوية. ولروسيا دور مهم ونشيط في اعلان عودة المفاوضات بين سورية واسرائيل، وخصوصاً بعدما اتفق الجانبان على معاودتها بينهما في النقطة التي توقفت عندها". وأعلن "ان روسيا عملت كثيراً في الاسبوع الماضي لتحقيق تقدم في عملية السلام"، مشيراً الى "ان وزير الخارجية الاسرائىلية ديفيد ليفي زار موسكو الاسبوع الماضي وناقش مع المسؤولين فيها جدية المواضيع المرتبطة بالتسوية وخصوصاً استئناف المفاوضات. وأكد "استحالة فك الروابط بين لبنان وسورية أملاً بأن يبدأ اللبنانيون قريباً مشاركتهم في المفاوضات مع اسرائيل". الى ذلك، نوّه الرئيس لحود ب"أهمية الحفاظ على التواصل بين اللبنانيين المنتشرين في العالم والمتحدرين من أصل لبناني الذين اثبتوا كل نجاح، ووطنهم الأم لبنان"، خلال لقائه في قصر بعبدا امس حاكم ولاية بارا البرازيلية اللبناني الأصل من بلدة بيت شباب إلمير غبريال. وزار غبريال ايضاً رئيس الحكومة سليم الحص، وكان اجتمع أول من امس مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وأوضح ان زيارته "تهدف الى تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين لبنان وولاية بارا التي تبلغ مساحتها مليوناً و250 الف كلم مربع، وعدد سكانها نحو 61 مليون نسمة". مشروع الانتخاب الى ذلك وقّع رئيس الحكومة سليم الحص قبل ظهر امس مشروع مرسوم إحالة مشروع قانون الانتخابات النيابية الذي أقره مجلس الوزراء امس، على المجلس النيابي. ومن المقرر ان ترسل دوائر رئاسة الحكومة مشروع المرسوم الى دوائر رئيس الجمهورية ليقترن بتوقيع الرئيس لحود، وبعد ذلك يحال على المجلس النيابي. وسجّلت امس مواقف عدة من المشروع الذي قسم لبنان 14 دائرة انتخابية. فذكّر النائب تمام سلام بانه عارض تقسيم بيروت وطالب بابقائها موحدة. وسئل مع من يتحالف مع الرئيس الحص أو مع الرئيس رفيق الحريري؟ أجاب "كله في وقته حلو. انا منفتح للتعاون مع الجميع. فبيروت تستأهل ليس فقط الا تُقسم انتخابياً، بل وان تتوحد على مستوى مرجعياتها". واعتبر النائب بطرس حرب ان "اعتبارات سياسية ربما كانت وراء التقسيم الانتخابي الحاصل في الشمال". وقال "ان المشروع خطوة الى الامام نحو التمثيل الصحيح". ورأى النائب محمد عبدالحميد بيضون ان "المشروع ليس الصيغة الأنسب أو المثالية"، مشدداً على "أهمية وحدة العاصمة". وأكد ان المجلس المقبل لن يتنازل عن صلاحية انتخاب الرئيس المقبل للجمهورية". وأمل حزب الوطنيين الاحرار بان تكون مناسبة درس المشروع في المجلس النيابي "فرصة اخيرة للرجوع عن الخطأ، وتفادي الانقسام والتشرذم في هذه المرحلة الدقيقة"، معتبراً ان في الدوائر الاربع عشرة "حجزاً لمواقع نيابية معينة تعزز كتلاً ناخبة على حساب اخرى". وأعلن رئيس مجلس الادارة المدير العام لصحيفة "النهار" جبران تويني انه "سيترشح مبدئياً الى الانتخابات اذا بقيت دوائر بيروت كما وردت في المشروع".