روى "أمير جماعة الرحمن" الجزائرية الحاج مصطفى كرطالي، في أول حديث صحافي يُدلي به منذ حمله السلاح من ايار مايو 1992، تفاصيل نشاطه داخل "الجماعة الإسلامية المسلحة" منذ 1994 حتى إنشقاقه عنها في الشهر الأخير من العام 1995. وأكد انه التحق بالجبال "إضطراراً"، وان الجبهة الإسلامية للإنقاذ لم تكن تُخطط سراً لإنشاء جناح مسلح لها خلال سنوات العمل السياسي. راجع ص 8 وتناول كرطالي بالتفصيل نشاط جماعته في الجبال، وكيف كانت تؤمن المؤن والأغذية لعناصرها، والأهداف التي تنوي ضربها. وقال ان جماعته بدأت "من فراغ"، إذ لجأت أولاً الى جمع بنادق صيد من المواطنين قبل ان تتصل بتجار أسلحة وتحصل منهم على رشاشات. وقال ان رشاشات "عوزي" الإسرائيلية كانت من أول الأسلحة التي حصلت جماعته عليها. وأشار الى انه رفض أكثر من مرة تنفيذ تعليمات "الجماعة الإسلامية المسلحة" - التي إنضم اليها في 1994 - خصوصاً الفتوى التي صدرت في مطلع 1995 وأهدرت دم "نساء الطواغيت". وتحدث عن تعاطيه مع القادة الذين تناوبوا على إمارة "الجماعة المسلحة". فأشاد بدور الشريف قواسمي الذي تمت في عهده الوحدة بين "الجماعة" وفصيل "حركة الدولة الإسلامية" وجناح الجزأرة في الجبهة الإسلامية للإنقاذ. لكنه قال ان قواسمي كان ضحية الحاشية المحيطة به، تحديداً جمال زيتوني وعنتر الزوابري. وأخذ على قواسمي فتاويه التي تبيح تدمير المدارس، وقراره رفض أي حوار او تفاوض مع الحكم الجزائري. وتساءل كيف وصل زيتوني والزوابري الى قيادة "الجماعة"، مشيراً الى انه يعرف الأخير جيداً وان قادة الجماعة يعرفون أيضاً انه كان يشرب الخمر عندما التحق في الجبال.