دعت ايران المجتمع الدولي للمساعدة في وقف "الاعمال الارهابية" التي تقوم بها منظمة "مجاهدين خلق" المعارضة التي تبنت الهجوم بقذائف الهاون، مساء أول من أمس، الذي استهدف حسب بيان لها مكتب المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي ومنزله ومقر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني. وكثفت السلطات العراقية اجراءاتها الأمنية أمس حول مقرات منظمة "مجاهدين خلق" في بغداد تحسباً من هجمات انتقامية. وفي حين اعلن "الحرس الثوري" العثور على 5 مدافع هاون على بعد حوالى 1500 متر من موقع الهجوم، أكدت مصادر ايرانية ان القذائف لم تصب مكتب خامنئي ولا منزله، بل أصابت مباشرة مقر مجمع تشخيص مصلحة النظام وكان رئيسه رفسنجاني موجوداً فيه وقت الهجوم، كما طاول بعض القذائف محيط مقر رئاسة الجمهورية وكان الرئيس محمد خاتمي في مكتبه أيضاً. إلا ان بعض القذائف أصاب مركزاً يتعلق عمله بتنظيم صلاة الجمعة. ولم يصب أحد من كبار المسؤولين الايرانيين. وقتل في الهجوم داريوش بور محمد جاني 29 عاماً الذي يعمل في مطبعة "غولبانغ" القريبة، وجرح خمسة اشخاص آخرون بينهم امرأتان شابتان. ونقل الجرحى الى مستشفى باهر وحالهم لا تدعو للقلق. وغادر اثنان منهم المستشفى أمس. وقال رئيس المكتب السياسي لحزب جبهة المشاركة الاصلاحي محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الايراني أن "الهدف الأصلي للارهابيين المنافقين هو الوقوف في وجه التطور المهم على الصعيد السياسي والشعبي الداخلي، لأنهم يرون في ذلك موتهم، ولذلك يعملون على اشاعة التوتر" واعتبر ان "هذا يعطي ذريعة للمتطرفين في الداخل لإحداث مشاكل وايجاد عوائق أمام تطور الحرية الإعلامية والحال الشعبية". في موازاة ذلك واصل الجيش الايراني مناوراته الضخمة في غرب ايران على مقربة من الحدود مع العراق، حيث تتخذ منظمة "مجاهدين خلق" من الأراضي العراقية مركزاً عسكرياً ولوجستياً لها، وتتسلل عبرها الى الأراضي الايرانية، وهو ما يثير مشكلة دائمة في العلاقة بين طهرانوبغداد. الى ذلك، كثفت السلطات العراقية اجراءاتها الأمنية أمس حول مقرات منظمة "مجاهدين خلق" في بغداد، مبدية تخوفها من هجمات انتقامية بعد هجوم طهران الذي أعلنت المنظمة مسؤوليتها عنه. وكانت بغداد اتهمت طهران بالمسؤولية عن هجمات سابقة تعرضت لها المنظمة الايرانية المعارضة في العراق. في غضون ذلك، أكد وزير الثقافة والارشاد الايراني عطاء الله مهاجراني الذي واجه حملة احتجاج شديدة من قبل رجال الدين في ايران في الايام الاربعة الاخيرة ان "لا نية لديه للاستقالة". واكد انه "منفتح على كل الانتقادات في شأن النشاط الثقافي" لوزارته غير انه نفى احتمال استقالته في شكل قاطع. وطالب مهاجراني رؤساء تحرير الصحف بتعديل نبرة صحفهم والا سيتعين عليهم مواجهة ضغوط المؤسسة المحافظة. وتظاهر أمس عشرات من اعضاء المعارضة الاسلامية والليبرالية، بينهم مرشحون مرفوضون الى الانتخابات التشريعية في 18 الشهر الجاري بقيادة ابراهيم يزدي الامين العام ل"حركة تحرير ايران" امام وزارة الداخلية، مطالبين بتفسيرات لرفض ترشيحهم.