تزامن التفاؤل الذي أبداه الموفد الاوروبي لعملية السلام ميغل انخل موراتينوس في بيروت، بقرب استئناف المفاوضات على المسار السوري - الاسرائيلي، مع جهود تبذلها رئاسة لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل لمعاودة اجتماعاتها المتوقفة منذ العدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان في 8 شباط فبراير الماضي. ولكن في مقابل هذا التفاؤل، شهد الجنوب توتراً بعد مقتل خمسة عناصر من "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لاسرائيل في عملية للمقاومة، ومقتل مدني داخل الشريط الحدودي المحتل وجرح آخر خارجه من جراء القصف المتبادل. بدا الموفد الاوروبي ميغل انخل موراتينوس متفائلاً بقرب استئناف المفاوضات على المسار السوري، معتبراً ان "الفرصة متوافرة من الآن وحتى بداية الصيف المقبل". واعلن بعد لقائه رئيس الجمهورية أميل لحود "ان الاتحاد الاوروبي يعمل في شكل مكثف للتوصل الى حل ملائم لقضية اللاجئين الفلسطينيين عبر القنوات السياسية والديبلوماسية". وأشار الى ان البحث مع لحود "تناول أهمية اعادة العمل بتفاهم نيسان". وقال ان الرئيس اللبناني أبلغه ان رئيسي لجنة المراقبة سيزوران بيروت الجمعة المقبل، وأمل الموفد الاوروبي بعودة اللجنة الى العمل "من أجل الدخول في وضع جديد من السلام والاستقرار في المنطقة ما يساعد على اشاعة الظروف الديبلوماسية المناسبة لاتخاذ القرارات المهمة والسماح باستئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن". والتقى موراتينوس رئيس الحكومة سليم الحص ومدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير ناجي ابي عاصي. وأكد موقف الاتحاد "الداعم والمتفهم لما يحصل في جنوبلبنان". وقال "ان البحث تناول سبل إنجاح اللقاءات بهدف العودة الى طاولة المفاوضات وفي الوقت نفسه التوصل الى ضبط النفس في جنوبلبنان واعتماد الوسائل الديبلوماسية والسياسية لحل المسائل". وكان مصدر في لجنة المراقبة قال ان رئيسيها بالتناوب الاميركي ريتشارد اردمان والفرنسي لوران رابان سيباشران بدءاً من اليوم مهمة استطلاعية لاستئناف اجتماعاتها، فيقابلان وزير الخارجية السورية فاروق الشرع في دمشق، والرئيس الحص في بيروت غداً، ومستشار رئيس الحكومة الاسرائيلية للشؤون الأمنية داني ياتوم الاحد في القدسالمحتلة. وتقرر مبدأ هذه المهمة الخميس الماضي بين المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس ووزير الخارجية الفرنسية هوبير فيدرين خلال وجودهما في القدس. وأكد المصدر ان "اسرائيل ولبنان تقدما في انتظام بشكاوى الى اللجنة، وان وجود اللجنة وقواعد عملها لم يكونا موضع اعادة نظر. قتلى "الجنوبي" وكانت المقاومة الاسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" أفادت ان قوة خاصة منها اخترقت الاجراءات المعقدة والتكتيكات التي اتخذتها قيادة العدو اخيراً ونصبت مكمناً محكماً على بعد امتار من مكمن نصبته قوة من "الجنوبي" في بلدة عين قنيا، ولدى مغادرة أفراد العملاء وعددهم ستة مكمنهم مستقلين سيارة عسكرية من نوع "ويليس" أمطرهم المجاهدون بنيران أسلحتهم الرشاشة والقنابل اليدوية وأجهزوا عليهم جميعاً ...". والقتلى هم غسان حديفة من عين قنيا ورامي وعفيف الشوفي ومنير دعيبس من شويا ومصطفى ابو حويلة من شبعا. وبعد العملية، ردّت القوات الاسرائيلية و"الجنوبي" بقصف عشوائي بمدافع الميدان طاول المناطق المحررة في راشيا الوادي للمرة الاولى منذ العام 1982 والبقاع الغربي. وتركز على قرى الخلوات وعين حرشا ومرج الزهور ومزرعة عين فجور ووادي ميمس ومحيط بلدات لبايا وزلايا وقليا. وأحصت مصادر أمنية سقوط أكثر من 300 قذيفة أدت الى وقوع أضرار جسيمة وخصوصاً في الخلوات حيث أصيبت منازل سعيد ورفيق وكنج ابو صالحة وحسين ابو سعد وحليم ابو سعد ونسيم سليم. وأعلنت المقاومة الاسلامية أنها ردت على مصادر النار بقصف مواقع الاحتلال في عين قنيا وزمريا والاحمدية وتلة ابو قمحة. وفي حين ذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية ان العبوة انفجرت داخل قرية عين قنيا معتبرة العملية انتهاكاً لتفاهم نيسان، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر في "الجنوبي" ان الانفجار وقع خارج القرية وتحديداً على الطريق المؤدية اليها. وأفاد المصدر ان تبادلاً للقصف المدفعي تلا العملية، ما أدى الى مقتل المواطن سامي همّام من حاصبيا وجرح آخر هو غسان ابو حمد. واعتبر "ان الامر بالغ الخطورة". وأدى القصف الاسرائيلي على بلدة عين حرشا المحررة الى اصابة الطفل حبيب موسى 7 سنوات بجروح مختلفة. ونتيجة حال الذعر التي دبّت في صفوف عناصر "الجنوبي" اثر مقتل زملائهم الخمسة، قتل عنصر سادس اسمه وليد حبيب غشام من حاصبيا خلال اطلاق نار داخل البلدة لدى انتقاله من منزله الى موقعه العسكري. وأجبرت القوات الاسرائيلية المدارس والمحال التجارية في منطقة حاصبيا على الاقفال، وحاصرت بلدة عين قنيا وقطعت الطريق المؤدية الى حاصبيا وشبعا. ونفّذت حملة دهم وتفتيش واسعة مع ممارسات ارهابية في حق أهالي البلدة وأخضعت العشرات منهم للتحقيق. وأبلغت قوات الاحتلال أهالي حاصبيا وشويا وعين قنيا بضرورة النزول الى الملاجىء بعد دفن القتلى. وذكرت معلومات ان قوات الاحتلال استقدمت تعزيزات آلية وبشرية من مرجعيون الى حاصبيا، تمركزت في منطقة ابو قمحة وزغلة. وأعلنت المقاومة الاسلامية في بيان آخر انها هاجمت الدشمة الرئيسية في موقع طير حرفا في القطاع الغربي اثناء وجود عدد من عناصر "الجنوبي" فيه، ما أدى الى تدميرها واصابة من فيها. واعترفت اذاعة اسرائيل بالعملية وقالت أنها أدت الى اصابة ثلاثة عناصر، اثنان منهم في حال الخطر، نقلوا بمروحية الى أحد مستشفيات اسرائيل. وأفادت مصادر أمنية ان قصفاً مدفعياً اسرائيلياً استهدف محيط بلدات مجدل زون وزبقين وجبال البطم وياطر، أدى الى تضرر ستة منازل من زبقين. وأغلقت القوات الاسرائيلية معبر جسر الحمرا - البياضة في القطاع الغربي في الاتجاهين. وتضاربت المعلومات الواردة من حاصبيا عن الحال الصحية لمسؤول الأمن في القطاع الشرقي في "الجنوبي" علم الدين بدوي. وإذ ذكرت معلومات ان خلافاً نشب بينه وبين قيادة "الجنوبي" أصيب خلاله بطلقات نارية، تحدثت أخرى عن تناول بدوي جرعة كبيرة من "الكوكايين" ما استدعى نقله في حال خطرة الى مستشفى رامبام في اسرائيل حيث تردد انه اصبح في عداد الاموات. على صعيد آخر، ذكرت صحيفة "هآرتز" الاسرائيلية ان مدير المخابرات العسكرية الجنرال عاموس مالكا أبلغ لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست ان "حزب الله" ومجموعات لبنانية موالية له "لديها صواريخ يصل مداها الى 30 كيلومتراً ما يعني إمكان اصابة منطقة حيفا". واضاف "ان انسحاباً اسرائيلياً من طرف واحد قد يؤدي الى "ضربة مميتة" ل"الجنوبي".