على ايقاع "واحد تنين تلاتي، النجمة يا حياتي" امتدت سهرة بيروت ليل السبت حتى الساعات الأولى فجر امس، احتفالاً بإحراز "النجمة" بطولة لبنان لكرة القدم للمرة الأولى منذ 25 سنة. فجاء الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وفي يومه الثالث مزدوجاً... بعدما طاف الجمهور العريض في شوارع العاصمة فرحاً... وتوقفت حركة المرور ساعات في بعض جاداتها، خصوصاً في منطقة الطريق الجديدة، حيث ملعب بيروت البلدي - مسرح المباراة التي خاضها "النجمة" والإخاء الأهلي عاليه - والجادة البحرية امتداداً من منطقة عين المريسة حتى الرملة البيضاء، مروراً بملعب النادي قرب المنارة... وصولاً الى الضاحية الجنوبية. مواكب سيّارة واسهم نارية ومفرقعات، وحلقات رقص ودبكة عقدتها مجموعة من مناصري الفريق، الذين عصبوا جباههم بشارات نبيذية تتوسطها النجمة الصفراء شعار النادي وطلوا وجوههم باللون النبيذي أيضاً، ولوّحوا بأعلام ويافطات. فاز "النجمة" على الاخاء الأهلي عاليه 1 - صفر، واستعاد لقباً حمله في موسمي 72 - 73 و74 - 75، قبل ختام البطولة بمرحلة واحدة. وكان ملعب بيروت البلدي اصطبغ بألوان النادي من قبل أكثر من 15 ألف متفرج، احتشدوا قبل نحو ثلاث ساعات من موعد المباراة التي انطلقت في السادسة مساء، وأدارها طاقم حكام ايطالي دولي بقيادة ألفرد ترتنالنجي. وحضّر جمهور الفريق، وهو الأكبر في لبنان، لافتات احتفالية في المناسبة وحمل البالونات... وتحولت شرفات الأبنية المحيطة بالملعب الى مدرجات اضافية، واتُخذت اجراءات أمنية مشددة، ما أحدث ازدحام سير خانقاً... وتوقع أبناء المنطقة أن يعيشوا "ليلة بيضاء" لأن احتفالات "النجماويين" ستبلغ درجة الغليان في حال خرج فريقهم فائزاً، ما ينعكس أيضاً على المناطق المجاورة، حيث كانت تفتتح في القاعة المقفلة في المدينة الرياضية، على بعد كيلومتر من الملعب، بطولة المدن الآسيوية للشطرنج... ويُنظم احتفال غنائي في قصر الأونيسكو على بعد كيلومترين. وتمنّى متعهد الاحتفال أن يتأجل تتويج "النجمة" ليضمن وصول حَمَلَة التذاكر في الموعد المحدد ولا يتأثر البرنامج. واللافت أن الفوز النجماوي الذي يعلن التتويج المؤجل منذ أربع مراحل بسبب التعثر الميداني... جاء في ولادة قيصرية، وفي الدقائق القاتلة من اللقاء، وبفضل مدافع "الإخاء الاهلي" الذي سجل خطأ في مرماه، حين حاول تشتيت كرة نجماوية خطرة هي واحدة من "أمواج فرص" نجماوية هددت شباك "الإخاء" على مدى شوطي المباراة، ما جعل المصورين يتحلقون خلفها بانتظار "لقطة العمر". تُوّج "النجمة" بطلاً للبنان، في حين خرج "الأنصار" حامل اللقب في المواسم ال11 الماضية من مولد "الدوري" بلا حمّص، خصوصاً أنه فشل الأسبوع الماضي في التأهل الى نهائي مسابقة كأس لبنان التي يحمل لقبها... فضلاً عن أنه لم يتربع على قمة الترتيب مطلقاً هذا الموسم. ويحمل الانتصار النجماوي دلالات كثيرة بالنسبة الى مناصري الفريق. فالنادي العريق على خلاف مستشرٍ مع اتحاد اللعبة، ويطالب بتغيير ادارته... وأكّد رئيسه عمر غندور ل"الحياة" أن اللقب الذي استحقه النجمة "جاء بعد مخاض عسير، وعلى رغم المؤامرات التي حيكت ضده ولا تزال... لكنني في الوقت ذاته حزين للمستوى المتدني للكرة، بسبب سوء ادارة هذا الاتحاد!".