تنوي شبكة تلفزيون وراديو العرب إي.آر.تي أن توسع حضورها في المنطقة الاعلامية داخل منطقة دبي للانترنت، بعدما عرض المسؤولون فيها تسهيلات بدت أكثر إغراء، على ما يبدو، من التسهيلات التي قُدّمت في المنطقة الاعلامية الحرة في الأردن. وقال صالح عبدالله كامل رئيس مجلس إدارة "إي.آر تي" وصاحب الحصة الغالبة فيها، رئيس مجموعة "دلة البركة" السعودية، في مقابلة مع "الحياة"، إن سياسة "إي.آر تي" قامت منذ البداية على أساس تنويع الانتاج المحلي عربياً في خطوة سبقت القوانين الاعلامية الجديدة، وإن بقاء البث في روما مرتبط بأسباب تقنية لها علاقة بالكلفة والجدوى الاقتصادية. السؤال الأول كان عن أهمية اختيار موضع العمل سواء للانتاج أو البث في استراتيجية الشبكة، وعن ذلك أجاب: في البداية عندما خططنا لأنفسنا كنا نعرف تماماً ماذا نفعل، فلم نتوسع مثلاً على الإطلاق في الانتاج في روما. وكان انتاجنا مركزاً من البداية في مصر والسعودية وبيروتوالأردنودبي وتونس والمغرب وغيرها. لدينا عشرة مراكز للانتاج في الدول العربية تنتج لنا ولغيرنا من المحطات. لم نقتصر على الانتاج لأنفسنا وإنما توسعنا لنشمل غيرنا من المحطات. بالنسبة إلى الانتاج من قبل أن تفكر أي دولة عربية في انشاء منطقة حرة تحمّلنا كل الاجراءات الصعبة في الدول العربية وأنتجنا فيها. وأحب أن أذكر أننا في الانتاج من 27 سنة، من خلال "الشركة العربية للانتاج الاعلامي" في الرياض التي هي ملكنا. وهذه الشركة زودت معظم التلفزيونات العربية بالكثير من المسلسلات الممتازة، وأنتجت آلاف الساعات. صدور القوانين الجديدة في كل من مصر ولبنان والأردنودبي يشجع فعلاً الانتاج الدرامي وسيزيد حتماً من النشاط الانتاجي في هذه الأسواق الأربع، لكن هذا الأمر ليس شيئاً جديداً بالنسبة إلينا. ولماذا اخترتم البث من روما، وما هي احتمالات نقل المحطة من هناك؟ - نحن نبث من روما، ونحن الشبكة العربية الوحيدة التي يصل ارسالها إلى كل العالم. وسبب اختيارنا روما هو أننا لو كنا في دولة عربية لما كنا نستطيع أن نخاطب الأقمار التي تبث إلى أميركا ولا إلى أوروبا. تدور أقمار الاتصالات الاصطناعية في مدارات معينة، وللتخاطب معها والارسال عبرها من على سطح الأرض، لا بد أن تكون في مدى المدار الخاص بها. والأقمار التي تخاطب القارة الأميركية لا يمكن أن ترسل اليها من العالم العربي. ولو أننا قررنا أن نرسل من العالم العربي لاقتضى منا الأمر أن نبث باتجاه أوروبا في المرحلة الأولى، ثم نعاود الإرسال من محطة أرضية من أوروبا لنطلع إلى الأقمار الاصطناعية التي تبث إلى أميركا. وفي هذه الحالة سيكون علينا تحمل الكلفة الاضافية المترتبة، والتي تناهز مليوني دولار لكل وصلة قمرية. كم عدد موظفي "إي. آر. تي" في روما؟ وهل ستنتقلون إلى البحرين حيث يقوم مشروع التطوير العقاري الذي تنفذه مجموعتكم؟ - لدينا نحو 300 موظف في روما حالياً. ونحن لن ننتقل إلى البحرين. بالفعل لدينا هناك مشروع كبير اسمه "درة البحرين" تفوق كلفته مليوني دولار، وهو مشابه لمشروع "درة العروس" الكبير الذي نُفذ في منطقة جدة. إلا أن المشروع الجديد يعتبر أكبر حجماً وهو يضم إضافات جديدة، وفيه أيضاً "درة الفنون" وهذه عبارة عن استوديوهات ومسارح وصالات سينما. هل ستعتمدون البحرين مركزاً للانتاج الدرامي والتلفزيوني؟ - سيكون لدينا انتاج في البحرين بالطبع، إلا أن مركزنا للبث في روما سيبقى. ونحن في الوقت الراهن لدينا بث من مصر وبيروتوجدة. وكل برامجنا المباشرة تبث على الهواء من بيروتوالأردن ومصر والسعودية ودبي. ونحن بخلاف بقية المحطات عمدنا إلى البث من البلدان العربية وليس من أوروبا، والبث النهائي فقط يتم من روما. التقيت مع ولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد وتحدثت معه في سبل التعاون بين "إي. آر. تي". عمَّ أسفرت المحادثات؟ - التقيت بالفعل مع الشيخ محمد بن راشد والمسؤولين عن مدينة الانترنت. ولدينا مشاريع في مجال الانترنت ستُنفّذ إن شاء الله في دبي مستقبلاً. ولكن ماذا عن الانتاج التلفزيوني فيها؟ - منذ البداية كان لدينا انتاج في دبي ومركز للانتاج فيها. ومع قيام المدينة الاعلامية قررنا أن نبني استوديو متوسطاً فيها، وننقل اليها مركزنا الحالي الذي يقع في عقار مستأجر. الاستوديو الذي سيُبنى سيكون استوديو برامج وليس استوديو دراما. وحالياً لدينا في دبي 40 شخصاً، وبعدما ينتهي بناء الاستوديو الجديد سيصل العدد إلى 150 موظفاً، لأننا ننوي مضاعفة الانتاج هناك. ونحن لم نعد دراسة نهائية بعد عن المشروع. والحق أن دبي مسرح لأنشطة تجارية ورياضية كثيرة، وفيها مجال خصب لتنوع الانتاج. ونحن لدينا قنوات رياضة ومنوعات وهذه تحتاج إلى كمٍّ كبير من الانتاج. وماذا عن التسهيلات والوعود بالدعم الذي ستقدمه دبي والشيخ محمد بن راشد؟ - لم نتفق على التسهيلات الأخيرة بعد، ولكن دبي هي أصلاً مدينة التسهيلات وهي تخلو من تعقيدات العمل البيروقراطي. وقد عرضوا علينا أن نؤسس شركات يدعموننا فيها. مجموعة "دلة البركة"، بعيداً الآن عن "إي. آر. تي"، مجموعة كبيرة ولديها مشاريع في مجال الانترنت والتجارة الالكترونية. وقد عرضوا علينا في دبي أن يستضيفوا هذه الأنشطة وأن يؤمنوا الأراضي اللازمة للمشاريع والمرافق الأساسية الخدمية. وكم هي مساحة هذه الأراضي التي سيقدمونها لكم؟ - هم أبدوا استعدادهم، ولم يحددوا بعد مساحة الأراضي التي ستُعطى لنا. وهل بحثتم في فكرة إقامة قناة مشتركة مع دبي، كما هي الحال مع قناة الشباب؟ - لا، لدينا أبواب تعاون مع معظم القنوات العربية، ونرحب بالاشتراك بأي قناة جديدة، وأن يكون هناك تعاون بيننا وبينها بأي شكل وأي صورة. ونحن لدينا صلات قوية وقديمة مع الأخوة في دبي سواء في مؤسسة التلفزيون أو عبر مؤسسة الخليج. نعم، ولكن هل ستعملون على إنشاء قناة مشتركة مع مدينة الانترنت مثل قناة الشباب؟ - والله لم نبحث بعد في التفاصيل، ولكننا مستعدون للبحث في كل الامكانات، حتى لو شمل ذلك إنشاء قناة واحدة أو قنوات في المستقبل. اشتريتم حصة في "الشركة السعودية للأبحاث والتسويق" التي تصدر الزميلة "الشرق الأوسط". ماذا كان مبرر هذه الخطوة؟ - ليس هناك من مبرر استثنائي، ولكننا نملك اهتمامات إعلامية منذ فترة طويلة، ولدينا حصة كبيرة في جريدة "عكاظ"، ونملك حصة في جريدة "البلاد" وفي "الندوة". ولم يكن غريباً بالتالي أن ندخل في "الشركة السعودية للأبحاث والتسويق". ووجدناها فرصة عندما جعلوها شركة مساهمة فأخذنا حصتين: حصة باسم "دلة البركة" وحصة باسم عبدالله صالح كامل. وهل يمكن أن تشتروا حصة أكبر في الشركة؟ - لو كان هناك مجال لذلك فلا مانع لدينا. هذا مجال عمل مربح ويدخل في نطاق عملنا. وماذا عن شراء حصص في تلفزيون "ام. بي. سي"؟ - أنا مؤسس في "ام. بي. سي" أصلاً. وكنت أملك 50 في المئة منها، وبعت حصتي فيها مع أني كنت من المؤسسين. أما عن شراء حصص فليس على علمي أنهم عرضوها للبيع. ولو عرضوا؟ - لا أعرف إن كانت لديهم نية. لو كانت لديهم مثل هذه النية فأنا إبن "ام. بي. سي" البكر... إذا عرضوها فأنا إبن "ام. بي. سي" البكر. ومتى تتمكن "إي.آر.تي" من تحقيق الربحية في أنشطتها وتخطي خسائرها الحالية؟ - إن شاء الله سنتوصل منتصف العام المقبل إلى تحقيق التعادل في الانفاق بين الوارد والصادر. وهل ستُدخلون شركاء؟ - خطتنا أن نطرحها شركة مساهمة عامة بمجرد أن تحقق أرباحاً. وبانتظار تعادل الانفاق منتصف 2001، هل تفكرون جدياً في فتح قنوات جديدة؟ - لا، ليست هناك دراسات بهذا الخصوص في الوقت الحالي.