أعلن وزير الخارجية المصري عمرو موسى أمس استئناف اجتماعات منظومة "إعلان دمشق" قريباً، بعد مشاوراته مع نظرائه في الدول الخليجية وسورية على هامش اجتماعات مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في بيروت. وأعرب عن اعتقاده باستئناف قريب للمسار السوري - الاسرائيلي قبل حلول تموز يوليو المقبل، مشيداً بالاجواء التي سادت دورة بيروت وبقراراتها "الصائبة" و"الواضحة". وشرح موسى، في لقاء صحافي شاركت فيه "الحياة" قبل أن يغادر بيروت إلى القاهرة، تفاصيل عدة عن القرارات الصادرة، مشيراً الى ان موضوع الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب وقرار الحكومة الاسرائيلية في شأنه، "كانا ضمن مناقشات الوزراء العرب، ولكن لم يدرجا ضمن القرارات لأن هناك اعتبارات مختلفة، ما جعلنا نترك موضوع الانسحاب لمشاورات لاحقة"، مؤكداً ان رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص تحدث في الموضوع ووافق على خضوعه لمشاورات بعد دورة بيروت. وأوضح ان القرار الخاص بعمل "آلية انعقاد القمة العربية" ليس مفاجئاً او جديداً. وأكد ضرورة اجتماع الملوك والرؤساء والامراء العرب دورياً كل سنة. وذكّر بقمة بغداد عام 1990 التي اتفق خلالها على عقد قمة عربية في تشرين الثاني نوفمبر من كل عام، الا ان اموراً كثيرة حدثت في العالم العربي في حقبة التسعينات حالت دون ذلك. ولفت موسى الى ان القرار الصادر عن الدورة ينص على تشكيل مجموعة عمل للبحث في "آلية" القمة من الامانة العامة وسلطنة عمان ومصر وسورية وتونس واليمن لا للبحث في "دورية الانعقاد" لأن هذه مقررة مسبقاً. وقال ان مجموعة العمل ستعرض تقريراً على الدورة المقبلة لمجلس الجامعة ال114، ثم يُرفع الى مصر باعتبارها رئيس القمة الحالية عقدت عام 1996 لعرضه على اول قمة مقبلة. وأكد موسى ان الدورة ال113 برئاسة سلطنة عمان عقدت في بيروت لدعم لبنان في مواجهة الظروف التي يمر فيها ومواجهة الاحداث الاخيرة، وكانت رسالة سياسية، مستغرباً اعتبار البعض أنها "قليلة الحرارة"، "بينما نسمع ديفيد ليفي وزير خارجية اسرائيل يتحدث عن تطرف عربي". وقال "بطبيعة الحال ان زاوية الرؤية هي المهمة". وأكد مجدداً ان البيان الصادر عن الدورة "كان رصيناً وأوضح بلا اي لبس او غموض ان استمرار الاحتلال يعني ان يكون هناك مقاومة، وان من حق لبنان ان يقاوم، وسيكون هناك موقف عربي قوي اذا تكرر العدوان". ودعا الى فهم ما سماه ب"الرسالة الواضحة" مشيراً الى "اننا لسنا في زمن تطرف في الكلام، ووضع شعارات قد تريح البعض". وشدد على الربط الواضح بين التطبيع والتأخر على المسارات حتى بالنسبة الى المواطنين العرب. وقال "الربط واضح، وما دام هناك تأخير وتراجع وعدم تنفيذ التزامات، فإن التطبيع لن يتم. وقرار الدورة في هذا الشأن اقرار بأمر واقع". ورفض تسمية التنسيق بين مصر وسورية والسعودية ب"المحور". وقال "انه مجال تنسيقي وتشاوري وهذا ليس جديداً". ولفت الى اتجاه عربي الى تقديم دعم مالي الى لبنان، مؤكداً ان "مصر مع الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب. وعلينا ان نكون مع لبنان في الاطار الذي يتحمله". وأوضح ان زيارة الرئيس حسني مبارك المرتقبة لواشنطن آخر الشهر الجاري ستأخذ في حسابها المسارات المختلفة و"لكن لكل مسار خصوصياته وطريقة ادارته". وبالنسبة الى المسار السوري، اكد ان "هناك تنسيقاً مع سورية وان زيارة مبارك لواشنطن وضعت المسار السوري بنداً رئيسياً لها". وأوضح ان ليس هناك سوى تفسير واحد لسحب مصر اقتراحها من جدول اعمال الدورة "مستقبل المنطقة بعد التسوية". وقال "اثرنا القضية ونعرف اين ومتى نبحث فيها". واعتبر ان "صياغة القرار الخاص بإعادة النظر في المشاركة في المحادثات المتعددة الاطراف، نحا الى طريق التعبير الرصين عما نريد قوله، ومن دون حاجة الى تحديد اسماء دول او اثارة". وأكد ان "التقدم على مسار معين في عملية السلام تستفيد منه حتماً بقية المسارات" واصفاً "اللعب على المسارات" بأنه "وسيلة قديمة ومكشوفة وعمرها قصير". وشدد على ان "الوقت قصير ونريد ان ننتهي ولكن ليس بأي ثمن". "إعلان دمشق" وكشف عن اتفاقه خلال مشاوراته مع وزراء خارجية الدول الخليجية وسورية على استئناف قريب لاجتماعات دول "اعلان دمشق". وعبّر عن "حسن نيات مصرية" حيال لبنان، مشيراً الى اختلافه في الرأي مع الرئيس الحص في بعض الامور، ومذكراً بقوله في كلمته امام الدورة ان "مصر لن تسبق لبنان ولن تزايد عليه". وأكد ان "لا خلاف مع لبنان او مع سورية"، قائلاً انه دهش ونظيره السوري فاروق الشرع عندما سمعا وهما يجلسان معاً في احدى حجرات السرايا الحكومية عن خلاف مصري - سوري. وأشار الى انه أُبلغ قبل يومين ان حديث الخلاف منتشر في بيروت "وهذا غير صحيح بالمرة". وأكد ان "ليس هناك تطابق في وجهات النظر مع سورية"، معترفاً "بوجود وجهات نظر مختلفة، لكن هذا لا يعني ازمة او جموداً او برودة، مما يضعه الصحافيون من ألفاظ تؤدي بهم الى الموقف الخاطئ". وأكد موسى مجدداً ترحيب مصر بانسحاب اسرائيل من جنوبلبنان. واستغرب رفض هذا الانسحاب "بعدما كنا نطالب به". وقال "انا لا افهم هذا الامر ولن افهمه فكيف نطالب بالانسحاب، ثم نرفضه عندما يطرحه الطرف الآخر؟". وعاود الحديث عن زيارة مبارك لواشنطن، واصفاً اياها بأنها "ستكون في غاية الاهمية لأنها تأتي في لحظات مفصلية كثيرة، منها ان الإدارة الاميركية في شهورها الاخيرة، وان المسارات المختلفة تفتح نوافذ لحركة الى الامام، واننا في ألفية جديدة بكل ما تثيره من اشكاليات مثل العولمة وغيرها، وكذلك العلاقات الثنائية بين البلدين". وقال "اذا كنا نتكلم جميعاً على أمل بسلام، نهاية هذا العام، فإن النقاشات في شأنه ستكون لها اهمية بالغة في محادثات مبارك في واشنطن". ولخص المدى الذي يمكن ان تفهم من خلاله "اعادة النظر" في التطبيع والمفاوضات المتعددة التي نص عليها قرار دورة بيروت، بأنه "مفتوح من صفر الى مئة". وأجاب بنعم عن سؤال عن توقعاته باستئناف المسار السوري قبل تموز المقبل. واعتبر ان "من غير المنطقي توقع منع اسرائيل من تجديد اعتداءاتها على لبنان عن طريق القرارات التي اتخذت"، لكنه ابدى ثقته "بقوة" الرسالة الاجتماع والقرارات وأهميتها.