يصل الى عمان بعد ظهر اليوم البابا يوحنا بولس الثاني في مستهل زيارة للمنطقة تشمل الأراضي المقدسة، وتعتبر الأولى لرأس الكنيسة الكاثوليكية منذ العام 1964. وعشية الزيارة، اتهمت مصادر كنسية مسيحية إسرائيل بوضع العراقيل أمام المسيحيين، في حين صعّدت المنظمات اليهودية المتطرفة احتجاجاتها، وترجمتها الى اعمال تخريب طاولت مهبط طائرة البابا الذي أكد أمس ان هدف زيارته "ديني محض". وعززت الشرطة الاسرائيلية اجراءاتها الأمنية وخصصت حوالى 17 ألف رجل من أصل 25 ألفاً يشكلون جهازها. وأكدت مصادر أمنية اسرائيلية أن متطرفين يهوداً رسموا الصليب المعقوف رمز النازية على مهبط طائرة الهليكوبتر التي سيستخدمها البابا في جبل المكبر في مدينة القدس. وأشارت الى أن متطرفين اتلفوا لافتات الترحيب بالبابا والمصابيح التي ترشد الطائرة عند الهبوط، وكتبوا بالانكليزية: "إلى الخارج ايها البابا"، و"أين كنت خلال المحارق النازية". وكانت بلدية القدس الاسرائيلية أزالت ملصقات وشعارات معادية لزيارة البابا في احياء مختلفة الاسبوع الماضي، فيما أكد مسؤولون في الفنادق الاسرائيلية أنهم تلقوا تحذيرات من "انتهاك حرمة السبت" العطلة اليهودية اثناء الزيارة البابوية، من خلال تقديمهم المأكولات ليل الجمعة - السبت للحجاج الآتين لمشاهدة البابا. ودعت مجموعة من الحاخامين البابا إلى "احترام حرمة السبت" والامتناع عن زيارة الناصرة السبت المقبل، كما هو مخطط لأن آلافاً من أفراد الشرطة اليهود سيضطرون للعمل من اجل حمايته في ذلك اليوم. ولم تخف اسرائيل امتعاضها من نية البابا زيارة المسجد الأقصى ومخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين القريب من مدينة بيت لحم. ونقلت مصادر اسرائيلية عن مسؤولين أن الفاتيكان "وعد بألا يحرج البابا اسرائيل" أثناء زيارته. واضافت أن مرافقيه وعدوا، بناء على طلب الدولة العبرية، بألا يساعد البابا السلطة الفلسطينية باظهار علامات السيادة خلال زيارته للمسجد الأقصى. وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" أن الخارجية الاسرائيلية شكلت طاقماً "ليرد في الوقت المناسب على التطورات خلال زيارة البابا". على الجانب الفلسطيني، قال وديع ابو نصار الناطق باسم بطريرك اللاتين ميشيل صباح إن السلطات الاسرائيلية فرضت على مسيحيي الضفة الغربية الحصول على تصاريح إذا ارادوا المشاركة في الطقوس الدينية والاحتفالات التي ستواكب زيارة البابا للناصرة وبيت لحم والقدس وجبل التطويبات في طبريا. واضاف ان السلطات الاسرائيلية لا تطالب المسيحيين عادة بالحصول على تصاريح لاجتياز "الخط الأخضر" بين الضفة واسرائىل، خلال الاحتفالات والاعياد الدينية. واشار الى أن هذه السلطات ترفض السماح للباصات الفلسطينية بدخول اسرائيل او مدينة القدس، موضحاً أن الباصات الاسرائيلية ترفض دخول الضفة ونقل السكان الى أماكن الاحتفال. وفي عمّان، من المقرر ان يلتقي البابا الملك عبدالله الثاني، كما سيقيم قداساً في استاد عمان الدولي بحضور أكثر من سبعين ألف شخص. وسيزور على مدى يومين الموقع الذي يؤكد الأردن انه "المغطس"، حيث سيكون في انتظاره 40 ألف شخص لإقامة قداس، كما يزور 4 مواقع اخرى اعتمدها الفاتيكان مواقع مقدسة. ويرافق البابا في جولته اكثر من الفين من المدعوين ستستضيفهم وزارة السياحة الأردنية وتنقلهم بالباصات الى المواقع التي سيزورها البابا. واتخذت الوزارة والاجهزة المعنية استعدادات لاستقبال افواج الحجاج، وقدرت احصاءات غير رسمية عدد الذين سيتولون التغطية الاعلامية بأكثر من ألف شخص. ودعت مطرانية الروم الكاثوليك في عمان الى عدم تسييس الزيارة والتركيز علىها بوصفها تعبيراً من البابا عن رسالة العدل والسلام للمنطقة، من خلال الحج والصلاة في الأماكن المقدسة. ولفتت الى ان الأردن هو "وطن التعايش والمحبة والتسامح وكرامة الانسان". وكانت مصادر ديبلوماسية غربية في عمان أعربت عن قلقها من الوضع الصحي للبابا بسبب مخاوف من ان يتعرض لانتكاسة خلال زيارته، بسبب البرنامج المنهك الذي ينوي اتباعه خلال جولته.