بعد الإعلان عن إطلاق أول منصة بث سعودية للقنوات الفضائية مطلع الأسبوع الماضي؛ تساءل عدد من الناشطين في مجال البث الفضائي عن مفهوم وأهمية مثل هذه المنصة وجدواها الاقتصادية وطبيعة خدماتها لأصحاب القنوات الفضائية، وحول هذه التفاصيل وغيرها التقينا بالمنتج والمخرج بندر العبدالسلام صاحب أستوديوهات دور ألفا لخدمات الإنتاج والبث المباشر وذلك للحديث عن المنصة وتأثيرها في السوق سلباً أو إيجاباً: * بداية بما أنكم تقدمون خدمات البث الفضائي عبر استوديوهاتكم كيف تنظرون للمنصة الجديدة التي أعلنت عنها هيئة الإعلام المرئي والمسموع وما مدى تأثيرها عليكم؟. - نحن نقدم نفس الخدمة التي توفرها هذه المنصة وبالتالي فهي لن تفيدنا كثيراً لأننا منافسون. في بداية مشروع المنصة دخلنا منافسة مع شركات أخرى للفوز برخصة إنشاء هذه المنصة لكن في آخر لحظة انسحبنا لأسباب عديدة منها أننا عندما درسنا المشروع دراسة عميقة وجدنا أنه غير مجد اقتصادياً وأن الفائدة المادية العائدة لن نحصل عليها إلا بعد سنوات طويلة جداً من إطلاق المنصة، وذلك لأن القنوات السعودية الحالية المنتشرة في الفضاء تبث من مصر أو البحرين أو الأردن لأسباب عدة ومنها تعاون هذه القنوات مع جهات في هذه الدول تقدم لهم خدمات لوجستية وعروضًا خاصة وحرية خيارات البث على أي قمر "نايل سات عربسات وبدر وغيرها" بينما منصة البث السعودية الجديدة التي أعلن عنها الأسبوع الماضي من شروطها أن لا تبث سوى على القمر "عرب سات" فقط مع العلم أني سمعت أن لمالك القناة خيار إعادة البث على قمر النايل سات، هذا بالإضافة إلى أن أغلب ملاك القنوات متخوفون من الحرية في مستوى الطرح في البرامج التي تقدم عبر قنواتهم، والخوف من إيقاف أي برنامج بأي لحظة نظراً لوجود مركز البث في المنصة التي يعزم إنشاؤها بالرياض حالياً، وهذا التخوف موجود رغم أن هناك شروطًا واضحة ومعروفة لكل ملاك القنوات الفضائية عندما تريد بث قناتك من دولة معينة، بحيث لا تبث ما يحرض أو يسيء للبلد الذي تبث منه، إلا أن التخوف ما يزال موجوداً. * إذن ما هي الإضافة التي ستأتي من وراء إنشاء هذه المنصة في الرياض؟ - أعتقد أن الأمر تنظيمي وضبطي أكثر من أي شي آخر حيث يوجد حالياً قنوات سعودية تبث من المملكة من داخل شقق واستراحات وغيرها، والآن سيكون الجميع منضوون تحت منصة البث وهذا سيسهل كثيراً من عملية التنظيم. نحن والحمد الله في دور ألفا لم نعان أبداً من أي تنظيمات حيث نسير وفق منهج إعلامي واتفاقات واضحة وشفافة فيبث من أستوديوهاتنا عدة برامج لقنوات روتانا وقنوات الرسالة، ونقدم خدمات "دي تي إل" لعدد من القنوات، وطالما الاستوديوهات والشركات ملتزمة بنفس النظام الإعلامي للبلد الذي تعمل فيه فلا أحد يمنعك من البث المباشر، ولم يسبق أن وجدنا أي ملاحظة من هيئة الإعلام المرئي والمسموع. * في ظل هذا الوضع كيف سيكون مستقبل منصات البث في المستقبل القريب؟ - حالياً مع تطور تقنيات البث هناك تقنية اسمها "الفايبر" وأعتقد أن المنصات التي تبنى حالياً على النظام القديم لن تكون ذات جدوى بل سيكون أمامها "انهيار" خطير جداً، والآن اغلب البث أصبح عبر الفايبر وقد قلل التكلفة وزاد الجودة للصورة، ويجب أن تتوجه منصات البث لهذه التقنية الجديدة لأنه حالياً يدخل للبيوت وأصبح هو المستقبل، كما أن الفايبر يعمل على مدى 24 ساعة وبتقنية عالية وجودة كبيرة جداً. هذا بالنسبة لتقنية البث نفسه أما الخدمات اللوجستية التي يفترض أن تقدمها المنصة لكي لا تكون مجرد "وصلة" بث بين القناة والقمر، فهي خدمات عديدة ومهمة، ووجودها هو الذي يحول المنصة من مجرد منصة إلى مدينة إعلامية حقيقية ومتكاملة مثل المدينة الإعلامية في الأردن أو البحرين. نحن الآن في دور ألفا نقوم بنفس الدور للمنصة لمجموعة من القنوات، بينما لا توفرها منصة البث الجديدة، فهي مجرد وصلة بث، وعلى حد علمي أنها تحوي غرفاً خاصة بكل قناة تحوي سيرفرات بث للأقمار، ولا توجد خدمات أستوديوهات، ومع أنه توجد استوديوهات بمساحات صغيرة لا تتجاوز 300 متر إلا أنها لن تستوعب القنوات التي سوف تستقطبها. بندر العبدالسلام * طيب ماذا عنكم أنتم وبقية الشركات التي سبق لها الحصول على رخصة بث؟ - نحن لدينا رخصة رسمية من وزارة الإعلام بالبث الفضائي، وهناك تنظيم جديد للشركات العاملة في مجال البث، بعض الشركات قبلت به والبعض رفض، وبالنسبة لنا ليس لدينا مانع أن يطبق النظام علينا سواء على مساحة الاستوديوهات والكاميرات، وعدد ساعات البث، رغم أن هذا النظام بهذا الشكل لا يوجد في دولة خليجية، والمدينة الإعلامية في دبي نظامها مختلف حيث تؤجر القنوات مساحة مجهزة بقيمة معروفة سنوياً، وتقدم لها خدمات لوجستية كبيرة جداً مثل منح التأشيرات المطلوبة للموظفين أو ضيوف برامج القنوات أو غيرها، كما أنها توفر خدمة الانترنت بسرعة عالية تساعد على آداء القنوات لمهامها.. وعندما توفر لي مثل هذه الخدمات وأنا كمشغل أو صاحب قناة بكل تأكيد سأقبل بدفع مبلغ مقابل مساحات الأستوديوهات، ولكن بهذا الواقع الذي يفتقد لكل الخدمات الأساسية أعتقد أنه من غير الصواب تطبيقه على القنوات أو مقدمي الخدمات للقنوات داخل المملكة. * كيف ستفيدكم هذه المنصة إذن؟ - الشركات تستأجر خدمة البث للأقمار، والمنصة مفيدة جدا حين تقام في السعودية لأن جميع القنوات الآن تبث عبر منصات موجودة إما في الأردن أو دبي أو البحرين أو القاهرة فلماذا تستفيد هذه المنصات بينما السعودية تخلو من منصة بث، ولكن مهم جداً أن يكون في هذه المنصة خدمات لوجستية وإعلامية على مستوى ممتاز لكي تكون ذات جدوى ومنافسة في سعرها للمنصات الموجودة في الدول العربية، والمفروض أن ينصب الاهتمام على إنشاء مدينة بث وإنتاج متكاملة تحوي استوديوهات على مستوى تقني عال وخدمات فنية عالية الجودة، لأن ما يقدم حالياً من بعض القنوات التي تبث من استراحات وشقق وبجودة منخفضة لا يخدم الإعلام السعودي. * بما أن استوديوهاتكم تخدم روتانا خليجية حالياً كيف تقيم نقلة القناة من لبنان إلى المملكة؟ -أعتقد أن التكلفة الإنتاجية قلت على القناة بشكل كبير جداً، لأن أغلب مواضيعها وضيوفها من المملكة، فكانت خدمات النقل عالية في التكلفة إلى لبنان ثم إلى البث مرة أخرى للقمر، بينما الآن روتانا فعلاً تعمل وفق شعار شبابها أدرى بشعابها، وتبث من داخل المملكة إلى القمر مباشرة، كما أن قربها من موقع الأحداث جعلها على قدر عال من المنافسة في طرح المستجدات على الساحة السعودية ومتابعة الشأن السعودي عن قرب وبحيوية أكثر وفعالية أفضل من كون الاستوديوهات الرئيسية في لبنان، كما أن روتانا حالياً يشغلها في جميع جوانبها شباب فنيون سعوديون لديهم الخبرات العالية من مصورين وفنيي مونتاج وإضاءة وإدارة استوديوهات وغيرها وهذا لم يكن ليكون لو أن القناة استمرت في لبنان. * وقعت مؤخراً مع التلفزيون السعودي عقداً يتعلق بالأخبار.. حدثنا عن هذا التعاون؟ - نعم وقعنا مؤخراً عقد مع هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي ولمدة 3 سنوات لتوفير خدمة التبادل الإخباري من عدة دول بالعالم، وإدارة المراسلين الإخباريين، وفوزنا بهذا العقد جاء بعد منافسة مع 12 شركة والحمد الله فزنا فيها، والآن جميع الأخبار سواء رياضية أو سياسية أو اقتصادية عالمية سنوفرها للتلفزيون عبر شبكة مراسلينا حول العالم، وكانت بدايتنا مع زيارة سمو ولي العهد لليابان والصين حيث قمنا بالتغطية الكاملة لصالح التلفزيون السعودي.