بدء الاقتراع الرئاسي في نيوهامبشر بالولايات المتحدة    الاستخبارات الأمريكية تكثف تحذيراتها بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات    الأكبر في الشرق الأوسط.. مقر عالمي للتايكوندو في الدمام    العالم يترقب الرئيس ال47.. وأمريكا تتأهب لسيناريوهات الصدام    كيف يعود ترمب إلى البيت الأبيض؟    تعليم الطائف بدء تطبيق الدوام الشتوي بالمدارس مع بداية الفصل الدراسي الثاني    محافظ الخرج يستقبل مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    انعقاد مؤتمر الأمراض المناعية في تجمع عالمي وطبي    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يرأّس اجتماع المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف    أطفال اليمن يتألقون بتراثهم الأصيل في حديقة السويدي    الطائرة الإغاثية السعودية ال19 تصل إلى لبنان    "الصناعة والثروة المعدنية" تعلن فوز 11 شركة محلية وعالمية برخص الكشف في 6 مواقع تعدينية    المملكة تثري الثقافة العربية بانطلاق أعمال مبادرتها "الأسبوع العربي في اليونسكو" في باريس    توقعات بهطول الأمطار الرعدية على 5 مناطق    مركز مشاريع البنية التحتية بالرياض يشارك في المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر بالقاهرة    أرباح «أرامكو» تتجاوز التوقعات رغم تراجعها إلى 27.56 مليار دولار    إشكالية نقد الصحوة    الاتفاق يواجه القادسية الكويتي في دوري أبطال الخليج للأندية    الأسمري ل«عكاظ»: 720 مصلحاً ومصلحة أصدروا 372 ألف وثيقة    الاختبارات.. ضوابط وتسهيلات    النصر لا يخشى «العين»    الهلال يمزق شباك الاستقلال الإيراني بثلاثية في نخبة آسيا    المملكة تستحوذ على المركز الأول عالمياً في تصدير وإنتاج التمور    «جاهز للعرض» يستقطب فناني الشرقية    تركيا: نستهدف رفع حجم التجارة مع السعودية إلى 30 مليار دولار    «التعليم»: 5 حالات تتيح للطلاب التغيب عن أداء الاختبارات    سلوكيات خاطئة في السينما    إعادة نشر !    «DNA» آخر في الأهلي    المحميات وأهمية الهوية السياحية المتفردة لكل محمية    العلاج في الخارج.. حاجة أم عادة؟    تنوع تراثي    مسلسل حفريات الشوارع    للتميُّز..عنوان    لماذا رسوم المدارس العالمية تفوق المدارس المحلية؟    منظومة رقمية متطورة للقدية    الأمير عبدالعزيز بن سعود يتابع سير العمل في قيادة القوات الخاصة للأمن والحماية    غيبوبة توقف ذاكرة ستيني عند عام 1980    " المعاناة التي تنتظر الهلال"    في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا.. قمة بين ريال مدريد وميلان.. وألونسو يعود إلى ليفربول    1800 شهيد فلسطيني في العملية البرية الإسرائيلية بغزة    نحتاج هيئة لمكافحة الفوضى    في شهر ديسمبر المقبل.. مهرجان شتاء طنطورة يعود للعلا    ربط الرحلات بالذكاء الاصطناعي في «خرائط جوجل»    كلمات تُعيد الروح    قصص من العُمرة    الأمير تركي بن طلال يستقبل أمير منطقة الجوف    زرًعِية الشبحة القمح العضوي    الاستقلالية المطلقة    تشخيص حالات نقص افراز الغدة الدرقيه خلال الحمل    النظام الغذائي المحاكي للصيام يحسن صحة الكلى    «تطوير المدينة» تستعرض التنمية المستدامة في القاهرة    سعود بن بندر يهنئ مدير فرع التجارة بالشرقية    أمير تبوك يستقبل قنصل بنغلاديش    وزير الدفاع يستقبل نظيره العراقي ويوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون العسكري    السعودية تؤكد دعمها لجهود التنوع الأحيائي وتدعو لمؤتمر مكافحة التصحر بالرياض        مقال ذو نوافذ مُطِلَّة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تكاليف التطوير النهائية يمكن ان تصل الى 5.2 بليون درهم . المدير العام لمدينة دبي للإنترنت : نريد ان نصبح العاصمة الاقتصادية لمنطقة تضم بليوني شخص علينا كعرب ان نعرف تماماً ان انترنت ليس خياراً... إنه المستقبل
نشر في الحياة يوم 13 - 03 - 2000

في دبي هذه الايام يبدو كل شيء كأنه يحدث دفعة واحدة. هذا ينسحب على مهرجان التسوق ومئات المناسبات والاحداث التي ترافقه، وينسحب على مدينة دبي للإنترنت، وينسحب على الشركات التي لا يمر اسبوع من دون الاعلان عن تطور او نشاط مهم.
وبعد "تفعيل" مهرجانات التسوّق التي شدّت إلى دبي ملايين الزوار وبلايين الدولارات وباتت لكثيرين مثالاً يحاولون تطبيقه في دول أخرى، يأخذ السيد محمد القرقاوي المدير العام لمنطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والتجارة الالكترونية والاعلام على عاتقه مهمة لا تقل صعوبة أو حساسية هي تسويق مدينة دبي للإنترنت.
هل سينجح؟ هل سيخفق؟
التحديات هائلة لكن العزيمة قوية كما يبدو ومثلها الثقة. يقول السيد القرقاوي في هذه المقابلة "لدينا خلفية تاريخية معروفة في فن تنفيذ المشاريع، نحن خبراء في تيسير الأمور الصعبة وفك الاختناقات. لا نريد ان نتكلم عن مشروع ما- سمعنا ما يكفي من الكلام. نريد ان ننفذ المشروع".
لماذا مشروع مدينة دبي للإنترنت، ولماذا في هذا الوقت بالذات؟
- الاقتصاد العالمي يخضع إلى تغيير جذري يتحوّل معه بسرعة فائقة من اقتصاد تقليدي أو قديم الى اقتصاد حديث. معظم شركات انترنت في طبيعتها شركات افتراضية بمعنى أن عملها يختلف عن عمل الشركات الأخرى. لكن هذه الشركات تحتاج، مثلها مثل غيرها، إلى أرضية للعمل، وتحتاج الى قاعدة بيانات واسعة وهياكل أساسية ومواهب وجامعات ومعاهد تدريب وخطوط التمويل المناسبة وغير ذلك الكثير. إذا نظرتَ إلى موقع دبي في العالم ستجد أنها تحتل مكان القلب في منطقة جغرافية شاسعة تمتد من شبه القارة الهندية الى المغرب العربي، ومن دول جنوب شرق آسيا الى جنوب أفريقيا. هذه المنطقة يعيش فيها نحو بليوني شخص، وهي لا تزال بلا عاصمة اقتصادية. واعتقد، بل استطيع أن أعدك، بأن دبي ستلعب دور العاصمة الاقتصادية لهذه المنطقة. لماذا؟ لأن دبي تضم عدداً كبيراً من السكان المنتمين الى هذه المنطقة لذا نعرفها جيداً ونعرف حاجاتها جيداً. لماذا؟ لأن دبي تملك الديناميكية التي تؤهلها للعب هذا الدور، ولأن دبي تستطيع التحرك بسرعة إذا وجدت فرصة واعدة، ولأنها تستطيع القفز فوق كل الحواجز. نحن في دبي لا نعرف الحواجز الموجودة لدى بعض الآخرين ولا العراقيل. نحن واقعيون في كل شيء إلا في طموحنا الذي لا يعرف الحدود. الاقتصاد العالمي يتحول الى اقتصاد الكتروني وهو يسير بسرعة في هذه الاتجاه، ونحاول ان نواكبه بسرعة بعملنا. هذا هو نوع الاقتصاد الذي نريده لدبي، وهذا هو الهدف الذي وضعناه نصب أعيننا. تعدّ دبي نفسها بسرعة لكي تصبح عاصمة للاقتصاد الالكتروني في هذه المنطقة الشاسعة وسنحقق هذا الهدف بإذن الله وبسرعة قياسية ستثير إعجاب الجميع.
تبدو لي هذه الأهداف طموحة للغاية. ما هي الأدوات والحوافز التي ستستخدمها مدينة دبي للإنترنت لتحقيق هذه الاهداف؟
- في جعبتنا أدوات وحوافز ووسائل كثيرة أهمها وجود خدمات الاتصالات المتقدمة التي تتميز بالاستجابة الفورية لكل المتطلبات سواء من جهة اتساع موجة الإرسال والاستقبال أو من جهة رسوم التكلفة المعقولة أو سرعة استيعاب تقنيات الاتصالات الحديثة. سبيلنا المهم الثاني لتحقيق أهدافنا يكمن في وجود المواهب والخبرات، وهذه لن نكتفي بصقلها فقط بل بتعزيزها وبلورتها وتوجيهها. مدينة دبي للإنترنت يجب أن تتضمن الجامعات والمعاهد ومراكز التدريب. تحاورنا مع معاهد ومؤسسات تعليمية عالمية وافقت على إقامة مراكز أبحاث في مدينة دبي للإنترنت، وهذه المحادثات مستمرة مع آخرين. إلى جانب هذين العاملين المهمين أريد أن أضيف عاملاً ثالثاً هو وجود القوانين المتصلة بتقنية المعلومات. هذه القوانين المعمول بها الآن تستهدف حماية الملكية الفكرية وحقوق التأليف والاختراع لضمان حقوق الشركات التي ستستثمر في دبي. أيضاً العاملون في قطاع المعلوماتية وانترنت يشتغلون ساعات طويلة جدا لذا يحتاج هؤلاء إلى بيئة عمل مثالية تشمل الظروف المعيشية والتعليم والصحة وسائر متطلبات الحياة الأخرى. كل هذا متوافر في دبي الآن وأود أن أضيف إلى كل ما تقدم الشعور بالأمن والاستقرار واختفاء الإجراءات الروتينية. انترنت والبيروقراطية لا يجتمعان لذا لا وجود للبيروقراطية هنا. نحن نعمل ونؤمن بمبدأ انجاز كل المعاملات من كوّة مراجعة واحدة، لذا تستطيع أي شركة أن تستكمل كل الاجراءات الضرورية من ألفها إلى يائها في يوم واحد وبما يشمل الحصول على الترخيص أو البطاقة الصحية أو تأمين العمالة. نريد أن نوفر على الشركات التي تستثمر هنا الوقت والجهد لكي تصب كل تركيزها على تنشيط عملياتها وتحقيق الأرباح وتعميم الفائدة لها ولنا وللجميع.
ما هي العقبات التي يمكن ان تعرقل هذا التوجه، وما هي الخطوات التي اعددتموها لتذليل العقبات سواء المعروفة الآن أو تلك التي يمكن ان تبرز في المستقبل؟
- نطاق استخدام شبكة انترنت في المنطقة لا يزال ضعيفاً. يجب أن نضع وأن نساعد على وضع الآلية التي تمكننا من تعميم استخدام انترنت في أسرع وقت ممكن. يجب إيجاد الصيغة المناسبة لتفعيل انترنت في المنطقة باسرع وقت ممكن. هذه مشكلة أساسية لكنها ليست الوحيدة. بعض حكومات المنطقة تتحدث عن أهمية انترنت وأهمية التجارة الالكترونية لكن التعاون في ما بينها في هذه الشأن ضعيف أو غير موجود. لا بد من إزالة العقبات التي تقف في طريق تعاون حكومات المنطقة في خصوص موضوع التجارة الالكترونية. لا بد من تعاون الحكومات للاتفاق على القضايا والضرائبية والجمركية والمواضيع المهمة الاخرى. هذه قضية على غاية الأهمية والوقت ليس في صالحنا. أيضاً خلق "حاضنات" تعليمية وتدريبية للشباب من العقبات التي نعتقد أنها أساسية. نحن نعمل بقوة للتوصل إلى اتفاقات مع شركات محلية وأقليمية وعالمية لتطوير حاضنات لهؤلاء الشباب في ما يتعلق بانترنت. أنا أول من يعترف بوجود عقبات كثيرة لكن لا بد من زحزحة هذه العقبات تمهيداً لإزالتها في النهاية. نجري محادثات دائمة مع الحكومات الاقليمية والشركات المعنية لبناء قاعدة من المواهب العربية. هل تعلم أن 50 في المئة من الشركات الناشئة في سيلكون فالي مهد صناعة تقنية المعلومات في الولايات المتحدة أسسها أشخاص ينتمون إلى المنطقة الجغرافية الاقتصادية التي تتوسطها دبي؟ لدينا العقول والمواهب في المنطقة لكننا لم ننجح بعد في ايجاد بيئة العمل الجيدة لتنمية تلك العقول والمواهب. نريد في مدينة دبي للإنترنت ان نخلق مثل هذه البيئة الجيدة. هذا الهدف مُدرج في رأس أولويات مهام مدينة دبي للإنترنت، ونحن نعي مسؤوليتنا تماماً.
هل لك أن تقول لي لماذا خرجت شركات مثل "ياهو" او "سيسكو" في اميركا وبريطانيا ولم تخرج من دبي أو أي مدينة عربية اخرى؟
- الحكومات العربية لم تركز على التكنولوجيا في التعليم. التعليم عندنا لا يزال يدرس في طريقة اعتبرها بدائية جداً. الآن فقط انتبهت الحكومات، ليس كلها للأسف، إلى اهمية التركيز في المناهج التعليمية على التكنولوجيا. لدينا فرصة تاريخية في مدينة دبي للإنترنت للمساعدة على تلافي هذا القصور تقوم على ثلاث استراتيجيات:
أ- تغيير نظام التعليم. جامعات ومعاهد ومراكز التدريب في مدينة دبي للإنترنت ستقدم للمرة الأولى في الوطن العربي بل حتى في العالم شهادات جامعية في التجارة الالكترونية وهذا مجرد البداية.
ب - يجب درس الآليات والوسائل التي تمكن الحكومات من التأقلم مع التغيير الهائل الحاصل في العالم اليوم وإدخال التغييرات الضرورية والمرونة المناسبة.
ج - يجب مساعدة قطاع الأعمال عموماً على إعادة هيكلة نفسه للاستجابة للفرص الجديدة التي يتيحها الاقتصاد الحديث.
ما هو البديل لكل هذا سوى مزيد من التخلف والفرص الضائعة؟
هل نتحدث هنا عن التعليم الجامعي أم عن مستويات أشمل؟
- نتحدث عن كل المستويات- من الابتدائية إلى الجامعة ثم بعد ذلك في مراحل الدراسات العليا.
هذه ثورة تعليمية راديكالية وليس مجرد تعديل مناهج دراسية.
- بالضبط. العالم يتغير. لا بد ان نُسقط نظام الحفظ والتلقين. المعلومات والبيانات متوافرة في شكل رقمي. إذا أردت الإطلاع على نظرية ادارية او علمية معينة سأجدها في انترنت جاهزة. لماذا يجب عليّ أن احفظها غيباً؟ موجودة يا جماعة!. المشكلة في الماضي كانت مشكلة ندرة المعلومات. المشكلة اليوم كثرة المعلومات. مكان التخزين المثالي للمعلومة هو الكومبيوتر في انترنت وليس الدماغ. الدماغ يستطيع ان يعالج معلومات أخرى في طريقة أكثر جدوى. لا بد، إذًا، من تغيير نظام التعليم الذي يلقن الطالب. نظام التعليم العربي الجديد في القرن الواحد والعشرين يجب ان يقوم على الأبحاث والتحليل. أريد أن أرى اليوم الذي يدرس فيه الطالب من كتاب مفتوح في انترنت، وأن يقدّم امتحاناً في انترنت أو عن انترنت، وأن يقدم بعداً إضافياً جديداً للمعلومة وليس مجرد المعلومة نفسها. هذا في النهاية يجب أن يكون توجّه الحكومات في ما يخص التعليم.
هل نتحدث عن مشاريع قريبة أم أن علينا الانتظار؟
- ليست هناك حاجة إلى الانتظار. ستسمع هذا العام عن مشاريع عدّة في قطاعات مختلفة تساعد على بلورة هذا الجهد محلياً وعلى مستوى الوطن العربي أيضاً.
ما هو نوع الشراكة القائمة بين مدينة دبي للإنترنت والشركات الناشطة في حقل التقنية المعلوماتية سواء في دبي او في الامارات فالوطن العربي والعالم؟
- عندما بدأنا التفكير بمشروع تأسيس مدينة دبي للإنترنت طرحنا الفكرة على عدد من أكبر الشركات في العالم وأهمها. أنا اتحدث عن عمالقة مثل مايكروسوفت واوراكل وسيسكو وصن مايكروسيستمز وغيرها. ذهبنا بمشروعنا إلى تلك الشركات وعرضنا عليها توقعاتنا وامنياتنا واحلامنا فدرست الشركات المشروع وأضافت لائحة بامنياتها هي أيضاً. عملنا الآن هو ان نترجم هذه الامنيات إلى واقع. ما بيننا وبين تلك الشركات ليس مجرد اتصالات بل شراكة حقيقية. نحن سنقف وراء المطورين وندعمهم في كل شيء لكن عملنا الأساسي هو تيسير أمور الشركات الخاصة وتمهيد الطرق أمامها وتذليل كل العقبات. نريد ان نقدم للشركات الخاصة بيئة مريحة تستطيع من خلالها تحقيق طموحاتها وتنفيذ مشاريعها.
ما هي القيمة المضافة التي تستطيع ان تعطيها دبي لمفهوم انترنت الذي لا يزال إلى حد كبير مفهوماً وتطبيقاً دوليين؟
- الاقتصاد العالمي يتغير من اقتصاد تقليدي الى اقتصاد المعرفة. لا بد ان نواكب هذه التغير ونتحول الى اقتصاد المعرفة. هذا ما يحصل الآن في دبي. هناك مجموعة كبيرة من الشركات الخاصة التي تريد الاستفادة من مدينة دبي للإنترنت. نحن نساعد تلك الشركات على تطوير نفسها وتنمية طاقاتها وتنفيذ مشاريعها. بدأنا أخيراً نلاحظ نمو اقتصاد جديد في دبي هو الاقتصاد المبني على المعرفة والتعامل الامثل بأدوات المعرفة مثل انترنت والكومبيوتر.
هل لديكم موازنات عامة مخصصة للمشاريع كافة أم انكم تقررون موازنة خاصة لكل مشروع على حدة بعد دراسته؟
- حكومة دبي خصصت لمشروع مدينة دبي للإنترنت 800 مليون درهم. يجب أن نضيف إلى هذه المخصصات الأموال التي تنفقها الشركات الخاصة على إقامة البنية التحتية أو مراكز التدريب وحاضنات الشباب وغيرها.
بإجمالي قدره...
- 5.2 بليون درهم تقريباً.
يبدو لي أحياناً أن خطواتكم أسرع مما يجب؟
- أبداً. لدينا خلفية تاريخية معروفة في فن تنفيذ المشاريع، ونحن خبراء في تيسير الأمور الصعبة وفك الاختناقات. لا نريد ان نتكلم عن مشروع ما- سمعنا ما يكفي من الكلام. نريد ان ننفذ المشروع. الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد امارة دبي وزير الدفاع في دولة الامارات أعطانا مهلة معينة لتنفيذ المشروع. لدينا فريق عمل يعمل ليلاً نهاراً لتحقيق هذا الهدف. لم نعد في العصر الذي كان يقتضي وضع دراسة بعد أخرى ووضع دراسات عن تلك الدراسات والاجتماع الى مستشار بعد الآخر. الوقت لم يعد يسمح بكل تلك الكماليات. لا بد من التنفيذ باسرع وقت ممكن. نعرف من شركائنا في الشركات ان المشروع متميز. المشروع يخلق وحدة تكاملية بين قطاعات اقتصادية عدّة في مجال محدد هو التكنولوجيا. جئنا الى المشروع بشركات تطور البرمجيات واخرى تطور الأجهزة وشركات غيرهما متخصصة في تقديم التمويل للمشاريع الجديدة وتلك التي تتعامل بالمعلوماتية وقواعد البيانات. لدينا مستشارون ماليون وشركات الشحن والدعم والتموين، وستكون لدينا الجامعات ومراكز الأبحاث. باختصار مدينة دبي للإنترنت مدينة متكاملة متناغمة يخدم فيها كل قطاع القطاع الآخر ويكمّله. سر نجاح مدينة دبي للإنترنت هو تكامل أجزائها. هذه المدينة ستنمو ليس على مستوى المنطقة بل على المستوى العالمي.
ما هي الحدود الأدنى لطموحاتكم وما هي الحدود القصوى؟
- لا توجد حدود قصوى لطموحاتنا. إذا وضعنا سقفاً لطموحاتنا ولأحلامنا فاعتقد أننا فاشلون وعلينا الاستقالة من الآن. الحد الأدنى بالنسبة لي هو النجاح وتحقيق الأهداف التي تحدثنا عنها. لا يمكن أن نقبل بأقل من ذلك في أي حال من الأحوال. هذا مشروع ناجح بإذن الله لكنه يمثل تحدياً كبيراً. سمعتُ كلمة "فشل" لكن ليس في دبي. قاموس دبي فيه كل شيء إلا هذه الكلمة.
ما هو انطباعك عن مواقف الشركات المهتمة بالمشروع حتى الآن؟
- فور الإعلان عن المشروع أوفدت الشركات المعنية كبار المسؤولين التنفيذيين فيها واجتمعوا إلى الشيخ محمد. بعض تلك الشركات وقع عقوداً لنقل مقارها الى مدينة دبي. البعض الآخر في مراحل متقدمة والمحادثات مستمرة مع مجموعات أخرى من الشركات. لدينا حالياً أكثر من 12 ألف استفسار مع أننا لم نبدأ بتسويق المشروع بمعنى أننا لم نعرضه على الدول والشركات في المراكز العالمية. نحن نتحدث عن المشروع دائماً لكن أفضل من يتحدث عن المشروع هو المشروع نفسه. تفد إلينا يومياً شركات من اوروبا واميركا تعرض تنفيذ مشاريع هنا. منحنا الشركات ملكية خالصة 100 في المئة وحرية في اخراج رؤوس المال واعفاء ضريبياً لمدة 50 عاماً وملكية الأراضي لمدة 50 عاماً. بعض الامتيازات التي قدمناها متوافرة في سنغافورة وهونغ كونغ لكننا قدمناها بتكلفة أقل.
ما هي النصيحة المتكررة التي تسمعها من مسؤولي الشركات المهتمة بمدينة دبي للإنترنت؟
- التركيز على الاتصالات من الأمور الاساسية جداً. السرعة في التنفيذ مهمة أيضاً. نحن نعيش عصر انترنت وعصر انترنت سريع جداً-بسرعة الضوء. نحن لا نعطي موظفينا وصفاً وظيفياً تقليدياً. المسمى الوظيفي الذي اطلقه على كل واحد منهم هو "العدّاء". سباق المئة متر أقل مسافة مقبولة، والسبب واضح. نحن لا نؤمن فقط بأهمية التنفيذ بل بأهمية سرعة التنفيذ أيضاً.
انترنت بيئة مثالية للتجارة الالكترونية ونشر المعلومات وتبادل الرسائل الالكترونية لكنها أيضاً بؤرة للفساد ومواقع بيع الجنس والتخريب أحياناً. كيف سنحمي الشباب من هذه المخاطر؟
- انترنت كشبكة ليست في حد ذاتها الخطر. الخطر يأتي من اولئك الذين يحاولون استغلال انترنت لخدمة أغراضهم الخبيثة. هذا لا يقتصر على انترنت بل يشمل أيضاً التلفزيون والسينما والكتب. هناك مسؤولية كبيرة تقع على الأب والأم. كما أن عليهما التأكد مما يراه أطفالهما على التلفزيون عليهما التأكد مما يراه الأطفال في انترنت. توجد طرق حماية عدّة لكن هذه الطرق لا تلغي دور الأب والأم. لدينا في الامارات مجموعة من القوانين والقيود والاجراءات التي تحظر تجاوز المحاذير او تعدي الحدود خصوصاً ما يتصل منها بالقضايا والمفاهيم الدينية والاخلاقية. لن نسمح بتجاوز هذه الحدود مهما كان، وما تطبقه أي دولة عربية سندرسه ونطبقه في مدينة دبي للإنترنت. وأريد أن أقول هنا إن هدف الشركات التي ستتخذ مدينة دبي للإنترنت انطلاقة لنشاطها هو توسيع الاعمال وجني الأرباح وليس الحاق الأذى وتخريب الاخلاق. سنراقب مع الجميع، ولدينا وسائل حماية الكترونية عدّة ولن تكون مدينة دبي للإنترنت في النهاية سوى البيئة المناسبة التي نريدها.
هل تتلقون شكاوى من المستخدمين في الإمارات؟
- نسبة شيوع استخدام انترنت في دبي من النسب العالية في العالم. هذه النسبة تقترب الآن من 5.8 في المئة من عدد السكان ونتوقع ان تتضاعف خلال عام. إذا نظرنا الى مستقبل استخدام انترنت سنراه مركزاً على الهواتف المتحركة والتلفزيون. في دبي اعلى نسبة استخدام للهواتف المتحركة لذا الأرضية موجودة واعتقد ان المستقبل واعد جداً. خلال سنتين او ثلاث ستصبح دبي من المدن المتميزة في العالم من خلال سبل عدّة اهمها انترنت. لدينا القيادة السياسة التي تعي اهمية الاقتصاد الالكتروني، وتريد ان تصل بالناس والقطاع الخاص والنظام التعليمي على العالمية. سنفعل هذا وسترى.
مدينة دبي للإنترنت ليس مشروعاً لدبي فقط إنما للخليج والوطن العربي. إلى أين وصلتم في طريق الربط العربي؟
- اجتمعنا إلى السيد أحمد نظيف وزير الاتصالات والمعلومات المصري، كما اجتمعنا إلى مسؤولين عدّة في الأردن. السيد بشار الأسد زارنا في دبي واجرى محادثات مع الشيخ محمد بن راشد واطلع على خطة العمل لدينا، كما أوفد لاحقاً فريق عمل تلقى تدريباً في دبي. التعاون في نهاية المطاف يجب ان يكون تعاوناً اقليمياً. مشروع مدينة دبي للإنترنت في دبي لكنه ليس لدبي وحدها. ولا بد ان نتعاون مع الجميع. لا بد من اشراك الهند في مشروعنا في صورة مهمة. ابرمنا اتفاق تعاون وشراكة مع حكومة سنغافورة في خصوص التكنولوجيا هو الأول من نوعه الذي تتوصل اليه سنغافورة مع أي دولة عربية. هدفنا النهائي خلق شراكة استراتيجية مع جميع المعنيين. النتجة ستكون ربحاً دائماً وفائدة دائمة لنا ولشركائنا في المنطقة وعلى مستوى العالم.
الخبراء يقولون إن نمو انترنت يجب ان يأخذ في الاعتبار تطوير المضمون المحلي باللغات المحلية. ما رأيك؟
- في منطقة البعد الجغرافي الذي تتوسطه دبي بليونا شخص. التطوير باللغات المحلية من الامور الأساسية التي نركز عليها وهذا يشمل التعريب. أهم عمليات تعريب للبرمجيات العربية انطلقت من دبي في الماضي ونحن سندعم كل جهود التعريب. القطاع الخاص يتولى هذه المهمة وينفذ مشاريع مع شركات محلية واقليمية وعالمية عدة. نحن نريد ان نخدم منطقتنا وستكون "الأقلمة" احد اهم مرتكزاتنا.
نعرف ما هي الفائدة من اللحاق بانترنت ولكن ما هي العواقب؟
- يجب علينا كعرب ان نعرف تماماً ان انترنت ليس خياراً. إنها مستقبل بل إنها المستقبل. انظر ماذا حل بالدول التي لم تستطع اللحاق بركب الثورة الصناعية في القرن الماضي. دول مثل إسبانيا والبرتغال صارت دولاً من الدرجة الثالثة فيما ارتفع نجم دول مثل بريطانيا والمانيا وفرنسا. الآن لدينا فرصة تاريخية يجب الا نضيّعها. هناك ثورة معلوماتية يجب ان نستفيد منها. اذا لم نواكب هذه الثورة سنضيع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.