نال مسلسل ام كلثوم من الاعجاب والمديح مالم ينله مسلسل او فيلم عربي من قبل، وحصل على اجماع من النقاد والمشاهدين بأنه عمل درامي متميز بكل المقاييس الفنية، واكد ريادة قطاع الانتاج في التلفزيون المصري في تقديم الاعمال الدرامية المتميزة تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً. الانتقاد السلبي الوحيد الذي قرأته جاء على لسان المخرج السوري نجدت انزور ، وهو انتقاد هامشي ومفتعل، لان انزور لديه "ثأر بايت" مع الدراما المصرية، وعلى استعداد ان يقول فيها اكثر مما قال مالك في الخمر حتى لو لم يشاهدها، لانه ينتقد الاعمال لجنسيتها وليس لمضمونها. ورغم ان انزور مخرج جيد لكن يعاب عليه كثرة المقابلات والاحاديث الصحافية، فكلما اخرج مسلسلاً اجرى حوله مليون مقابلة صحافية ودلى بألف تصريح، لهذا كثر "هذره" وصار اول كلامه مثل اخره. المسلسل تميز بنجاحات عدة على صعيد الدراما التلفزيونية والموسيقى التصويرية ابرزها انه اعلن بداية البطولة الجماعية للاعمال الدرامية. لا احد يستطيع ان يقول ان بطولة مسلسل ام كلثوم كانت لفنان دون اخر ، اذا استثنينا المبدع عمار الشريعي. كل الشخصيات كانت مهمة ومثيرة واديت باقتدار غير مسبوق. بعض الاسماء اوجدت لنفسها حضوراً مختلفاً في هذا العمل. ومن ابرز الذين احدث لهم هذا المسلسل تحولاً في الاداء احمد راتب، وكمال ابوريه. احمد راتب وهو يؤدي دور القصبجي ذكرنا بالفنان يوسف شعبان في دور محسن ممتاز في مسلسل رأفت الهجان . كمال ابو ريه اعادنا الى صورة نور الشريف في مسلسل اديب. لكن رغم جمال هذا المسلسل وعذوبته، الا انه اثبت حقيقة مؤلمة هي ان العرب امة تخاف من قول الحقيقة كاملة، وتعشق تلوين التاريخ واخفاء بعضه، حتى وان كان تاريخ ام كلثوم، ناهيك عن تاريخ اهل الحكم والسياسة.