للصيت رائحة الحريق

\-1-
للبئر لا تُعطي قيادي.
إن شاء بعلُك كَبَّ صندوقي،
وإخفاء "الهدية" عن هُدى عينيك،
دُلِّيهِ على مَهْد الفراتْ..!
فالبئر ضيقةٌ على حزني، وقاصرةٌ خطاطيفُ الأيادي.!!
والمنقذون تنازعوا وتوزَّعوا.
ضاعوا، وجاوزهم نداء الغوث،
مخترقاً عَماء التيهِ في أُذُن الفلاةْ..
صِيتي تضوَّعَ من مساماتِ الجهاتِ، وغَلَّ
في عَصب البوادي:
قمراً، ونَزْفَ قَرَنْفُلٍ،
متناغم الإيحاء،
ترتيلاً لعاشقة مجنحة الخُطا،
يَبِستْ بِهَجْس لَهَاتها نجوى الصلاةْ..!!
"هدباء"، هاؤك أورقت آهاً، تماهت في "هَنَادي".
هي هكذا، صيرورة العشاقِ في أتُّونِ مِجمرةِ
الصفاتْ..!!
تزهو جراحُ صُراخهمْ،
أسراب نجم في العُلا.
وعلى الثرى صَممُ الحروفِ،
"ولا حياة لمن تنادي"...!!
-2-
تمايلي بأرجوان عشقك الهفهاف.
برزخُ الهروب موصدٌ.
وجوقة الخِلجان تُحكمُ الحصارَ،
تُرقِص المرجان في قرار "حَيْدِهِ"
وتختلي...!!
لا تُهملي أفراحها، بوهلة الإخصاب.
ساعةُ المواتِ تستريحُ،
في فراشها الهنيئ بالسُّباتِ.
دغدغي حريرها، وأمهلي...!!
تزيَّني بعُريك المضيء،
يا جوريَّة الشآمِ.
ها "وضاحُك" الجديدُ،
مبحر إليك من مغاور الغياب.
ظلِّلي بإثمد اللهيب ريف مقلتيكِ.
ترغلي... تضوَّعي... وهلِّلي...
في بئره استفاق من رفاتهِ،
مُطهَّرَ الوجدانِ،
نصع العَراء،
صافحاً عن بعلكِ الشبيهِ،
رافضاً عتاب لعنة الزمانِ،
مدهشاً بطقسه العظيم. فادخلي..!!
تاريخُ جنسكِ الحريمُ،
إرثُك الحديث والقديمُ،
تجتلينه كما يطيبُ،
تمنحينه كما يطيبُ،
تستُرينه كما يطيبُ:
ماضياً، وحاضراً، ومُقبلاً..
لك الوجود مشتهى.
هل أخدِشُ الوقار،
إن ولولتُ: مُشْتَهاتي لي..؟!
-3-
خالق وجهُك، تاجٌ،
لمنار العُنق الأبيضِ،
يعلو سُكَّريَّ الصدر،
سبحان حنانٍ خَلَقَهْ..!!
كلما أرخى على الظهر مرايا،
ضمَّختْ ساقيكِ بالنشوةِ.
باحَ العَبَقُ النائمُ في النهد
ذُهولاً باهر اللون، وندَّى حَبَقَهْ..!!
حسنُكِ المبدعُ مسروقٌ،
كما أكَّد عرافٌ،
- من البحر -
عليمٌ بالصبابات،
ضليعٌ باكتناه السحر:
حورياتُهُ يُنْجدنهُ باللغز.
وا... أفدي بروحي جوهرياً سَرَقَهْ..!!
صاغهُ "وَهْناً على وهنٍ"
تأنَّى، أتقن التشكيل،
تكويناً جديد الخطِّ،
إيقاعاً جنونيَّ التصاوير.
احتفى بالرائع الكائن،
واستحلى رنيماً أنطقهْ..!!