طهران - أ ف ب، رويترز - اصيب سكان جنوب جادة ولي العصر في طهران بالذهول نتيجة الاعتداء الذي وقع مساء السبت واستهدف مراكز السلطة في حي باستور القريب، والذي أعلنت منظمة "مجاهدين خلق" المعارضة مسؤوليتها عنه. وقتل في الاعتداء داريوش بور محمد جاني 29 عاما الذي يعمل في مطبعة "غولبانغ" القريبة، وجرح خمسة اشخاص آخرين بينهم امرأتان شابتان. ونقل الجرحى الى مستشفى باهر وحالتهم لا تدعو الى القلق. وغادر اثنان منهم المستشفى أمس. وعلى مقربة من المطبعة الصغيرة يمكن رؤية حي باستور الذي يضم مقرات مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يرأسه الرئيس الايراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني ورئاسة الجمهورية ومكاتب مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي. ولم يتم التأكد من وجود أي من هذه الشخصيات في مكاتبها لدى وقوع الهجوم. إلا ان مستشاراً لعائلة الرئيس محمد خاتمي أبلغ "رويترز" ان خاتمي كان في مكتبه اثناء الهجوم الا انه لم يصب بأذى. وأفاد شهود ان خاتمي "في صحة جيدة"، ومكاتبه الواقعة على مسافة أبعد بقليل من شارع ولي العصر لم تصب بأي اضرار. وفي المقابل ظهرت آثار الانفجار على شرفات مكاتب عائدة الى مجلس تشخيص مصلحة النظام. واقتلعت ثلاث اشجار في الحدائق المشتركة لهذه المؤسسات قريبة جداً من مكتب رفسنجاني. كما اصيب المكتب الاداري المركزي للهيئة المسؤولة عن تنظيم صلاة الجمعة الذي يقع الى جوار القصر الرئاسي. وعلا الحزن وجوه سكان الحي مع ان الحياة عادت الى طبيعتها واعيد فتح الشارع امام حركة السير وفتحت المطاعم الشعبية أبوابها مجددا. وقال محمد محمدي المقيم في المنطقة: "توفي داريوش بين يدي. كان متزوجاً من دون اطفال. كنت اعرفه جيدا فأنا اقيم قرب المطبعة في شارع ولي العصر. سمعت الانفجارات التي كان دويها قوياً جدا فسارعت على الفور. ورأيت ستة اشخاص مطروحين ارضا في بركة دماء". وأوضح شخص آخر يقيم في منزل قريب في المنطقة يدعى داود توكلي "سمعت دوي خمسة انفجارات متتالية". ومتوكلي استاذ متقاعد في العلوم الاجتماعية نشر كتبا تمت طباعتها في هذه المطبعة وكانت تربطه علاقات عمل مع داريوش. واكد متوكلي ان "كل العملية دامت دقيقتين. فصلت عشرون ثانية بين انفجار وآخر". واضاف يقول "الحي كله مذهول. فخلال الحرب بين العراقوايران لم يتعرض الحي للقصف. وهذه الانفجارات لا سابق لها". ويؤكد الشهود ان العبوات المستخدمة هي "خومباري" اي "قذائف" التي قد تعني ايضا "هاون". لكن ليس من أدلة تثبت ان قذائف هاون استخدمت في العملية. ويقول كل الشهود الذين سألتهم وكالة "فرانس برس" ان عناصر "مجاهدين خلق" الملقبين في ايران ب"المنافقين" معارضة مسلحة لنظام طهران مقرها بغداد، الذين زادت عملياتهم داخل ايران منذ اشهر قليلة، مسؤولون عن الانفجارات. وأعلنت "مجاهدين خلق" مسؤوليتها عن الهجوم وقالت انه استهدف مكتب المرشد خامنئي ومكاتب اخرى قريبة. إلا ان الشهود أكدوا ان معظم الجرحى كانوا من المارة بالقرب من بوابات قصر الرئاسة. ونددت طهران بالهجوم ووصفته بأنه "جريمة تستهدف تعطيل الاحتفالات بالذكرى الواحدة والعشرين للثورة الاسلامية" التي ستبدأ رسميا في وقت لاحق من الاسبوع الحالي، إضافة الى تعطيل الانتخابات البرلمانية المقبلة.