أكد القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، أن السعودية حققت نجاحاً كبيراً خلال حربها على الإرهاب، كما نجحت أيضاً في توجيه أبنائها الشباب التوجيه «السليم»، واستطاعت أن تقطع الطريق على كل من يحاول العبث بالأمن الفكري الناشئ لأبنائها، وكشف زيف كل من أرادها بسوء ويخطط لمطامع فيها، معتبراً أن أمن السعودية أصبح كالجبل المتين، لا يتأثر بالأحداث الأمنية التي تحدث. وقال خلفان في حوار مع «&» خلال زيارته الأسبوع الماضي إلى الرياض لإلقاء محاضرة في جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية، إنه يعتقد من خلال عمله الأمني أن «السعودية» أصبحت بلداً مستهدفاً، ليس من تجار المخدرات ومروجيها فقط، وإنما من الذين يريدون الشرور بها، بعد أن عجزوا عن تشويه سمعتها خارجياً عبر إثارة ملفات حقوق الإنسان، وادعائهم أنها بلد لتقييد الحريات، وهو عكس ما هو موجود بداخلها. لافتاً إلى أن نجاح السعودية في إدارة حشود الملايين من الحجاج والمعتمرين في مكةالمكرمة في كل عام أمرٌ أكسبها خبرة كبيرة في هذا المجال، ودعا الدول التي تريد أن تدير التجمعات البشرية بأحجام كبيرة إلى الاستفادة من خبرة السعودية في هذا المجال. وتحدث خلفان عن الحملة التي أطلقها لمقاطعة «اليوتيوب» على شبكة الإنترنت، مطالباً جميع دول الخليج العمل بها لتأدية الواجب تجاه حماية الأجيال الشابة مما يعرض في مضمون ذلك الموقع، ويصنف بأنه خارج عن الآداب والقيم الإسلامية، معلناً عن تأييده لعمل المرأة الخليجية في السلك الأمني، بشرط أن تعمل من أجل المرأة، على حد تعبيره. وتطرق القائد العام لشرطة دبي إلى مواضيع عدة خلال الحوار الآتي: كيف وجدتم جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية؟ وهل نحن بحاجة إلى مزيد من الجامعات المتخصصة في المجال الأمني في منطقة الخليج؟ - أولاً فكرة زيادة الجامعات الأمنية في منطقة الخليج أنا ضدها تماماً، لأنه من المهم أن لا نكرر هذه النماذج الموجودة، بل إن الواجب علينا أن نقلل أعدادها طالما أن هناك جامعة مشهوداً لها بالجودة الأمنية، وأنه بإمكانها خدمة المنطقة بأكملها وكذلك المنطقة العربية، كما أن وجود فكرة جامعة أمنية مشتركة ومخصصة لأبناء الخليج أرى أنها أفضل، لأنني أعتقد بأن ذلك أمر أجدى وأوفر ويخلق تعارفاً بين رجال الأمن الخليجيين وهم في مراحل تدريبهم الأولية، بل ويستفيدوا من تبادل الخبرات أيضاً. وللأمانة فالسعودية تولي التعليم بجميع مراحله رعاية واهتمام كبيرين، وخصوصاً التعليم الأمني، بل المعروف أن نسبة المتعلمين من الشباب السعودي نسبة كبيرة وفي تخصصات مهمة جداً، واتجاه السعودية لدعم الأمن العام وجعله كحقل أمني يضم مختلف المستويات التعليمية أمر مهم جداً. أما بالنسبة إلى رؤيتي لجامعة الأمير نايف، فمن دون شك أن أي شخص يزور هذه الجامعة سيلمس المستويات والقدرات المهمة رفيعة المستوى التي يتمتع بها رجالها، وكذلك رجال الأمن المتدربون فيها عموماً، وهذا كله يصب في مصلحة تأهيل الكوادر الوطنية الأمنية خير تأهيل. بحكم خبرتكم الأمنية الطويلة كيف ترون نجاح السعودية في حربها على الإرهاب، وعلى الخلايا الإرهابية التي كانت تهدد أمنها؟ - أعتقد أن السعودية حققت نجاحاً كبيراً، ليس فقط في مكافحة الإرهاب ميدانياً، وإنما أيضاً في توجيه الشباب التوجيه السليم «المستقيم»، وقطع الطريق على كل من يحاول أن يعبث بالأمن الفكري الناشئ لدى شبابه، واستطاعت أيضاً أن تقنع أبنائها بأن مثل هذا التصرف له مردود سيئ على الجميع، على الفرد أولاً ثم على المجتمع والوطن ثانياً، وبالتالي فان كثيراً من الشباب صححوا وضعهم وعرفوا أموراً لم تكن معروفة لهم في السابق - إن صح التعبير - وأدركوا أن هناك من يريد الشر ببلادهم ويخطط له من الخارج بسوء ومطامع خاصة على حساب هذا البلد، والسعودية استطاعت كشف زيف هؤلاء الذين يظهرون بمظهر المصلح، وهم يبطنون السوء، وبينت تدابيرهم وخططهم الفاشلة، والحمد لله السعودية بحجمها الكبير لا يستطيع أحد أن يحدث فيها - لا قدر الله - إرباكاً للأمن... نعم قد تحدث هنا أو هناك حادثة أمنية بسيطة لكن هذا لا يهز الجبل المتين، وإن دل ذلك فإنما يدل على أن هناك تلاحماً عميقاً بين الحكومة والشعب، إذ يوجد بينهم ترابط عائلي وتماسك اجتماعي وثيق، وبالتالي فان تفكيك هذا النسيج أو الترابط أمر صعب جداً. ما رؤيتكم لإدارة السعودية الأمنية خلال حشود الملايين من الحجاج والمعتمرين في شكل سنوي وفي وقت وزمان محدد؟ - أنا أعتقد أن السعودية بالذات نجحت نجاحاً غير مسبوق في التنظيم هذا العام وكل عام وأن الجهد المبذول من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى أصغر مواطن مشارك في التنظيم نمنحه نحن كخليجيين امتيازاً مع مرتبة الشرف، لأن في الحقيقة إدارة تحركات لمثل هذا العدد الكبير من الحجاج في وقت ومكان واحد وتوفير سبل الراحة لهم أمر صعب جداً وفي رأيي أن الإخوة في السعودية اكتسبوا خبرة كبيرة في هذا المجال، وهي تصلح من دون شك لتدريب كل من يريد إدارة التجمعات البشرية وذلك بأن يأتي للمملكة ويستفيد من خبرتها في هذا المجال. إلى أين يصل التعاون الأمني بين السعودية والإمارات؟ - الحقيقة أستطيع القول ان التعاون بين الإمارات والسعودية تعاون كبير جداً حقق نتائج واضحة، وأن الجميع يعتبر أن لا فرق بين أمنهما كبلدين، وأن هذا أمر لا يتجزأ بالنسبة للطرفين، وأن الكل مكمل بعضهم البعض. «المخدرات» باتت تهرب إلى دول الخليج بكميات كبيرة بشكل خطر جداً خلال الآونة الأخيرة خصوصاً للإمارات والسعودية... ماذا يعني لك ذلك؟ - دعني أقول انني كضابط أمن أشعر أن السعودية شئنا أم أبينا بلد مستهدف ليس من تجار المخدرات فقط ولكن من أولئك الذين يريدون الشرور بها وإضعافها وربما أنهم أرادوا ذلك بعد عجزهم عن اضعافها عن طريق محاولة تشويه سمعتها من خلال طرح ملفات حقوق الإنسان فيها والحديث أن فيها تقييداً للحريات وغيرها، وهو عكس ما هو موجود داخلها بكل تأكيد، وأدرك أيضاً أن هناك من ينوي التعرض للمملكة بسوء لأنها تعتبر قلب الأمة، ومن المؤكد أنه إذا أصيب القلب بالأزمة تأزم حال كل من له ارتباط بهذا القلب، وأنا ومن خلال حسي الأمني أعتقد أن هناك هجمة من جهات منظمة جداً تسعى لنشر المخدرات عن طريق «الحبوب» لهدم طاقات شبابها وتحقيق هدفهم السيئ، وأنا أوصي هنا رجال الأمن - وحرس الحدود خصوصاً - بتشديد الرقابة على عملهم الحدودي، مع العلم أن نسبة انتشار تعاطي «المخدرات» في التقارير الدولية أصبحت مزعجة للغاية. كانت لكم مطالبة سابقة بالحد من زرع المخدرات في «أفغانستان»... هل تم العمل بها؟ - للأسف الشديد أيام وجود «حركة طالبان» في أفغانستان كانت نسبة زراعة المخدرات منخفضة جداً وبعد ذلك وبوجود قوات التحالف ارتفع محصول المخدرات بشكل كبير وكأن «قوات التحالف» جاءت لحماية المزارع الموجودة وأصحابها وأن تكون درعاً لهم... والمعروف أنه في الغرب استطاعت أميركا أن تحرق مزارع المخدرات في أميركا الجنوبية، وأنا مازلت أتساءل الآن: ألا تستطيع «قوات التحالف» وهي تعلم أماكن هذه المزارع بالتقنيات والمعلومات التي تتمتع بها أن تنسفها عن بكرة أبيها وحرقها بالكامل، ولكن لماذا لا يحدث ذلك فالله أعلم، والأمور بصراحة في حاجة إلى تفسير. كان هناك اقتراح سابق بشأن إيجاد منظومة أمنية خليجية شاملة ومتطورة... ألا تعتقد أننا في حاجة لمثل ذلك حالياً؟ - نحن في حاجة جداً، والتعاون الأمني الخليجي عموماً الآن جيد، لكنني أستغرب لماذا لا يكون لقادة الأمن العام في دول الخليج اجتماعات دورية؟ أسوة بقادة الشرطة في كل العالم وفي كل القارات الذين لديهم اجتماعات، لكن قادة الشرطة والأمن في دول الخليج بعيدون عن هذا الأمر... وللعلم تحدثت أكثر من مرة للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية عن هذا الأمر، وقلت أنتم تجمعون وزراء الداخلية ومديري التحريات وبين قمة الوزراء والمديرين هناك أصحاب قرار تنفيذيون وأصحاب المشكلة لا يجتمعون... وما زلت لا أعرف ما سبب ذلك مع أنني وعدت خيراً من أمين المجلس. هناك من يرى أن الجودة الأمنية الموجودة في دول الخليج ضعيفة جداً مقارنة بدول عربية كبرى ودول غربية متطورة... هل هذا صحيح؟ لا اعتقد... لأننا في دبي على سبيل المثال نطبق منذ زمن الجودة الشاملة وحققت الشرطة في دبي العديد من الجوائز في هذا المجال، والشرطة في الإمارات لا يوجد لها مقارنة مع بعض الدول العربية الكبرى مع احترامي للجميع، لأننا نقدم الخدمة ونستجيب للمتعامل معنا بأسلوب حضاري وبسرعة غير مسبوقة من مؤسسات الأمن في بعض الدول، وأعتقد أن من يريد أن يطبق معايير الجودة الشاملة في الشرطة فليحضر إلى الإمارات ويستفيد من تجربتنا. إذاً ما الذي ينقص رجل الأمن الخليجي كي يتطور؟ بالعكس رجل الأمن الخليجي متطور جداً عن السابق، ولدينا الآن ضباط «خليجيون» يفوق مستواهم الثقافي والعلمي والفكري رجل الأمن الغربي، بل باتت الأجهزة الأمنية الغربية ترسل أبناءها للتدرب لدينا وهذا أمر يدعو للمفخرة. وما موقفكم تجاه عمل المرأة الخليجية في السلك الأمني؟ نحن منذ عام 1967 والمرأة تعمل معنا في شرطة دبي، والسبب بسيط جداً وهو عندما تواجهنا مشكلة مع سيدة فتتعامل معها المرأة، وأنا مع عمل المرأة لأجل المرأة. هل أنتم ممن يطالبون ب»خلجنة» وظائف رجال الأمن بحيث يسمح لرجل الأمن أن يعمل بالقطاع الأمني في أية دولة خليجية يريدها؟ أنا من الناس الذين طالبوا بإيجاد جواز سفر واحد يكتب للمواطن الخليجي يكتب عليه «اتحاد دول الخليج»، والحقيقة ينبغي علينا اليوم في الخليج أن نتوحّد على كثير من الأمور، وطالما أنه «الخليج» لم يشكل بأرضه ومواطنيه ووثائقه حتى الآن وحدة واحدة في زمن هذه التكتلات القوية فإنه سيشعر بالضعف أمام ذلك. ما صحة ما يتردد أخيراً أن هناك خلايا إرهابية نائمة تتبع لإيران في الخليج، وكان لكم فيها تصريح مثير للجدل... هل هذه الأنباء حقيقية أم كاذبة؟ - مع الأسف الشديد أن الكثير نسبوا لي تصريحاً لم يصدر عني في بداية الأمر، وان كل ما في الموضوع هو أن هناك تصريحاً صدر من شخص مسؤول في إيران وذكر أن لإيران خلايا في منطقة الخليج، وسئلت أنا بعدها في احد المجالس الرمضانية عن رأيي في هذا التصريح، فقلت لا أحد يستبعد ذلك، ولكن إذا كانت إيران ستعمل على خلق خلايا في دول الخليج، فإن الخليجيين قادرون على خلق الآلاف من هذه الخلايا في إيران، بمعنى آخر أنه لا يمكن للخليج أن يضره أحد وهو لا يدافع عن نفسه ولا يواجه الآخر بالإجراءات الشبيهة، وأنا كرجل أمن لا أستبعد وجود هذه الخلايا في منطقتنا لأن عالم اليوم هو عالم جاسوسية واستخبارات دولية. وماذا عن آخر المطالب الإماراتية بإعادة جزرها الثلاث المحتلة من إيران؟ - أفضّل أن أترك الرد للأخوة المسؤولين في وزارة الخارجية مع التأكيد على عروبة الجزر وحقنا كإماراتيين فيها. لكم مطالبة سابقة للدول العربية بإيجاد 1.6 مليون عربي مقاتل للحرب على إسرائيل في حال تهجمها على أي بلد عربي... ألا تتوقعون أن تحقيق هذه المطالبة على أرض الواقع صعب للغاية في هذا الوقت؟ - أعتقد بأنه لو أن العرب يحاربون إسرائيل بجيش واحد لهزمت إسرائيل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، لأن إسرائيل لا ترغب في السلام مع العرب والتفاوض عند بني إسرائيل هو فن وتسويف ومماطلة للوصول بالخصم إلى نقطة الاستسلام والقبول بالشروط التي تملى عليه، ونحن نتعامل مع عقلية تبني عقيدتها على التسويف والمماطلة. وإسرائيل تقول أيام الرئيس عرفات إنه ليس معها شريك في المفاوضات وأيضاً جددت ذلك مع بداية الرئيس محمود عباس ووصفت إسماعيل هنية بالإرهابي، وذلك لأن قادتها لا يرون في السلام مع العرب مأمناً لهم، وهذه إشكالية كبرى وإلا مثلاً لماذا رفضت مشروع السلام العربي - الإسرائيلي الذي طرحه خادم الحرمين الذي وافق العرب جميعهم. هل هناك مشكلات أمنية يرتبط بها سعوديون في دبي؟ - أولاً يجب أن يعرف الجميع أن أكثر دولة خليجية يتردد عليها السعوديون بشكل دائم هي الإمارات ومدينة دبي تحديداً وأنا شخصياً أحيي جميع السعوديين الذي يأتون لها ولا نلمس منهم في الحقيقة إلا كل احترام وتقدير وكل تصرف يعكس صورة الإنسان السعودي المتمسك بالقيم المثمرة، وإذا لا قدر الله وحدثت بعض المشكلات فإن عدد المتورطين في هذه الإشكاليات أقل من 1 في المئة والبشر جميعاً ليسوا ملائكة، وكل ما أريد أن أقوله للسعوديين الزائرين للإمارات : «بيّض الله وجوهكم». قمتم بحملة مقاطعة لموقع «اليوتيوب» على شبكة الإنترنت ... هل لمستم نتائج مثمرة لهذه الحملة؟ - أعلنت ذلك في مناسبة جمعية الأحداث ضد مواقع «اليوتيوب» لما تنشره من صور مخلة وخارجة عن الآداب، وبصراحة لا أحد يرضاها بأن تبث للشباب، وفي تصوري أنه إن كانت هناك إشكالية في عدم السيطرة عليها من خلال الرقابة فلنمنع «اليوتيوب» بكامله، وذلك إذا لم نستطع أخذ المفيد ورفض السيئ منه، لأن المنع في هذا الوقت أصبح فرض عين، علينا نحن المسؤولين عن هذه الأجيال. ولو سألتني عن النسبة الكبرى لما يتضمنه اليوتيوب الآن لقلت إنه يحتوي على مقاطع الجنس والشذوذ وغيرها من الاستهزاء بالإسلام والمصلين والتفرقة بين المذاهب السنية والشيعية وإثارة الفتن العنصرية السيئة وإلى ذلك. أتساءل: أين نحن من الآية القرآنية الكريمة التي تقول: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر»؟ أليست هذه مسؤوليتنا أمام الله أن ننه عن المنكر إن وجد... ولماذا دولنا الخليجية تسمح حتى الآن ب «اليوتيوب». وكل ما أتمناه أن تعمم هذه الفكرة لفوائدها العظيمة ويصبح المنع في جميع دول الخليج وباختصار «اليوتيوب» يجب أن يشطب عليه. ما السر في نجاح دبي بعدم استقطابها لأصحاب الفكر الضال سواء على أرضها أم بين شبابها؟ - السبب أننا لم نسمح للشباب بأن يأخذه البعض في اتجاه الغلو وأنشأنا عدداً من الجمعيات التوعوية لرعاية الأحداث بالأسلوب المعتدل وقبل أحداث 11 سبتمبر بعشر سنوات تقريباً أردنا أن ننشئ جمعية توعية لرعاية الأحداث كأنها هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن لا تستخدم الطريقة أو الأسلوب المتعارف عليه بمعنى أن نتوجه للشباب بالنصح وباللطف وبممارسة فيها كثير من التعقل ولا نستخدم أسلوب النهر ولا الزجر، وأعتقد بأننا نجحنا إلى حد كبير في أن نخلق شباباً يميز الصواب من الخطأ. ترددت أنباء مفادها بأن الأزمة المالية التي تعرضت لها اقتصادات العالم بدأت تنهش في جسد دبي الاقتصادي... هل هذا صحيح؟ - أحب أن أؤكد أن دبي بقيادة رجل شجاع مثل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومن خلال مسيرتي الأمنية التي قضيتها معه طوال ال40 عاماً الماضية أدركت أنه صاحب رؤية واضحة ولا تختلط عليه الرؤى، وأنه يعرف تماماً الهدف ويحدد المسار الأقرب إليه ويجتاز العقبة بأسلوب عجيب وكلما اشتدت الأزمة اشتد هو ثباتاً، أما بالنسبة إلى الأزمة المالية فهي أصبحت أزمة الجميع، واقتصاد دبي ليس بمنأى عن الكل وعما حصل في الاقتصاد الأميركي أو الياباني أو الأوربي، ولكن أؤكد لك أن الإمارات خرجت من بوابة الأزمة قبل غيرها، وكلامي هذا أكده رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد قبل أيام أننا سنمر من الأزمة بكل ثبات، ولن يغير الوضع أي شيء. تتمتع شرطة دبي بمبنى خاص محبب لدى زواره ومختلف عن بقية مباني الشرط في منطقة الخليج ... ما الفكرة في ذلك ؟ وما صحة أن شرطة دبي أنشأت سجون فئة خمس نجوم؟ - من خلال ما تشهده دبي من نهضة تطويرية في العمران والبناء في الوقت الحالي وجدنا أنه ليس من المعقول أن يكون مبنى الشرطة من النظام «القديم» المتعارف عليه وتم إيجاد هذا المبنى الذي نعتقد بأنه من ضمن المباني الحديثة، ونحن ضد سياسة أن يكون مبنى السجن مرعباً للزائر، بل نبحث عن إرعاب المجرم فقط، وبالنسبة إلى سجون الخمس نجوم فإننا لا نرى فيها فائدة، لأن السجن هو عبارة عن تقييد للحرية، ولكن ما نبحث عنه هو أن يكون السجن نظيفاً ومهيأ للسجين، ويتوافر فيه ما يحفظ كرامة الإنسان السجين وصحته، ونحن مع أن يشعر بخيبة الأمل وتوقف الحرية، لكي يتعلم. ماذا عن الدور التوعوي الذي تلعبه شرطة دبي في إصلاح «الأحداث» قبل دخولهم لعالم الجريمة؟ - هناك نقطة مهمة أود أن أتحدث عنها، وهي أن مدينة «دبي» كلها بما فيها من انفتاح وحرية للشباب لا يوجد فيها الآن إلا 4 أشخاص «أحداث» محكوم عليهم فقط، وهم من غير المواطنين وما زلت أتذكر عندما اتصلت بي في وقت سابق مسؤولة في مركز الأحداث وقالت لي: ليس لدينا عمل ولا يوجد لدينا نزلاء من الأحداث، وهذا - ولله الحمد - يدل على أن قضايا الأحداث تكاد معدومة في دبي ومؤشر أيضاً يدل على أن مستوى الجريمة منخفض. وأعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى أننا طبقنا برنامج «التربية الأمنية» في المدارس منذ 4 سنوات تقريباً، وهدفنا منه هو أن نبدأ مع طلابنا في المرحلة الابتدائية حتى يوم تخرجهم من المرحلة الثانوية العامة، وحينما يتم تخرج الطالب فهو يصبح ضابط شرطة خارجاً للتو من ميدان التدريب، ومنهج التربية الأمنية ينص على طاعة الله ثم الرسول ثم ولي الأمر، وكذلك يعرف الطالب الأنظمة والأوامر العسكرية يتعلمها على مدى ال 12 عام من خلال دراسته ويأخذ هذه الجرعة الأمنية في كل عام حتى إننا أصبحنا نعرف له معنى السرقة ونمثل له في ذلك، ووجدنا بالتالي أن الطلاب أصبح لديهم حس أمني كبير ويبدأون في التعاون مع رجال الشرطة في الإبلاغ عن تعاونهم فيما بعد مع رجال الشرطة، والحمد لله نجحنا في تحقيق مقصدنا من هذا المشروع. ما الذي يميز شرطة دبي في استخدام التقنية عن بقية الشرط الخليجية؟ - هو أننا لا نعرف التردد في تطبيق الأنظمة الجديدة التي بالإمكان نجاحها ولا ننتظر الغير حتى يجرب أنظمة جديدة في التقنية، ثم نبدأ بها بعده، لأننا في شرطة دبي نعيش التقنية لحظة ولادتها ومن جميع مراحلها، والحمد لله لنا السبق كثيراً في التعاطي مع المنتجات الجديدة، ولدينا الآن نحو 300 ضابط مبتعث للخارج لدرس تخصصات مهمة في مجال الشرطة، كما أن نسبة 95 في المئة من الاتصالات التي ترد لجهاز الشرطة على خدمة 999 يتم الرد عليها من خلال «الرنات» الثلاث الأولى. ما آخر التطورات في إغلاق ملف مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم؟ - أعتقد بأن الأمور لدينا انتهت، والملف الآن بكامله لدى القضاء المصري، وأعتقد أنه سيصدر فيها حكم قريباً، ولكن بالنسبة إلى المتهم محسن السكري فإن البصمة الوراثية مطابقة عليه تماماً. ضاحي خلفان تميم - مولود في دبي بتاريخ 1- 10- 1951. - القائد العام لشرطة دبي عضو المجلس التنفيذي لحكومة دبي. - تخرج عام 1970 من كلية الشرطة الملكية في العاصمة الأردنية عمان. - ابتعث في دراسة تخصصية في مجال «المباحث الجنائية». - عمل ضابطاً لمركز شرطة لمدة 10 سنوات. - عين عام 1980 قائداً عاماً لشرطة دبي حتى الآن. - رئيس جمعية توعية لرعاية الأحداث في دبي. - انشاء مدرسة خلفان لتحفيظ القرآن في دبي والثانية في الهند. - أنشأ أول إدارة لرعاية حقوق الإنسان عام 1995. - نال جائزة أفضل شخصية تنفيذية إقليمية في الشرق الأوسط عام 2004. - حصل على جائزة الأممالمتحدة لأبرز شخصية عربية في مكافحة المخدرات عام 2002. - حصل على نوط الأمن من المملكة العربية السعودية. - له العديد من المؤلفات أبرزها «الشرطة... وحقوق الإنسان، دور الشرطة في علاج وتأهيل المدمنين التائبين، التخطيط المحكم، التخطيط الاستراتيجي». - أنشأ نظام البصمة الالكترونية على مستوى دولة الإمارات. - أنشأ أكاديمية شرطة دبي. - أنشا إدارة لمكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة والجرائم الإلكترونية. - اعتمدت شرطة دبي في عهده أول دائرة حكومية تنضم إلى الحكومة الإلكترونية.