أعلن الرئيس الإيراني محمد خاتمي دعماً لافتاً لميليشيا المتطوعين "البسيج"، فيما حمل بعنف على منظمة "مجاهدين خلق" المعارضة، واصفاً أعمالها بأنها ارهابية، ومندداً بالتفجيرات. وشيعت أمس جنازة إيراني قتل بهجوم بالقذائف وسط طهران السبت الماضي، أعلنت المنظمة مسؤوليتها عنه. وعشية بدء الحملات الانتخابية للمرشحين الذين سيتنافسون على مقاعد البرلمان في الانتخابات المقررة في 18 الشهر الجاري، دعا "الحرس الثوري" إلى مشاركة شعبية واسعة في الاقتراع، فيما بعث آلاف من طلاب العلوم الدينية برسالة إلى خاتمي تطالب بإقالة وزير الثقافة والارشاد عطاء الله مهاجراني. راجع ص 2 وفي أول تعليق له على عمليات "مجاهدين خلق"، اعتبر خاتمي ان "منفذي هذه الاعتداءات يعبرون عن حقد على الشعب الإيراني، وعن رغبة في الانتقام". وأضاف أمام آلاف من قوات "البسيج" التابعة ل"الحرس" ان التفجيرات "رسالة مفادها ان هؤلاء المجرمين يشعرون بالحقد على الشعب الإيراني وخاب أملهم بسبب عجزهم وهم يرون ان الجيل الجديد بات ينتمي إلى الثورة". وزاد ان "أعداء الثورة يئسوا من إمكان استئصال الاستقرار الداخلي فلجأوا إلى القتل العشوائي، لكن ذلك لن يوصل المعتدين إلى أهدافهم المشؤومة، بل سيزيد غضب الشعب ضدهم". ونوه بردود الفعل الدولية التي استنكرت تفجيرات طهران، ورأى ان هذه الأعمال "فضحت مرتكبيها وأدت إلى اعلان حماتهم في إشارة إلى الدول الغربية البراءة منها". وأكد الرئيس مساندته "البسيج"، مشيداً بدورها في الحرب العراقية - الإيرانية، وفي الداخل أمنياً وسياسياً واجتماعياً. وحض عناصرها على المشاركة الواسعة في الانتخابات، لإثبات "حيوية إيران ونشاط الثورة" في وجه "اعدائها". في المقابل، دعا "الحرس الثوري" على لسان قائد منطقة ايلام غرب إيران اللواء نور اللاهي إلى المشاركة الواسعة في الاقتراع لاختيار "برلمان مقتدر ومستقل". وأضاف خلال تشييع رفات عشرة من ضحايا الحرب مع العراق، ان "الشعب الإيراني سيثبت للداخل والخارج أنه مستمر في خط الإمام الخميني وخط الولي الفقيه المرشد آية الله علي خامنئي ولن يساوم على مبادئه". ويأتي هذا الموقف العسكري المسالم كرد مباشر على المواقف الغربية، خصوصاً الأميركية من الانتخابات. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت أعربت في شهادة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ليل الثلثاء، عن أملها بأن تساهم نتائج الانتخابات الإيرانية في التقريب بين طهرانوواشنطن. ونقلت وكالة "رويترز" عن الوزيرة قولها: "تدرك الولاياتالمتحدة ان هناك قوى متضاربة في إيران كما الحال في بلدان كثيرة، ونأمل بأن يسعى الشعب الإيراني بل يتمكن من اختيار المناهج التي تؤدي إلى تحسين العلاقات". وذكّرت بترحيب أميركا بدعوة خاتمي إلى "حوار بين الشعبين وإدانته الارهاب وأسفه لمحنة الرهائن" في السفارة الأميركية في العاصمة الإيرانية عام 1979، ورأت ان "الانتخابات الوشيكة قد تكون دليلاً على أن هذا الاتجاه يسرّع خطواته"، من أجل التطبيع بين واشنطنوطهران.