يبدو أن النجاح الكبير الذي حققه مسلسل (الملك فاروق) في رمضان الماضي ومن قبله فيلما ناصر 56وأيام السادات ومسلسلات أم كلثوم والعندليب والسندريلا وإمام الدعاة والإمام الشافعي ورأفت الهجان وجمعة الشوان وغيرها، جعل جهات الإنتاج تتسابق لتقديم أعمال عن السيرة الذاتية للمشاهير مثل بليغ حمدي وفريد الأطرش وأسمهان وإسماعيل ياسين ورشدي أباظة وغيرهم من أجل البعد عن الموضوعات المكررة والتي يتم تفصيلها على مقاس النجوم الكبار، ومن خلال هذا التحقيق نرصد الظاهرة والتي تعتبر أحدث موضة فنية تلفزيونية في الفترة القادمة . وفي البداية يقول المؤلف محفوظ عبدالرحمن إن ظاهرة دراما المشاهير ترجع إلى سهولة تناولها، خاصة إذا توفرت المادة في الكتب عن هذه الشخصيات، الأمر الذي يدفع البعض إلى تصور تقديم عمل مقبول وناجح جدا، كما نجح بعض هذه الأعمال رغم أن هناك أعمالا فشلت فشلا ذريعا، إلى جانب أننا في مرحلة ليست فيها قدوة، فطرح أي شخصية ايجابية يلقى تعاونا من بعض جهات الإنتاج، ولاتوجد في كل شخصية شهيرة مقومات الدراما التي تستفز، وهناك أعمال أراها فاقدة للروح رغم أنها تتناول شخصيات عظيمة غيرت المجتمع لأن المادة الدرامية الخاصة بها قليلة أو أن الكاتب لم ير هذه الجوانب فيها .ويقول المؤلف أبوالعلا السلاموني: إن اللجوء لهذا النوع من الدراما ليس بدعة ولكنه متبع منذ بداية الدراما وهذا النوع من الكتابة في غاية الصعوبة لأنه يتم تناول شخصيات معروفة والصعوبة تكمن في تقديم هذه الشخصيات بأسلوب يجذب المشاهد ويجعله يجلس ويتابع الحلقات كما حدث مثلا مع أم كلثوم وطه حسين والعقاد والمهم كيفية معالجة هذه الشخصيات من خلال أحداث ورؤية فكرية وسياسية واجتماعية وثقافية وإنسانية وفلسفية، ويجب على من يتصدى لمثل هذه النوعية من الأعمال أن يكون على مستوى عال من الثقافة الموسوعية ليستوعب جميع جوانب الشخصية. ويقول الفنان كمال أبورية الذي قدم شخصيات تاريخية للدراما :يجب أن نكثر من هذه الأعمال لأنها في صالح الدراما وفي صالح الناس والمتلقي لاسيما الشباب ويجب أن نكون أصحاب رسالة وعندما نقدم شخصيات لها أمجاد فستلفت نظر الجمهور ويحترمها ويقدرها ويبحث في داخله عن أشياء مشابهة لها يقتدي بها . أما الفنان أشرف عبد الباقي الذي يستعد لتجسيد شخصية الفنان الراحل "إسماعيل ياسين" فقال: ارتباطي بالراحل إسماعيل ياسين ليس وليد هذه الفترة من حياتي، ولكنني منذ أن كنت طفلاً صغيراً وأنا أهوى هذا الفنان، وكنت دائماً أراه بشكل مختلف عما يراه الناس، فقد كنت أحس طوال الوقت أنه يبذل مجهوداً كبيراً في سبيل إضحاك الطفل والشاب والعجوز، وكانت فرصة طيبة أن يعرض علي تجسيد شخصيته في مسلسل تلفزيوني سيتم تصويره في الفترة المقبلة. أما المخرجة الكبيرة أنعام محمد علي التي أخرجت مسلسلين متميزين عن السيرة الذاتية لأم كلثوم وقاسم أمين فتقول: بالرغم من أنني اهتم بالجانب الفني وأعمل على إبرازه، إلا أن فكرة وموضوعية العمل الفني الذي أخرجه تعد بالنسبة إلي أحد القوالب التي يمكن أن أرى فيها أفكاري وهي تتناقش وتتحاور مع أفكار آخرين، وهذه الأفكار توجه حسب وجهة نظري على المستوى الفني في عرض هذه الأفكار، فالعمل الفني بلا رسالة وبلا رؤية يبقى فارغا بلا مضمون لذا فكثير من أعمالي يمكن أن تقدم عملا فنيا من صميم السياسة فتؤثر أكثر من المقالات السياسية، فالصورة المرئية وخصوصا الدراما لها تأثير كبير جدا على المشاهد. ويقول المخرج محمد فاضل: دراما السيرة الذاتية يجب أن يكون لها هدف واضح ليس فقط من أجل تسجيل حياة الشخصية وإنما من أجل أن يستفيد الجمهور منها ويجب عدم إظهار السلبيات الموجودة في حياة الشخصيات العامة لأنها لن تعود بشيء بقدر ما ستقلل من المكانة الكبيرة له في قلوب الناس وإذا قرر مخرج ذلك فالأفضل له أن يقدم فيلما تسجيليا عن الشخصية ولا يقدم مسلسلا أو فيلما .